في رحاب المسيرة المباركة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتوجيهاته السامية والمتواصلة بشأن الأسرة الإماراتية، وحث كافة أفراد المجتمع على صون النعم وعدم الإسراف، تقف مبادرة «مديم» التي أطلقتها دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، نقطة مفصلية منيرة وساطعة للجهود المباركة الهادفة على مساعدة الشباب الراغب في الزواج لبناء أسرة سعيدة مستقرة.
من هنا كانت الفرحة والاستبشار من مختلف فئات المجتمع عند إطلاق المبادرة وكذلك لدى الإعلان عن الدليل التوجيهي لنموذج «مديم» للأعراس، وسط دعوات أن يشمل النموذج كافة مناطق الدولة. جاءت المبادرة المباركة وكذلك إطلاق النموذج مع تزايد معاناة الكثير من الأسر والشباب من تزايد الأعباء وارتفاع تكاليف الزواج بسبب إصرار بعضهم على إقامة حفلات باذخة ومآدب ضخمة ومظاهر وممارسات باهظة الأثمان تفتح عليهم أبواب الديون والقروض بصورة ترهق الكواهل وبالذات للعروسين وأسرتيهما، ومن باب المظاهر التي قادت لتلك القروض تدخل المشاحنات والخلافات لتعصف ببيت الزوجية وتتسبب في تقويضه قبل أن يرتفع بنيانه.
عند لجان الإصلاح الأسري والمحاكم تسمع وترى قصصاً لا حصر لها في هذا الجانب الذي تبذل الدولة وبتوجيهات سامية جهوداً استثنائية نجحت معها في الحد من الكثير من تلك المظاهر السلبية، تعززت بالقدوة الحسنة التي تقدمها قيادتنا الرشيدة وشيوخنا الكرام وهم يقيمون أفراحهم في احتفالات بسيطة ليس ذلك فحسب بل وتحرص على تضمينها عرساً جماعياً لشباب هذا الوطن الغالي.
إن إنجاح وترسيخ وتعميم هذا النموذج الراقي الذي تمثله مبادرة «مديم» والدليل التوجيهي لأعراس الرجال والنساء على حد سواء، يرتبط في المقام الأول بوعي زوجي المستقبل وعائلتيهما بأن الزواج وحفلاته ليس كرنفالاً للاستعراض والتفاخر والمباهاة، وإنما تحقيق غاية سامية وهدف أسمى ببناء أسرة إماراتية جديدة تنعم بالاستقرار الاجتماعي ورفاه العيش وتسهم في مسيرة هذا الوطن الغالي ورفده بأجيال تحمل الأمانة لتظل راية بلد زايد الخير ترفرف عالياً في ذرى الأمجاد بعقول وسواعد أبنائه.
شكراً للقائمين على مبادرة «مديم» وشركائهم ممن يساهمون في إنجاح المبادرة الاستراتيجية القيمة بتقديم وتوفير الباقات المناسبة وفق النموذج التوجيهي المعتمد. وكل الشكر والامتنان لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات». ودامت أفراح وطن العز في ظل بوخالد.