عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
يخطف مسجد السلطان أحمد الأنظار في تركيا، لتصميمه على مستوى عالمي، حيث يُعتبر تحفة معمارية مبنية على الطراز العثماني القديم الممتد منذ أكثر من 405 أعوام، ولا يزال يجذب الزوار والسياح القادمين إلى العاصمة إسطنبول. يقع جامع السلطان أحمد، على مضيق البوسفور في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية العريقة، حيث يتميز بمآذنه الـ 6 وألوانه وزخارفه الزرقاء البديعة. يقع بجوار «آيا صوفيا» ويُعتبر من أكبر وأقدم مساجد العالم الإسلامي.
بدأ بناء الجامع عام 1603 بطلب من السلطان العثماني أحمد الأول، والذي تسلم الحكم بعد وفاة السلطان محمد الثالث بن مراد، وعمل على تحقيق الطلب المهندس صدفكار محمد آغا، ونجح في تصميم مسجد ومجمع إسلامي كنوع من التقليد.
وضع السلطان حجر الأساس عام 1609، وتم إنفاق نحو مليون و510 آلاف عملة ذهبية على أعمال البناء التي استغرقت قرابة 8 سنوات كاملة حتى انتهى البناء تماماً وظهر في حلته البديعة التي ما زالت تخطف الأنظار بعد مرور مئات السنين، كما جعلت إطلالته على مضيق البوسفور رمزية خاصة ليكون الأعظم والأكبر في السلطنة العثمانية وقتها وبعدها. يضم المسجد العديد من المرافق والخدمات الصحية والتعليمية، تتوسطه حديقة خضراء شاسعة تضم أندر أنواع الورود التي تم جمعها من الإمبراطورية العثمانية، وله 5 أبواب، 3 منها تقود إلى صحن المسجد واثنان إلى مكان الصلاة، وتتربع على قمته قبة رئيسة بارتفاع 43 متراً وقطر 23.5 متر، وحولها 8 قباب أصغر حجماً.
يتميز المسجد بـ260 نافذة من الزجاج الملون بالزخارف، ويضاء بثُريات قيمة مطلية بماء الذهب والأحجار الكريمة والكريستال في مشهد بديع.
قررت «اليونسكو» عام 1985 ضمّه إلى قائمة التراث العالمي لتعزز من قيمته السياحية والتاريخية على المستوى العالمي، وشددت على أهميته ودوره في إثراء الثقافة.