السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قيام الليل.. من أسباب دخول الجنة

قيام الليل.. من أسباب دخول الجنة
14 ابريل 2023 02:54

قيام الليل من الأعمال الفاضلة التي حث القرآن الكريم عليها، يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، «سورة الذاريات: الآيات 15 - 18»، وواظب النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها، وخاصة في  الليالي العشر، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله»، وعنها رضي الله عنها أيضاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان». 
أعمال تدخل الجنة
ومن الأعمال التي تدخل الجنة:» التقرب إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة»، الإيمان والعمل الصالح سبب لدخول الجنة، والصلوات الخمس، وضرورة الالتزام بها وأدائها كما شرع الله ورسوله، فذلك مما يدخل الجنة، فقال الله سبحانه وتعالى: (... وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ)، «سورة غافرة: الآية 40».
وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة؟ فقال: «الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً»، فقال: أخبرني ما فرض الله عليه من الصيام؟ فقال: «شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً»، فقال: أخبرني بما فرض الله عليّ من الزكاة؟ فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام، قال والذي أكرمك، لا أتطوع شيئاً، ولا أنقص مما فرض الله عليّ شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلح إن صدق، أو: دخل الجنة إن صدق».
ذكرت الآية أن الإيمان إذا اقترن بالأعمال الصالحة، فإنه سبب لدخول الجنة، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ما هو واجب من تلك الأعمال، فذكر الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة والحج لمن استطاع.. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم راح يؤكد ذلك فأشار إلى فضائل تلك الأعمال، وأن المحافظة عليها سبب من أسباب دخول الجنة، ومن الأعمال التي تدخل الجنة: التقرب إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة».
وإحصاء تلك الأسماء بالمعرفة والمعاملة يقود المسلم إلى استشعار لذة المناجاة والاستغفار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت. إذ قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله».. ومن أسباب دخول الجنة: الصبر على المصائب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، كان له حجاباً من النار، أو: دخل الجنة».
ثم أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعمل لو تحلى به المسلم فهو سبب للجنة وهو حفظ الجوارح عن المحرمات، وأخيراً، فإن كل عمل صالح هو سبب لدخول الجنة، جعلنا الله من أهلها.
الزهد وفضله
قال الله سبحانه وتعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)، «سورة الحديد: الآية 20».
وعن سهل بن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظ رجلاً، فقال: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس».، وعن فضاله بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «طوبى لمن هدي للإسلام، وكان عيشه كفافاً وقنع».
والزهد في الدنيا، هو أن لا يحملنا حب الدنيا على البخل في أداء الواجبات، أو يمنعنا من إنفاق المال في أوجه الخير، أو يحملنا على الكسب الحرام، أو يمنعنا أن نتقي الله في المال والجاه فنضع كل شيء حيث يرضى الله، فمن أطاع الله بالدنيا فقد حقق معنى الزهد.
وليس معنى الزهد ترك الكسب، أو التكاسل عن الإنتاج والبناء، ولا أن يكون الشخص عالة على الناس.. فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يعملون للآخرة ولا يفسدون الدنيا، بل يتاجرون ويجلبون ويمارسون الحرف ويوفرون متطلبات الحياة للمجتمع وقلوبهم عامرة بتقوى الله تعالى، لا يحملهم حب الدنيا على التخلي عن عمل الآخرة، ولا يحملهم عمل الآخرة عن التقصير في البناء والعلم والتطوير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©