عدد اليوم
خولة علي (دبي)
ريم الحليان، فنانة إماراتية وجدت مساحة واسعة للإبداع والانطلاق في عالم الفن التشكيلي، بعد أن تركت عملها في إحدى الشركات لتتفرغ كفنانة ورائدة أعمال، وتستثمر مهارتها الفنية في تأسيس مشروعها الإبداعي لينمو ويتطور ويصبح متجراً إلكترونياً ومركزاً لتعلم الفنون، هذا عدا عن كونها شاعرة وكاتبة لها اسهاماتها الأدبية وأفكارها الإبداعية، تلك المهارات دفعتها لتأخذ نهجاً وخطاً مميزاً عنوانه الشغف والمتعة في مجال عمل تجد فيه ذاتها وقدرتها على إلهام الآخرين، إيماناً منها بأن الفن هو أحد طرق العلاج النفسي والجسدي.
الحليان حاصلة على درجة الماجستير في العلاقات الاستراتيجية العامة من جامعة زايد، بالإضافة إلى درجة البكالوريوس في السياحة الدولية من جامعة جريفيث في أستراليا، وقد قضت أكثر من عشر سنوات في العمل بمختلف شركات السفر والسياحة والإعلام والاتصالات، إلا أن المجال الفني كان يلح عليها من حين إلى آخر حتى تفرغت له بشكل كامل.
وعن بدايتها، تشير الحليان إلى أن علاقتها مع الفنون والألوان المائية بالتحديد، كانت وسيلة للتغلب على ضغوط العمل ومتطلبات الحياة، ووجدت راحة نفسية عبر مقاطع فيديو لفناني الألوان المائية وهم يرسمون لوحاتهم بمهارة وصبر كبير، وأصبحت هذه الفيديوهات مصدر إلهام رئيس لها، فاتخذت قراراً بالتخلي عن وظيفتها، واختارت أن تصبح فنانة متفرغة للفن ورائدة أعمال، حيث أنشأت منصة متخصصة باسم «Dear Dori Shop» ومع مرور الوقت نمت لتصبح متجراً إلكترونياً ومركزا للإبداع، حمل عنوان «Reem Ink Studio».
تفاؤل وأمل
وتؤكد الحليان أن الفن هو وسيلة مهمة لتفريغ الطاقات السلبية والضغوطات النفسية، وملجأ لكل باحث عن الراحة والهدوء والسكينة ، موضحة أن الانغماس في ممارسة هذا الفن يحقق السعادة والمتعة والبهجة وإعادة شحن النفس بطاقة إيجابية، حيث إن متعة النظر إلى الجمال وتفاصيله تضفى الإحساس بالسرور على النفس والتي سرعان ما تنعكس على محيط الفرد، فمن خلال الفن تعلمت الصبر واستكشاف شيء مختلف تماماً عما اعتادت عليه مسبقاً، فالفن جعلها تنظر للحياة بطريقة أكثر تفاؤلاً وأملاً ورغبة في نقل شعورها للآخرين عبر لوحاتها.
منصة فنية
عن مسيرتها الفنية، توضح الحليان أنها تستمتع بتجربة الرسم بقلم الرصاص والفحم والرسم الزيتي والأكريليك والألوان المائية والفن الرقمي، كما أنها خاضت الكثير من الدورات وورش العمل الفنية والإبداعية، إلى جانب نشاطها على مواقع شتى أهمها «اليوتيوب»، مما أسهم في نشر أعمالها وتجاربها على منصاتها الرقمية لتبدأ في جذب جمهور كبير لمتابعتها، مما جعلها أكثر حماسة ورغبة في تقديم المزيد من الأعمال.
ومع مرور الوقت، أسست منصة فنية لعرض رسوماتها بالألوان المائية، وحرصت على تلبية طلبات الراغبين في اقتناء أعمالها الفنية، ومن جهة أخرى اتجهت لتقديم دورات خاصة للرسم بالألوان المائية، عبر ورش عمل أونلاين.
وتتميز أعمال الحليان الفنية بالجرأة والألوان النابضة بالحياة، فلوحاتها الفنية مشرقة وجذابة، ومستوحاة من حبها للشفافية والتدفق والحركة، ففي كل مرة تمسك بفرشاتها تشعر بأنها تتواصل مع جوانب معينة من ذاتها.
العلاج بالفن
تتطلع الحليان إلى عرض أعمالها الفنية في معرض «سكة» و«دبي آرت» العام المقبل، حيث تعمل حالياً على 3 مشاريع فنية مختلفة تخطط لعرضها العام المقبل، وهي بصدد أن تصبح متمرسة في العلاج بالفن، لإيمانها بأن الفن يسهم في التخلص من الآلام النفسية والجسدية، وهذا ما لمسته من خلال ممارستها للرسم بالألوان المائية الذي أسهم في تحسين صحتها النفسية والتخلص من القلق، وهي تسعى لاستكشاف إبداعات الأفراد سواء في الفن أو الكتابة، وتوجيههم لصقل مهاراتهم وتطويرها لتصبح وسيلة لتحقيق الراحة والهدوء.
ورش عمل
تعاونت الحليان مع مكتبات الشارقة العامة، وأنشأت العديد من البرامج التعليمية بالألوان المائية لمنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، كما قدمت ورش عمل افتراضية للمبتدئين في الرسم بالألوان المائية، وشاركت في مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية، وقدمت ورشة عمل بعنوان «جمال فن الألوان المائية» عام 2022، ولديها عدد من الشراكات الفنية مع مؤسسات ومحافل مختلفة.
