السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سيف بن زايد يشهد محاضرة «إتقان القيادة والنجاح» في مجلس محمد بن زايد

سيف بن زايد يشهد محاضرة «إتقان القيادة والنجاح» في مجلس محمد بن زايد
17 ابريل 2023 21:08

منى الحمودي (أبوظبي) 
شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المحاضرة الرابعة التي نظمها مجلس محمد بن زايد لعام 2023 في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، ضمن سلسلة محاضراته الرمضانية، تحت عنوان: «إتقان القيادة والنجاح في عالمنا المعاصر» التي قدمها ستيف كوكرام، المؤسس المشارك لشركة «جاينت». 
كما حضر المحاضرة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، وتناولت محاور المحاضرة تأثير الثورة الرقمية في تغيّر طبيعة أعمالنا والتي تواصل تسارعها، والتحديات الجديدة التي يواجها القادة في العالم الرقمي من دون وجود منهجيات للتعامل معها، وقدرة القادة على حل التحديات المعقدة، باعتباره المعيار الذي يحدد نجاح المؤسسة في ظل تطور العصر الرقمي، وأخيراً قدرة القائد على حل عدد من التحديات الرئيسية لكي تحقق مؤسسته النجاح في عالمنا الحديث.

وخلُصت المحاضرة إلى أن القادة يمكنهم قيادة الفرق من خلال الإلهام والتواصل والتأثير الإيجابي وبشكل أكثر تفاعلاً من استغلال المسمى الوظيفي أو الإدارة السطحية، وذلك باستخدام طرق مبتكرة مثل نظام التواصل أو كما أسماها ستيف كوكرام نظام الأصوات الخمسة. وأن القيمة الكامنة وراء بناء ثقافة مؤسسية يمكنها جلب أفضل الكوادر والعقول واستدامتها مؤسسياً.
وفي بداية المحاضرة أعرب ستيف كوكرام عن تقديره للإنجازات التي حققتها دولة الإمارات والتي اعتبرها قفزات عملاقة وأرقاماً قياسية في سعادة ورفاهية مواطني الدولة، فضلاً عن البنية التحتية التي تمتلكها الدولة من شبكة طرق ومبانٍ جعلتها تتفوق على كبريات المدن والعواصم العالمية، وذلك بفضل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وجهودها المتواصلة لبناء الوطن وضمان حاضر الأجيال ومستقبلها.
وقال: «إن مجمل الإنجازات الإماراتية الآخذة في الازدياد والتوسع نتيجة مجموعة متكاملة من المقومات على رأسها القيادة التي تتفاعل بشكل متواصل مع احتياجات الشعب ورفاهيته باعتبارها أولوية رئيسية، حتى أصبحت الإمارات مقصداً لجميع المواهب والعقول المبدعة لما توفره من بيئة جاذبة وفرص للنجاح والتميز.
القادة المتميزون
وأوضح ستيف كوكرام أن معظم القادة المتميزين ليس لديهم إدراك بأنهم يمتلكون الصفات التي تجعلهم قادة، وإذا أراد المرء أن يصبح قائداً، فهو بحاجة إلى اعتراف من مجتمعه، ويقرّ بأنه شخص قادر على مساعدة المجتمع، ولكي يصبح المرء قائداً فاعلاً، عليه أن يكون جزءاً من ذلك المجتمع، وأن يفهم احتياجاته، ومن ثم يؤثر فيه، لافتاً إلى أن نجاح قيادة الفريق يتطلب أن يتصف القائد بعدت صفات، من بينها أن يضم أشخاصاً من مختلف الخلفيات والقدرات والخبرات والمستويات التعليمية، مما يساهم في عكس مختلف جوانب المجتمع.
وأشار إلى أن جميع الأشخاص لديهم القدرة الكامنة ليكونوا قادة، وحتى يصبح المرء قائداً، عليه أن يصقل تلك السمات التي يمتلكها، وإحدى أهم هذه السمات هي الإدراك الذاتي، والتأمل في نفسه، والتحقق من ذاته، ومعرفة إن كانت هذه الفرصة هي المناسبة له، ثم يجمع الموارد ويستخدمها لاغتنام تلك الفرصة.
وذكر أن القادة اليوم يواجهون تحديات غير مسبوقة في العالم الرقمي دون وجود خطة واضحة للتعامل معها بنجاح، ولكل قائد الخيار أن يرى في هذا المشهد المتغير فرصة لاقتناصها أو شيئاً يجب الخوف منه، بل وحتى تجاهله، وكما هو حال الناجحين دائماً فإن المستقبل سيكون من نصيب القادة والمؤسسات والدول التي لديها الاستعداد للمشاركة الكاملة في تحديات العالم الرقمي الجديد.

تحديات العالم الرقمي
ذكر ستيف كوكرام أن القادة اليوم يواجهون تحديات غير مسبوقة في العالم الرقمي، دون وجود خطة واضحة للتعامل معها بالشكل السليم، وأن المستقبل سيكون من نصيب القادة والمؤسسات والدول التي لديها الاستعداد للمشاركة الكاملة في تحديات العالم الرقمي الجديد.
وتطرق ستيف كوكرام لأكبر ثلاثة تحديات يواجهها كل قائد، وأهم الأدوات المرئية العملية لمعالجة كل من هذه التحديات، باعتبارها أداة رؤية عميقة للقيادة بطريقة بسيطة وبعيدة عن التعقيد، ويأتي التحدي الأول، في كيف يحافظ القادة على صحتهم العاطفية والجسدية والفكرية في عالم لا تتوقف فيه وتيرة العمل أبداً.
وقال: «لا يزال العديد من القادة يحاولون تحقيق التوازن بين يوم عملهم التقليدي ومتطلبات العصر الرقمي، فوجود الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر يعني أنه يمكن دائماً التواصل معنا، وأننا قادرون على العمل، لكن عدم القدرة على التوقف عن العمل له تأثير بالغ على صحة القادة النفسية ورفاهيتهم، وكذلك على أسرهم وموظفيهم، ويشير تقرير السعادة العالمية إلى أن السعادة انخفضت عاماً بعد آخر منذ سنة 2011.»
وأضاف: «في السابق، كنا نذهب إلى العمل، ونسجل بداية دوامنا ونهايته، مع وجود حدود فاصلة واضحة ومحددة، بين أوقات العمل والراحة والاستجمام، إما في العالم الذي نعيش فيه اليوم فنجد أن انخراطنا في العالم الرقمي لا يتوقف أبداً، من خلال استخدام الهواتف الذكية طوال ساعات اليوم في المواقع كافة، مما تسبب في خلق أشخاص مرهقين عقلياً وجسدياً».
ولفت إلى أن مواجهة هذا التحدي، هناك أداة تسمى (5 Gears)، أي «آليات السرعة الخمس»، وتوفر هذه الأداة للقادة ولفرق العمل هيكلية واضحة ومفردات مشتركة لإدارة وقتهم بشكل مدروس بدلاً من تركه للمصادفة. 
موضحاً أن «الغيار» الرابع يسمى بـ«وضع المهمة»، وهو الوضع الذي يقضي فيه معظمنا الكثير اليوم في العمل بجد طوال اليوم، وأن «الغيار» الثالث، هو ما نسميه «الوضع الاجتماعي»، فهو لا يرتبط بالعمل، وإنما هو عبارة عن المحادثات الاجتماعية التي نجريها عندما نلتقي بأصدقائنا في الخارج. أما «الغيار» الثاني والمسمى «بوضع الاتصال»، فلا يوجد عمل فيه، وإنما هو عبارة عن اتصال يكون خلاله الإنسان حاضراً فيه فكرياً وعاطفياً، أما «الغيار» الأول، فهو على الأرجح «الغيار» الأكثر أهمية، ويعد الأفضل والأقدر على إعادة الشحن، وهو تخصيص الوقت لإعادة شحن وتجديد بطارياتنا بحق، بما يساهم في تحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسات والشركات وحتى الحكومات. وأكد أن باستخدام هذه الأداة يمكن للقادة والفرق ضبط إيقاع جداولهم اليومية والأسبوعية بشكل منظم، مما يسمح لهم بتحقيق الأداء الأمثل في العمل مع الحفاظ على كامل سلامتهم الجسدية والنفسية.
القيادة من خلال التأثير
أما التحدي الثاني، فهو كيف يتعلم القادة القيادة من خلال التأثير وليس المناصب أو الألقاب. حيث ذكر «ستيف كوكرام» أنه لا يوجد لفرد، مهما كان موهوباً، القدرة على حل المشكلات المعقدة بمفرده. وبالتالي، تعد فرق العمل عالية الأداء أكثر قيمة بكثير من الأفراد الموهوبين. فيما يحتاج القادة الآن إلى القدرة على تسخير الإمكانات الهائلة لكل عضو في الفريق لخلق التآزر وتقليل الصراع، وقد أصبح الوعي الذاتي والذكاء الاجتماعي الآن أكثر قيمة من معدل الذكاء المرتفع، ولابدّ من التحلي بالتواضع كشرط أساسي. وأشار إلى أن نظام اتصال الأصوات الخمسة، الذي يجعل كل عضو في الفريق يشعر بأن رأيه مسموع، وأنه يحظى بالتقدير والاحترام، ويتمتع القادة الفاعلون بالقدرة على التعرف على نقاط القوة والقدرات الفريدة لكل فرد في فريقهم، ثم يقومون بخلق بيئة تمكّن أعضاء الفريق من الاستفادة من نقاط قوتهم على أكمل وجه والإسهام بأفضل ما لديهم لدعم أهداف الفريق، مما يعزز ثقافة التمكين والمشاركة والأداء العالي داخل فريقهم.
وتحدث «ستيف كوكرام» عن أداة مرئية تسمى «جدار الحفاظ على الذات»، والتي تساعد القادة على النظر في المرآة ومواجهة مخاوفهم وقلقهم ليستطيعوا القيادة من خلال التأثير، بدلاً من الاعتماد على صلاحياتهم ومناصبهم. منوهاً بأن تخلي القائد عن حاجته لحماية نفسه، فإنه يصبح قائداً يقرر الناس اتباعه برضى منهم وليس لأنهم ملزمون باتباعه.
بناء ثقافة مؤسسية 
أما التحدي الثالث، فهو بناء ثقافة مؤسسية يمكنها استقطاب أفضل الكوادر والاحتفاظ بها. حيث أصبح من الصعب العثور على أفضل الموظفين والاحتفاظ بهم سوق العمل العالمي اليوم، ويمكن للقادة من خلال إيجاد نوع من التوازن بين تقديم الدعم وتحدي موظفيهم، خلق ثقافة تشجع على النمو والنجاح، وإن عدم تأسيس ثقافة عمل يشعر فيها الموظفون بالدافعية للعمل ستكون له آثار مكلفة، لاسيما مع استمرارنا في الاعتماد على التكنولوجيا في المستقبل. وأشار إلى مصفوفة تحدي الدعم، وهي أداة مرئية تساعد القادة والمديرين على فهم أهمية الموازنة بين الدعم العالي والتحدي العالي، وهذا الأمر بالغ الأهمية لخلق ثقافة تسمح للناس بالشعور بالحرية والدافعية للعمل في الوقت نفسه.
وأكد على أهمية بناء ثقافة مؤسسية ناجحة، من خلال وجود نموذج تشغيلي ونموذج قيادة مستهدف يعملان جنباً إلى جنب، وإن وجود نموذج دون الآخر لن يخلق الثقافة المؤسسية التي تستطيع الاحتفاظ بالكوادر لفترة طويلة، ويعدّ تحديد نموذج القيادة المستهدف وتنفيذه أمراً بالغ الأهمية، ولكن غالباً ما يجري تجاهله حتى فوات الأوان.
جيل شاب
ولفت ستيف كوكرام إلى أننا اليوم نعيش حقبة من التاريخ، يتم فيها تفكيك الهرم المؤسسي في ظل وجود جيل من الشباب الطموح ممن ولدوا بعد عام 1989، والذين لا يفكرون ولا يتصرفون كأولئك الذين وُلدوا قبل ذلك الوقت. حيث يتمتع أبناء هذا الجيل بميزة وأفضلية كبيرة في العالم الرقمي، كونهم لم يعيشوا يوماً من دون اتصال بـ«الإنترنت» أو من دون استخدام الأجهزة الذكية، أما أولئك الذين وُلدوا قبل عام 1989، وخاصة القادة منهم فيتصارعون مع حقيقة أنهم لا يشعرون بالأمان التام للقيادة في هذا العالم المعاصر، إذ سيدركون أن بعض المهارات التي يتعلمونها، لم تعد المهارات اللازمة للقيادة في العالم الذي نعيش فيه اليوم.
وقال: «على هؤلاء القادة، إما أن يتعلموا قبول التحدي والنمو معه، وتنمية المهارات التي يتطلبها العالم المعاصر، أو تقبل حقيقة انفصالهم عن تيار الحياة، وبالتالي ترك دفة القيادة»، مضيفاً أن هنالك بعض القضايا التي سيتعين علينا جميعاً التعامل معها، وإلا فسوف نتخلف عن الركب ونصبح شيئاً من الماضي. وذكر أن الدراسات والإحصائيات تشير إلى أن 82% من الناس لا يشعرون بأن أصواتهم مسموعة أو أنهم يتلقون التقدير أو العرفان اللائقين، مما يفسر عدم أداء العديد من الفرق بالمستوى الذي يمكنهم تقديمه. منوهاً بأن تشكيل فريق عالي الأداء يستوجب وجود 5 عوامل رئيسية هي التواصل، الثقة، التوافق الواضح من حيث الأهداف، والقدرة على التنفيذ، الالتزام المستمر لمضاعفة القدرة.
المحاضر في سطور:
- رائد أعمال أسس العديد من الشركات، وهو متحدث عالمي ومؤلف لعدد من أكثر الكتب رواجاً.
- مدرب لكبار المديرين التنفيذيين وفرق العمل في جميع أنحاء العالم.
- المؤسس المشاركة لشركة «جاينت»، وهي شركة استشارات للقادة تعمل على إطلاق العنان للطاقات الكامنة في كل مؤسسة في العالم.
- شارك في تأليف 3 من أكثر الكتب رواجاً، وهي: Leadership Voices 5 وThe 100X Leader وGears 5.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©