في يومها العالمي.. الإمارات تحول مفاهيم الصحة النفسية إلى سياسات وأدلة
الإمارات تعزز جاذبيتها الاستثمارية
10 أكتوبر 2022 16:11
تولي دولة الإمارات أهمية كبرى للرعاية والصحة النفسية التي تعتبرها جزء لا يتجزأ من الصحة العامة وعاملاً رئيسياً في رفاه المجتمع واستقراره وقدرة أبنائه على العطاء والإبداع ومواصلة مسيرة التنمية وإنجازها على أكمل وجه.
وحققت الإمارات قفزات نوعية في مجال توفير خدمات الصحة النفسية وسهولة الوصول إليها من قبل كافة شرائح الجميع عبر مجموعة من الإجراءات والسياسات والمبادرات النوعية فضلا عن إطلاقها للسياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية والحلول الرقمية في هذا المجال.
وتشارك الإمارات العالم احتفاله بـ"اليوم العالمي للصحة النفسية" الذي يصادف الـ 10 أكتوبر من كل عام ويمثل فرصة لإذكاء الوعي بقضايا الصحة النفسية وتعبئة الجهود الدولية من أجل دعم الصحة النفسية. وشكلت السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية التي اعتمدها مجلس الوزراء في مايو 2017 منطلقا لإعداد إطار وطني متعدد القطاعات لتعزيز الصحة النفسية وتطوير خدماتها ورفعها إلى أفضل المستويات العالمية وذلك وفق نظام فعال يعمل بالشراكة مع الجهات المعنية بتوفير الخدمات النفسية.
وحددت السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية خمسة أهداف استراتيجية رئيسة تشمل تعزيز فعالية الجوانب القيادية في مجال الصحة النفسية، وتطوير وتعزيز وتوسيع نطاق خدمات الصحة النفسية الشاملة والمتكاملة والمستجيبة للاحتياجات والموجهة للمجتمع بفئاته وأعماره كافة، وتعزيز التعاون متعدد القطاعات لتنفيذ سياسة تعزيز الصحة النفسية، وتعزيز الوقاية من الاضطرابات النفسية لفئات وأعمار المجتمع كافة، إضافة إلى تعزيز القدرات وتحسين نظم المعلومات وجمع واستخدام وتفعيل البيانات وإجراء البحوث الخاصة بالصحة النفسية بغرض تطوير خدماتها.
وتضمنت الإجراءات والخيارات التي تضمنتها السياسة توفير خدمات الصحة النفسية للمرضى الخارجيين، وتطوير وحدات الصحة النفسية للمرضى الداخليين في مستشفيات الصحة النفسية، وإنشاء خدمات الصحة النفسية المجتمعية، ومنها خدمات التوعية، وخدمات الرعاية والدعم المنزلية، والرعاية في حالات الطوارئ، وإعادة التأهيل المجتمعي.
وفي عام 2019، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إطلاق عدد من الحلول الرقمية في مجال الصحة العقلية والنفسية، والتي ستُحدث نقلةً نوعيّة على صعيد الممارسات السريرية، وذلك في إطار دعم وتمكين المرضى النفسيين من خلال البرامج العلاجية والتوعوية المتخصصة، بالإضافة إلى تدريب الأطباء الشباب على تجربة الواقع الافتراضي للتخصصات الطبية.
وتشتمل الحلول الرقمية على العلاج بمساعدة تقنية الواقع الافتراضي لفهم مرض انفصام الشخصية، والتعرف بشكل أعمق على ما يُعانيه المصابون بهذا المرض، وذلك بالاعتماد على تقنية “Gear by Oculus”. بالإضافة إلى تقنيات أخرى من الواقع الافتراضي لعلاج مرضى الذُهان، وضحايا التنمّر، والشباب المصابين بالوسواس القهري، فضلاً عن برنامج مبتكر للعلاج السلوكي المعرفي لتعزيز القدرة على التكيف والذي يتم تقديمه في المدارس الابتدائية.
بدورها أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية باقة من المبادرات المتخصصة بمجال الصحة النفسية كمبادرة "نصلكم" وتشمل تفعيل عيادات الإرشاد الصحي في مراكز الرعاية الصحية الأولية وكذلك "العيادة الالكترونية للصحة النفسية المجتمعية" ومبادرة "تحدث لنسمعك" لتقديم الاستشارات النفسية لأفراد المجتمع والوحدة الإلكترونية للكشف المبكر عن التوحد وبرنامج الكشف المبكر عن الخرف باستخدام الذكاء الاصطناعي ومبادرة الدعم النفسي لمقدمي الرعاية الصحية. وتزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية، أطلقت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، "دليل الوالدين للصحة النفسية" لتعزيز وعي الوالدين على الفهم الصحيح والتعامل مع مفاهيم الصحة النفسية وتمكينهم من العيش في بيئة أسرية صحية. ويوفر الدليل، كل ما يحتاجه الوالدان من معلومات ومفاهيم عن التعامل مع ضغوطات الحياة اليومية والمضي نحو حياة مستقرة وصحية، كما يتناول أهمية الصحة النفسية وكيف تؤثر على سلوكيات الأفراد والأسر وأفكارهم ومشاعرهم وانعكاس ذلك على حياتهم اليومية وقدرتهم على التكيف مع الضغوط النفسية. وتنال العناية بالصحة النفسية للموظفين اهتماما متصاعدا في دولة الإمارات التي شهدت مؤخرا تطبيق العديد من المبادرات الخلاقة في هذا الإطار بهدف تعزيز إيجابية بيئة العمل والارتقاء بقدرات وإنتاجية العاملين فيها. وأطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية في عام 2020 برنامج المساندة النفسية والمعنوية لموظفي الحكومة الاتحادية "حياة"، وذلك بهدف تعزيز الصحة النفسية للموظفين، ومساعدتهم بمساندة المختصين والمستشارين في الشركات الرائدة على مستوى الدولة.
ويرتكز البرنامج على محاور عدة أبرزها تعزيز الوعي المؤسسي بأهمية الصحة المعنوية والنفسية للموظفين، وتمكين الموظف من تحقيق الموازنة بين العمل والحياة الاجتماعية مع ضرورة توفير الرعاية المعنوية والنفسية اللازمة لجميع الموظفين، وايجاد التوازن المطلوب لدى الموظفين فكرياً وجسدياً وعاطفياً، إضافة إلى التأكيد على قيم المواءمة بين الأهداف المؤسسية والوظيفية من جهة والطموحات الشخصية من جهة أخرى.
وعلى المستوى المحلي، تعددت الأمثلة والنماذج التي تعكس مدى الاهتمام بصحة الموظفين في مختلف مجالات العمل، وعلى سبيل المثال توفر دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي بالتعاون مع دائرة الصحة ومركز أبوظبي للصحة العامة، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، عبر خط "استجابة" خدمة الدعم النفسي للأفراد كافة /بما فيهم الموظفين/ الذين يعانون من الضغوطات النفسية المختلفة.
وفي دبي تقدم الإدارة العامة للدفاع المدني بدبي خدمات الاستشارات والدعم في مجال الصحة والدعم المعنوي والنفسي لمنتسبيها بهدف التقليل من التأثيرات التي يتعرضون لها خلال أداء دورهم المهني في حفظ الأرواح والممتلكات.
بدورها أطلقت دائرة الموارد البشرية في عجمان برنامج تعزيز الصحة النفسية لموظفي حكومة عجمان “30 دقيقة” بهدف تعزيز الوعي المؤسسي بأهمية الصحة المعنوية والنفسية للموظفين وللتغلب على الضغوط والتحديات بمساندة المختصين والمستشارين في مجال الصحة النفسية.