السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

8.8 مليار درهم إجمالي قيمة أوقاف دبي

الحبتور والمطوع خلال الجلسة (من المصدر)
14 ابريل 2023 02:54

سامي عبد الرؤوف (دبي)

أعلنت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر أن إجمالي الأوقاف بدبي يتجاوز 8.8 مليار درهم، لعدد 493 واقف بمجموع 839 وقفاً، مؤكدة أن الأوقاف بالإمارة تشهد نمواً سريعاً ومطرداً، بالإضافة إلى أنها أصبحت تتسم بالتنوع وتعدد المصادر خاصة خلال عامي 2021 و2022. 
وأشارت المؤسسة إلى أن إجمالي مبالغ الأوقاف بدبي، منها 2.8 مليار درهم موزعة على وقف 555 تديرها وتشرف عليها المؤسسة، و6 مليارات درهم لعدد 284 وقفاً تتبع المؤسسات والأشخاص. 
وقال: «تتوزع الأوقاف من حيث الأصول، إلى نوعين، الأول الأصول العقارية وقيمتها 8.3 مليار درهم لعدد 764 وقفاً، و0.5 مليار درهم لعدد 75 وقفاً، هي عبارة عن أصول مالية وأسهم». 
جاء ذلك خلال استضافة خلف بن أحمد الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، في مجلسه الرمضاني جلسة حوارية بعنوان «الأوقاف وصنائع الخير» بالتعاون مع مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر بدبي. وناقشت الجلسة أهمية الوقف وأنواعه وفوائده على الفرد والمجتمع.
حضر الجلسة التي عقدت مساء أمس الأول، علي المطوع، الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر، وعبدالله السويدي، تنفيذي أول دراسات وقفية في مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر، إلى جانب نخبة من الشخصيات المرموقة في المجتمع الإماراتي والخليجي، وأدار الجلسة الإعلامي مروان الحل.
استدامة الأوقاف 
وأكد المتحدثون والمشتركون في الجلسة أن إمارة دبي تشهد نمواً كبيراً ونجاحاً لافتاً بمجال الاستدامة الوقفية والانتقال إلى آفاق أوسع في مجال التنمية الوقفية، مشيراً إلى أن مبدأ الوقف المستدام الذي تواصل دبي ودولة الإمارات تعزيز ريادتها العالمية فيه يحقق المنفعة ويرسي دعائم التكافل المجتمعي والتضامن الإنساني. 
وذكروا أن وقف المليار وجبة يعزز ثقافة الابتكار في الوقف، واستدامته التي رسخ دعائمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، وقد يوسّع الأثر المجتمعي للوقف إلى أبعد مدى ويحفّز الجميع على المساهمة فيه. 
ونوهوا بسعي دبي الحثيث لتوسعة وتنوع مصارف العمل الوقفي المبتكرة نابع من رؤية القيادة نحو تعزيز مشاركة الأفراد والمؤسسات ليكونوا شركاء فاعلين في الوقف المستدام.
زايد وراشد 
وفي البداية، قال خلف الحبتور: «أؤمن بحق جميع الأشخاص بعيش حياة كريمة ونحن نسير على خطى الآباء المؤسسين، المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، اللذين غرسا فينا حب العطاء». 
وأضاف: «كذلك نواصل هذا التوجه اقتداء بنهج وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، التي امتدت أياديها البيضاء إلى جميع أنحاء العالم، فلا ينقص مال من صدقةٍ أبداً، هذا ما رأيته بعيني. إن عمل الخير ينبع من داخل الإنسان، لذلك أبادر بدعم العديد من المبادرات وأشجّع الآخرين على القيام بالمثل»، ولفت إلى أولوية وأهمية الوقف التعليمي، فالتعليم ضروري لا سيما إلى الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمُّل التكاليف. وأكد أنه يسعى جاهداً لإطلاق العديد من المنح الدراسية للمؤسسات التعليمية المختلفة داخل وخارج الإمارات رافعاً شعار «بالعلم نبني مجتمعاتنا».
وقال الحبتور: الإسلام جعل من الوقف حماية للمجتمع، وسبباً للتماسك بين أفراده وتحقيق للتكافل الاجتماعي، فهو صورة من صور الصدقة الجارية لدورها الكبير في مكافحة الفقر. ذلك دعوة لأهل الخير ورجال الأعمال وكافة شرائح المجتمع للمساهمة في مثل تلك المشاريع الخيرية حتى لو بالقليل.
تصنيف الأوقاف
من جهته، تحدث علي المطوع الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي، عن أبرز نتائج وبيانات منظومة الأوقاف في إمارة دبي، مشيراً إلى أن تصنيف الأوقاف في دبي بالنسبة للجنس، منها 6 مليارات درهم، هي أوقاف للرجال، وهي عبارة عن 611 وقفاً، تبرع بها 355 واقفاً.  وقال: بالنسبة للأوقاف التي قدمتها النساء في دبي، وصلت قيمتها إلى 600 مليون درهم وعددها 149 وقفاً لعدد 119 امرأة، وقد زادت الأوقاف المقدمة من النساء في دبي في الفترة الأخيرة وشهدت نمواً كبيراً للغاية مقارنة بما كانت عليه من قبل.  وأوضح المطوع، أن 2.2 مليار دهم من إجمالي مبالغ الأوقاف بدبي، هي أوقاف لمؤسسات، وتتضمن 79 وقفاً تتبع 19 مؤسسة، مؤكدا أن هذا شيء إيجابي، حيث يعتبر وجود المؤسسات وتبنيها لفكرة الوقف، أحد أدلة الجناح لسياسة حكومة دبي في هذا المجال لتنمية المجتمع.  
ثم تناول تصنيف الأوقاف من حيث النوع، موضحاً أن هناك 3 أنواع من الأوقاف، منها الوقف الخيري وعدده 702 وقف بقيمة 4.1 مليار درهم، وهي النوع المتعارف عليه، بأن يوقف الشخص في حياته أو بعد وفاته وقفاً لمجال معين من مجالات الخيري. 
أما النوع الثاني، فهو الوقف الذري بعدد 93 وقفاً بقيمة 2.8 مليار درهم، ويقصد به تخصيص وقف يعود ريعه على الشخص نفسه أو على أسرته، بالإضافة إلى ما يطلق عليه الوقف المشترك، وهو الذي يجمع بين النوعين (الأول والثاني)، ويندرج تحته 44 وقفاً بقيمة 1.9 مليار درهم. 
وأفاد الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي أن الأوقاف العقارية الموجود حالياً بإمارة دبي والبالغ عددها 764 عقاراً، تشمل أراضي وفيلات ومحلات وشققاً وبنايات، أما بالنسبة للأوقاف المالية والمقدرة بنحو 75وقفاً فهي عبارة عن أسهم وأوقاف مالية ورخص شركات.
حوكمة الوقف 
حثّ المطوع أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء على فعل الخير خلال حياتهم والاستمتاع برؤية نتائجه، وألا ينتظروا أن يفعل أحد الخير باسمهم بعد رحيلهم، ودعا المطوع الواقفين إلى توثيق الوقف وتسجيله، لافتاً إلى أن العديد من الأوقاف انتهت لعدم حرص الورثة على تسجليها واستمراريتها. 
وأكد المطوع، أن أهم مساعي الوقف هو تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية وضمان الاستقرار الأسري، مشيراً إلى حرص أوقاف دبي على ضبط معاملات الوقف وفق أفضل الممارسات بهدف المحافظة على أمواله وتنميتها وتحقيق استدامته وتقديم ريعه إلى المستحقين وفقاً لمقاصد ورغبات الواقف، والذي لا يكون ذلك إلا بالإدارة الرشيدة والحوكمة العالية لإدارة الوقف. 
وأشار إلى أن نزعة الخير والعطاء هي ثقافة متأصلة في نفوس أبناء الإمارات وما زالت متدفقة وتحمل الكثير من البر والإحسان منذ الأجداد وحتى يومنا هذا. وقال: الكثير من أصحاب الأيادي البيضاء في سباق مستمر بميادين الخير، ونرى سعيهم الحثيث للمشاركة في المبادرات الإنسانية التي تطلقها المؤسسة وتعود بالنفع والخير على المحتاجين والمتعسرين وتسهم في علاج المرضى وتقديم العون للطلبة من الأسر المتعففة ومد يد العون للأيتام والأرامل وكبار السن وأصحاب الهمم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©