أحمد مراد (المنامة)
تبدأ في المنامة اليوم الخميس أعمال الدورة العادية الـ 33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، برئاسة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين، وبمشاركة القادة العرب أو من يمثلهم، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية. وبدأ أمس، وصول عدد من الزعماء ورؤساء الوفود المشاركة، على أن يكتمل وصول القادة صباح اليوم قبيل انطلاق القمة.
وتناقش القمة العديد من القضايا السياسية والتنموية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية التي يتضمنها مشروع جدول الأعمال الذي أعده وزراء الخارجية العرب في صورته النهائية على ضوء نتائج سلسلة من الاجتماعات التحضيرية، وكذلك اعتماد مشاريع قرارات البنود المدرجة على مشروع جدول الأعمال ومشروع الإعلان الختامي «إعلان البحرين» الذي سيصدر عن القادة العرب. ويتضمن مشروع جدول الأعمال 23 بنداً، تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية، والتعاون العربي مع التجمعات الدولية والإقليمية، منها تقرير رئاسة القمة الـ 33 عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام للجامعة العربية عن مسيرة العمل العربي المشترك.
كما يتضمن مشروع جدول الأعمال بنداً حول القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، ويتضمن هذا البند موضوعات عدة، منها متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية، والصراع العربي - الإسرائيلي، وتفعيل مبادرة السلام العربية والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.
ويشمل المشروع كذلك دعم موازنة دولة فلسطين، وصمود الشعب الفلسطيني، ومتابعة تطورات الاستيطان، وجدار الفصل العنصري، والأسرى واللاجئين، وأوضاع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والتنمية في الأراضي المحتلة. ووسط ما يشهده العالم الآن من تحركات دولية متنامية نحو الاعتراف بدولة فلسطين، يأتي انعقاد القمة، ما يعزز القبول العالمي لمسألة إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتتصدر قضية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة جدول أعمال القمة، ما يشكل ضغطاً وتحركاً عربياً مكثفاً، بهدف زيادة مساحة التأييد الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة، وهو ما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية. وأوضح سفير فلسطين السابق لدى القاهرة، ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية، السفير بركات الفرا، أن القمة العربية الـ33 تشكل دعماً سياسياً ودبلوماسياً قوياً لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وتجسيدها على أرض الواقع عند خط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الدبلوماسي الفلسطيني، في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الدعم القوي الذي تمثله قمة البحرين لمساعي إقامة الدولة الفلسطينية يتزامن مع التأكيد على الحل العادل لقضية اللاجئين، وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الذي يسمح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، وتعويضهم عن الخسائر والأضرار التي لحقت بهم. ولفت الفرا إلى ضرورة وجود قرار عربي موحد تلتزم به جميع الدول العربية، ما يساعد على تنفيذ حل الدولتين على أرض الواقع، إذ إن القرار العربي الموحد في هذا الشأن سيشكل ضغطاً عملياً على الولايات المتحدة التي بدورها تتحرك للضغط على إسرائيل من أجل دفعها إلى القبول بحل الدولتين. وذكر سفير فلسطين السابق لدى القاهرة، أن قمة البحرين تجسد خطوة مهمة نحو إقامة دولة فلسطينية، لا سيما أنها تنعقد في وقت تتسابق فيه العديد من دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين، ما يمثل زخماً عربياً ودولياً يصب في مصلحة تحقيق الحلم المنشود.
وسبق أن أعربت نحو 137 دولة من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة عن اعترافها بالدولة الفلسطينية. وحالياً تدرس أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ومالطا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى الاعتراف بـ«دولة فلسطين» خلال الأيام المقبلة، في حين تشير تقارير أخرى إلى أنه من الممكن أن تنضم بلجيكا في الأيام المقبلة.
بدوره، أوضح المحلل السياسي البحريني، سعد راشد، أن القضية الفلسطينية وأبعادها المختلفة تمثل إحدى أبرز أولويات القمة، وبالأخص مسألة إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، إذ تهدف القمة إلى زيادة مساحة القبول العالمي والتأييد الدولي للدولة الفلسطينية، وذلك من خلال تحركات عربية مكثفة تقودها بعض الدول المحورية، مثل الإمارات والسعودية ومصر.
وذكر راشد، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك اتفاقاً عربياً على أهمية إنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وفق ما جاء في مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002، ووفق مقررات الشرعية الدولية التي توافقت على حل الدولتين، باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الصراع، وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال المحلل السياسي البحريني: «إن قمة البحرين تُعيد مسألة إقامة دولة فلسطينية إلى صدارة المشهد الإقليمي والعالمي؛ نظراً لكونها قمة مهمة تترقبها مختلف دول العالم ومن بينها القوى العالمية الكبرى، وبالتالي يسعى القادة العرب إلى الاستفادة من هذا الزخم لخروج الدولة الفلسطينية إلى النور».
ويشمل مشروع جدول أعمال القمة العربية الـ33 بنداً حول الشؤون العربية والأمن القومي ويحتوي على عدة موضوعات منها التضامن مع لبنان وتطورات الوضع في سوريا ودعم السلام والتنمية في السودان وتطورات الوضع في ليبيا واليمن ودعم الصومال والقمر المتحدة والحل السلمي للنزاع الحدودي الجيبوتي - الاريتري.