عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
طراز معماري يتفرد به مسجد «جينيه» الكبير في مالي، كأكبر مبنى من الطين في العالم، حيث يجذب المصلين والزوار كواحد من المعالم الأكثر شهرة في القارة السمراء، لدقة بنائه وفنونه المعمارية.
يعود بناء المسجد إلى القرن الـ 13، وبحسب الدراسات فإنه تعرض للانهيار ليتم بناؤه بالشكل الحالي عام 1907، محتفظاً بما له من بناء فريد من الطين، لتضعه «اليونسكو» على قائمة التراث العالمي عام 1988.
بُني المسجد على طراز العمارة السودانية السواحلية، بالطوب الطيني والسقالات الخشبية على ضفة نهر الباني. جدرانه من الطوب اللبني الذي يسمى محلياً «فيري»، وقد غُطيت بالطين المخلوط بالتبن، بطريقة فنية أعطت المبنى مظهراً جميلاً إذ يبدو وكأنه منحوتة فنية. تصل سماكة الجدران حتى 60 سنتيمتراً، لتقي من الحرارة طوال اليوم. وعندما يحل المساء تكون الجدران قد امتصت من الحرارة ما يكفي لتدفئته.
ومن مكونات البناء سعف النخيل للحد من التشققات الناتجة عن التغييرات في الرطوبة والحرارة، بينما صُنعت أنابيب الصرف من السيراميك، إذ تمتد من السطح لتصريف المياه بعيداً عن الجدران لحماية المسجد من الفيضانات.
ويضم المبنى فناءً يعادل مساحة المصلى الذي يستند إلى 90 عموداً من الخشب، وتتخلل سقفه نوافذ تُفتح في حال ارتفاع درجة الحرارة، وهناك برجان خارجيان في الجهتين الشمالية والجنوبية، ويتسع لأكثر من 2000 مصلٍّ.
يضم المسجد 3 مآذن بارتفاع 10 أمتار، تستند إلى 18 دعامة، كل منها ينتهي بالمخروط التقليدي الذي يحمل بيضة نعامة. وتتميز بلدة «جينيه» بطراز معماري فريد وجدير بالاهتمام، فضلاً عن نسيج مدني وتناغم نادر، يظهره المسجد ببراعة وإتقان.
ويعتبر الماليون في «جينيه» هذا المسجد رمزاً للتماسك الاجتماعي، وذلك بمشاركتهم في أعمال الصيانة والبناء بلا تردد، الأمر الذي يعبّر عن التكافل والتعايش.
