سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات أرست دعائم متينة للقطاع الطبي بتوفيرها كافة الإمكانيات والبنى التحتية المتطورة، لتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية، بالاستعانة بكوادر طبية مدربة وعالية الكفاءة، علاوة على شراكات الدولة مع كبرى المؤسسات الطبية العالمية، حيث يبقى هدفنا دائماً الحفاظ على صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع وفي مختلف الأوقات.
جاء ذلك خلال زيارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يرافقه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، لفعاليات اليوم الأول لمنتدى دبي الصحي 2022 في دورته الرابعة، حيث كان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مركز دبي التجاري العالمي معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وعوض صغير الكتبي، مدير عام هيئة الصحة في دبي.
ويشارك في المنتدى، الذي تُختتم أعماله اليوم الخميس، أكثر من 2000 مشارك من 30 دولة، وجمع من كبار مسؤولي المؤسسات الصحية داخل الدولة وخارجها، وحشد كبير من صناع القرار والعلماء والأطباء، إلى جانب مشاركة مجموعة رائدة من كبرى الشركات المنتجة للتقنيات والحلول الذكية الطبية. ورحّب صاحب السمو بالمشاركين في المنتدى من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تبني وتشجيع كافة الأفكار والابتكارات التي تضمن السلامة للمجتمع، وتسهم في تطوير ودفع جهود الارتقاء بصحة الإنسان.
وشهد سموه جانباً من الجلسة الرئيسة للمنتدى الذي تشهد أجندة أعمال متنوعة، بحضور عدد كبير من المسؤولين والمختصين والعاملين في مجالات الرفاهية والرعاية الصحية ومراقبة الجودة والاستشارات والأبحاث، وتطوير الأعمال، فضلاً عن الصيادلة والفنيين الصحيين، وطلبة الطب.
إلى ذلك، تفقّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معرض التقنيات والحلول الذكية الطبية المصاحب للمنتدى، حيث أطلع سموه على أحدث التقنيات الرقمية والتجهيزات الحديثة، التي عرضتها كبرى الشركات المنتجة للتكنولوجيا في العالم. وزار سموه جناح هيئة الصحة بدبي في المعرض حيث استمع سموه إلى شرح حول مشاريع الهيئة وخططها المستقبلية والتي من بينها مشروع إنشاء مركز عالمي متميز لأمراض وجراحة القلب، والمخطط له أن يكون الأفضل والأحدث على مستوى المنطقة، كما أطلع سموه على تفاصيل مركز التحكم ومتابعة المرضى في مستشفى راشد، المتخصص في متابعة مرضى القلب في منازلهم بعد تلقي العلاج اللازم في المستشفى. كما شملت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الاطلاع على أحدث التقنيات الذكية المستخدمة من قِبَل مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، بما في ذلك تقنية «عين المسعف»، الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وتفاصيل «البورد الذكي» الذي تتعرف مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف من خلاله على حركة وخطوط سير سيارات الإسعاف في دبي.
وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة قد افتتح أمس أعمال الدورة الرابعة لمنتدى دبي الصحي، الذي تنظمه هيئة الصحة بدبي في مركز دبي التجاري العالمي، وتستمر أعماله حتى اليوم «الخميس».
واطلع سمو ولي عهد دبي على معرض التقنيات والتجهيزات الطبية الذكية المصاحب للمنتدى، حيث بدأ سموه جولته بالاستماع إلى شرح حول المشروع الطموح الذي تتبنى هيئة الصحة بدبي تنفيذه لإنشاء مركز عالمي متميز لأمراض وجراحة القلب، وتضمن الشرح الذي قدمه عوض صغير الكتبي، مدير عام هيئة الصحة بدبي، تفاصيل المركز الذي تم إعداده وتخطيطه ليكون في مصاف المراكز العالمية المتخصصة المرموقة، وأن يكون الأفضل والأحدث على مستوى المنطقة، بمجمل تقنياته وتجهيزاته الذكية ونخبة الأطباء الذين سيقومون عليه، وكذلك ما سيتميز به المركز من مناخ استشفاء فريد من نوعه.
كما اطلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد على مركز التحكم ومتابعة المرضى في مستشفى راشد، وهو المركز المتخصص في متابعة مرضى القلب في منازلهم بعد تلقي العلاج اللازم في المستشفى، وذلك عن طريق مجموعة من الأجهزة والمستلزمات الذكية، التي تراقب حالة المريض وصحته بدقة، بما فيها النبض ونسبة الأكسجين في الدم ونسبة السكر، وغير ذلك من المؤشرات الحيوية ومن ثم إرسال إشارات للطبيب وتنبيهات حالة تطور الحالة أو تأثرها صحياً، والأمر نفسه بالنسبة للحالات المرضية التي تراجع مراكز الرعاية الصحية الأولية.
وتابع سموه جولته في المعرض، حيث شاهد أحدث روبوت مستخدم في إجراء عمليات القسطرة، في مستشفى راشد، وهو يُعد من روبوتات الجيل الثاني، حيث استمع سموه من الدكتور فهد باصليب، استشاري أمراض القلب والمدير التنفيذي لمستشفى راشد، إلى نبذة عن فائدة الروبوت ووظيفته، وأهميته في إجراء عمليات قسطرة القلب بدقة عالية ومعدل أمان مرتفع.
وشملت جولة سمو ولي عهد دبي كذلك الاطلاع على أحدث التقنيات الذكية المستخدمة من قِبَل مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، حيث تعرّف سموه إلى تقنية «عين المسعف»، الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وهي عبارة عن نظارة فائقة الدقة يرتديها المسعف، تنقل كل شيء عن حالة المريض أو المصاب بالصوت والصورة من المكان الموجود فيه إلى الطبيب في المستشفى مباشرة، ومن ثم تكون لدى الطبيب التفاصيل اللازمة عن الحالة المرضية أو المصابة، الذي يكون جاهزاً للتعامل بصورة صحيحة وفعالة مع الحالة فور وصولها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما تعرف سموه على نظام «كيرمونكس» الذي تستخدمه إسعاف دبي، وهو عبارة عن قارئ ذكي، لهوية المريض، واستمع إلى شرح قدمته الدكتورة شمسة عبد الله بن حماد، مدير إدارة الشؤون الطبية في إسعاف دبي، حول وظيفة النظام في إرسال جميع البيانات اللازمة عن المريض وحالته الصحية ومؤشراته الحيوية، والتاريخ المرضي له، إلى الطبيب المختص في المستشفى، للوقوف على حالة المريض والطريقة المثلى للتعامل معه.
إلى ذلك، اطلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على تفاصيل «البورد الذكي» الذي تديره مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، من خلاله حركة وخطوط سير سيارات الإسعاف في دبي، وتركز وظيفته على توضيح حالة المريض وتمييز خطورة الحالة بلون محدد، ومن ثم توجيه سيارة الإسعاف إلى المستشفى الأفضل والطريق الأسرع للوصول إليها.
10 محاور
تشهد أجندة المنتدى زخماً علمياً وطبياً على مستوى المشاركين، الذين تجاوز عددهم 2000 مشارك، يمثلون أكثر من 30 دولة، بينهم 60 متحدثاً يشاركون رؤاهم وتجاربهم من خلال 30 جلسة، ومجموعة من ورش العمل التدريبية والمحاضرات والمناقشات.
ويرتكز المنتدى في دورته هذا العام على 10 محاور رئيسة، موزعة على يومي انعقاده، ويناقش اليوم الأول: جائحة «كوفيد-19» الوضع الطبيعي الجديد، والطريق إلى الشفاء، من التطعيم إلى العلاج، ومنهجية فاعلية الرعاية ما بعد «الجائحة»، وأهداف التنمية المستدامة، ودور الإعلام في مواجهة جائحة «كوفيد-19».
أما اليوم الثاني من المنتدى، فسيسلط الضوء على مجموعة الموضوعات البالغة الأهمية، وهي: الصحة الرقمية، والجينوم، وطب الفضاء، والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، والرعاية القائمة على القيمة واقتصاديات الصحة.
تبادل الخبرات
انطلقت أعمال الدورة الرابعة لمنتدى دبي الصحي بكلمة ترحيبية من عوض صغير الكتبي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، رفع خلالها أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لرعاية سموه الكريمة للمنتدى.
وقال: «لعل ما مر به العالم ويعيشه الآن من مراحل للتعافي من أثر جائحة (كوفيد-19)، هو ما يؤكد قيمة وأهمية تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وتوثيق العلاقات بين المؤسسات الصحية، وتطوير البحوث والدراسات والممارسات المهنية، وتوسيع نطاق استخدام التقنيات والحلول الذكية، وهذه هي أهداف منتدى دبي الصحي، التي انطلق من أجلها ويعمل على تحقيقها».
وأضاف: «ينصب اهتمام العالم الآن على صناعة منظومة صحية متكاملة، قادرة على مواجهة التحديات.. واستيعاب الأزمات الطارئة والتعامل معها.. وحماية الإنسان ومكتسبات التقدم».
أحدث روبوت
توقف سمو الشيخ حمدان بن محمد عند أحدث روبوت في العالم لعمليات جراحة الركبة والمفاصل، وهو الوحيد من نوعه خارج الولايات المتحدة، الذي يستخدمه مركز «أورثوكيو» لجراحة العظام والمفاصل في دبي، وتعرف سموه من الدكتور علي البلوشي استشاري جراحة العظام والمفاصل، إلى نبذة عن الروبوت، ومدى دقة عمله ومستوى نجاح العمليات التي يجريها.
وفي نهاية الجولة، التقطت لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي صورة جماعية مع رعاة المنتدى.
المنتدى يناقش الاستعداد للكوارث المحتملة
أكد مشاركون بمنتدى دبي الصحي الذي انطلقت فعالياته أمس بمركز دبي التجاري العالمي على أهمية بناء القدرات الداخلية للدول، ورفع الوعي المجتمعي للمساعدة في التصدي للكوارث المتوقعة والاستفادة من التجربة الحالية لجائحة كوفيد-19، مشيرين إلى أهمية التنسيق والتعاون الدولي المشترك لتحقيق الأمن الصحي ورفع الجاهزية للتعامل مع كافة الطوارئ المحتملة. واستعرض المشاركون خلال الجلسة العلمية الخاصة بالاستعداد للطوارئ القادمة النجاحات المتميزة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع جائحة كوفيد-19، والدور الفاعل للإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الجهات المعنية في الدولة للوصول إلى مرحلة التعافي والانفتاح المتوازن للحد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة.
وشارك في الجلسة العلمية التي أدارها الدكتور عادل سجواني استشاري طب الأسرة بمستشفى فقيه الجامعي، كل من الدكتور سيف الظاهري مدير إدارة السلامة والوقاية في الهيئة الوطنية للأزمات والكوارث، والدكتورة داليا السمهوري المدير الإقليمي للاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية بمنظمة الصحة العالمية، والدكتورة فاطمة العطار استشاري ومدير مكتب اللوائح الصحية الدولية ورئيس الفريق التقني الاستشاري لمكافحة الجائحات بوزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة.
واستعرضت الجلسة الجهود التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية لتوحيد الجهود العالمية لمواجهة جائحة كوفيد-19، وأهمية التزام الدول باللوائح الصحية العالمية والتعاون المشترك فيما يتعلق بتبادل الخبرات والتجارب الناجحة للحد من تداعيات الجائحة، مؤكدين على أهمية الإجراءات الاستباقية واتخاذ القرارات المناسبة لإدارة الأزمة.
وركزت الجلسة على أهمية امتلاك الدولة لأنظمة الرصد الوبائي القوية والفاعلة للتعامل الاستباقي مع المخاطر المحتملة، وأهمية رفع الوعي المجتمعي للقيام بمسؤولياته في التصدي للكوارث والجوائح المحتملة، والمشاركة في تطبيق الخطط والاستراتيجيات المتعلقة بالتصدي للجوائح.
تقنية متطورة لمراقبة الجرعات الإشعاعية للمرضى بدبي
عرضت هيئة الصحة في دبي أثناء مشاركتها في منتدى الصحة، نظاماً متطوراً لمراقبة الجرعات الإشعاعية التي يتعرض لها المرضى أثناء عملية التشخيص العلاجي بمختلف المنشآت الصحية التابعة لها، وذلك كأول مؤسسة صحية على مستوى الدولة، بهدف تحقيق أقصى درجات الأمن الصحي والسلامة للمرضى أثناء رحلتهم العلاجية.
وأكد الدكتور أسامة البستكي، رئيس قسم الأشعة بمستشفى راشد، على أهمية ومأمونية هذا النظام الذي يتميز بقدرته على تحديد مقدار الجرعة المناسبة للمريض، مع خاصية تحذير فني الأشعة عند زيادة الجرعة عن الحد المسموح به، مما يسهم في تعديل الجرعة أو كتابة المبرر العلمي والطبي لهذه الزيادة.
وأوضح أن النظام الجديد الذي تنفرد به مستشفيات هيئة الصحة بدبي يقوم بإعداد تقرير شامل عن كل فحص أشعة يتم إجراؤه في مرافق الهيئة، إضافة إلى تقارير أسبوعية وشهرية عن جميع اختبارات الأشعة بهدف دراسة إمكانية التطوير المستمر لهذه الخدمة. وقال إن تصميم هذا النظام وآلية العمل به جاءت بناءً على المعلومات الإحصائية للمرضى، ومقارنتها بالحالات الأخرى ومعرفة وضع الحالة مقارنة مع غيرها من الحالات، مما قد يساعد مستقبلاً في تحسين وتقليل الجرعة مع إعطاء صورة أشعة تشخيصية بمعايير وجودة عالية.
وأوضح أن النظام الجديد يتضمن خاصية لمراقبة ومتابعة عمل فني الأشعة ومستوى الأداء ومدى التزامه بمعايير التشخيص أثناء عملية التصوير، وكيفية وضع المريض أثناء التشخيص، لأن الوضعية الخاطئة أثناء التصوير قد تأخذ جرعة زائدة من الأشعة.