الجمعة 12 ديسمبر 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

للعام الـ 21 على التوالي وتجسيداً لنهج حضاري.. بدء تطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة

للعام الـ 21 على التوالي وتجسيداً لنهج حضاري.. بدء تطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة
16 يونيو 2025 01:44

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

في نهج حضاري للعام الحادي والعشرين على التوالي، بدأت وزارة الموارد البشرية والتوطين، ظهر أمس الأحد في تطبيق قرار «حظر العمل وقت الظهيرة» للأعمال التي تتم تحت الشمس وفي الأماكن المكشوفة، من الساعة 12.30 ظهراً وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر، ويستمر تطبيق القرار حتى 15 من شهر سبتمبر المقبل. 
ويأتي «حظر العمل وقت الظهيرة» للعام الـ21 على التوالي، انطلاقاً من منهجية مستدامة تطبقها دولة الإمارات، في إطار حرصها على توفير بيئة عمل آمنة، تستجيب لأفضل ممارسات واشتراطات الصحة والسلامة المهنية، بما يجنب القوى العاملة الإصابات والأضرار التي قد تنتج جراء العمل في درجات الحرارة المرتفعة خلال أشهر الصيف.
وأعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين توفير أكثر من 10 آلاف استراحة مكيفة ومزودة بوسائل الراحة لغايات استخدامها من قبل عمال خدمات التوصيل في جميع مناطق الدولة خلال فترة تطبيق «حظر العمل وقت الظهيرة»، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص.
ومع بداية تطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة، قام عدد من مسؤولي الوزارة، بجولات ميدانية في مواقع عمل، للإشراف على تطبيق القرار، والتأكد من التزام الشركات بإجراءات التطبيق، كما يركز جزء من هذه الجولات الميدانية، خلال فترة تطبيق القرار، على مبادرات التوعية والتوجيه التي ترتكز على تثقيف العمال وأصحاب العمل بأهمية التقيد بحظر العمل في الأوقات المحددة، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة بمختلف مناطق وإمارات الدولة.  وينطلق حظر العمل وقت الظهيرة من الالتزام الراسخ في دولة الإمارات بالمعايير الإنسانية في بيئة العمل، وتطبيق أفضل المعايير العالمية في الصحة والسلامة المهنية، خصوصاً أن تعزيز رفاهية القوى العاملة، من خلال بيئة عمل آمنة ومرنة وجاذبة، ضمن منظومة حوكمة فاعلة لسوق العمل، يندرج ضمن الأهداف الاستراتيجية للوزارة. 


ورصدت جولة ميدانية لـ «الاتحاد» مع اليوم الأول لتطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة في دبي، التزام منشآت القطاع الخاص بتطبيق ضوابط وإجراءات الحظر، وتوفير كل الاشتراطات والمعايير التي حددتها وزارة الموارد البشرية والتوطين، سواء في مواقع العمل أو في سكنات العمال. 
وأصبح تطبيق «حظر العمل وقت الظهيرة»، ثقافة راسخة لدى مجتمع الأعمال وشركات القطاع الخاص في الدولة؛ نظراً لأهميته في الحفاظ على صحة وسلامة العمال وحمايتهم، بوصفهم أهم موارد الشركات. ويعبر مستوى التزام الشركات بتطبيق الحظر، على مدى السنوات الماضية، عن حجم الوعي والشراكة، وعمق المسؤولية المجتمعية، وامتثال شركات القطاع الخاص للتشريعات المتعلقة بحماية العمال وسلامتهم. 

جولة ميدانية  
كما رصدت «الاتحاد»، خلال جولتها الميدانية بدبي، تفاعل العمال في مختلف القطاعات وخاصة قطاع المقاولات مع تطبيق القرار، وأكدوا أن وقف العمل وقت الظهيرة، يجسد اهتمام حكومة الإمارات بحقوق العمال، ومنحهم الحقوق القانونية كافة، وكذلك يظهر العلاقة القائمة على الشراكة والتعاون بين العمال وأصحاب العمل، مشيرين إلى أنه خلال تطبيق القرار لم تتأثر إنتاجيتهم وإنجاز الأعمال المكلفين بها من قبل شركاتهم. 
ونوهوا بجهود وزارة الموارد البشرية والتوطين واللجنة الدائمة لشؤون العمال بدبي، لمتابعتهم الدائمة لكل ما من شأنه رعاية العمال، وتوفير كل مقومات الراحة وبيئة العمل الآمنة.


آراء العمال  

في البداية، أكد المهندس ماهر بدر، مدير مشروع بإحدى شركات المقاولات، أن وقف العمل وقت الظهيرة، يأتي في صالح العمال، حيث راعى ظروف الجو وارتفاع درجات الحرارة في تلك الفترة. 
وأشار إلى أن هذا القرار يحافظ على الوضع الصحي للعمال، ويحميهم من إصابة بحالات الانهاك الحراري، مشيراً إلى أنه خلال وقت العمل، تكون مواقع العمل مزودة ببرادات المياه وأماكن للراحة. 
وذكر أن دولة الإمارات تطبق اشتراطات للصحة والسلامة في مساكن العمال ومواقع العمل، فضلاً عن تحديدها ساعات للتوقف عن العمل وقت الظهيرة في فترة الصيف. 


فيما أفاد محمد ناصر، عامل بناء بشركة مقاولات، أن وقف العمل لمدة ساعتين ونصف ساعة في أشهر الصيف يمنح العمال الراحة. 
وقال: «شكراً دولة الإمارات، شكراً حكومة الإمارات، قدمت لنا الكثير، ونجد ما يساعدنا على العمل والاستمرار في العطاء، بل الكثير من العمال زادت إنتاجيتهم، تعبيراً على شكرهم وامتنانهم لما يجدونه من جهات العمل». 
وأضاف: «لقد نجحت حكومة الإمارات في خلق ثقافة لدى طرفي العملية الإنتاجية «المنشآت والعمال» بالالتزام بالقرار لما فيه مصلحة الجميع». 


أما العامل رضا محمد، فأكد أنه سعيد بالعمل في دبي، حيث تتوافر الأنظمة والقوانين التي تضمن له حقوقه، وتوفر لها الكثير من الخدمات، من بينها التوقف عن العمل وقت شدة الحرارة. 
وذكر أن جهة عمله توفر لهم حافلات تنقلهم من مواقع عملهم إلى مقار سكنهم خلال فترة التوقف عن العمل، مما يعطيهم القدرة على مواصلة العمل من جديد بنشاط وهمة عالية. 
ولفت إلى أن الوقت الممنوح للراحة كافٍ، ويعتبر كبيراً، يمكن من خلاله إنجاز كثير من الأمور المعيشية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات توفر بيئة مناسبة وخصبة للعمل، وتوفر الأجواء اللازمة لإنجاز الأعمال. 

استراحات العمال 
مع بدأ تطبيق القرار توفر الوزارة بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة، 10000 موقع لاستراحة عمال خدمات توصيل الطلبات في مناطق الدولة كافة، وإتاحة خريطة تفاعلية بهذه الاستراحات لتمكين العمال من الوصول إليها بكل سهولة، وذلك خلال أشهر تطبيق القرار. 
ويأتي توفير 10000 موقع لاستراحة عمال خدمات توصيل الطلبات في مناطق الدولة كافة، ضمن مبادرات الحفاظ على صحة وسلامة عمال خدمات التوصيل. 
 وأوضحت هذه الجهات، أن قطاع خدمات التوصيل يعتبر من القطاعات اللوجستية الهامة، الذي يتصف بالخصوصية، كون عماله لا يوجدون في مكان واحد وقت تطبيق «حظر العمل وقت الظهيرة»، إضافة إلى طبيعة بعض المواد التي يتم نقلها، والتي تحتاج إلى وصولها في الوقت المناسب.

تثمين
ثمنت وزارة الموارد البشرية والتوطين، جهود الجهات المشاركة كافة في هذه المبادرة الإنسانية، التي شملت كلاً من: هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وأبوظبي للتنقل التابع لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، والدوائر الاقتصادية في مختلف الإمارات ومؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات، بالإضافة إلى التعاون مع منصات توصيل الطلبات، فيما ساهمت أعداد كبيرة من المطاعم، مراكز التسوق، والمحلات التجارية، إلى جانب المطابخ السحابية في هذه المبادرة. 


توعية 10 آلاف عامل بمخاطر الإجهاد الحراري في العين

أطلقت بلدية مدينة العين حملة توعية موسعة تحت شعار «السلامة في الحر 2025»، بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة، وذلك بالتزامن مع بدء سريان تطبيق «حظر العمل وقت الظهيرة» على مستوى الدولة. وتستهدف الحملة توعية 10 آلاف عامل بمخاطر العمل في الأماكن الحارة والمكشوفة تحت أشعة الشمس خلال فترة الظهيرة، وذلك في إطار جهودها لحماية العمال من آثار الإجهاد الحراري والأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف. وتمتد الحملة على مدى ثلاثة أشهر من 15 يونيو حتى 15 سبتمبر 2025. وقالت الدكتورة غوية حميد النعيمي، رئيس قسم التوعية والتواصل بإدارة البيئة والصحة والسلامة في بلدية مدينة العين، إن هذه المبادرة تأتي في إطار التزام البلدية بتوفير بيئة عمل آمنة وصحية، لضمان تطبيق أعلى معايير السلامة المهنية، بالإضافة إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية خلال أشهر الصيف الحارة. 
وأوضحت أن الحملة تقدم برامج توعية أساسية لوقاية العمال من الإجهاد الحراري ومخاطر العمل في الصيف، وتعمل على تعزيز ثقافة السلامة الحرارية وفهم برنامج إدارة الإجهاد الحراري في مواقع العمل المكشوفة. وتتضمن الحملة حزمة من الأنشطة الميدانية والتوعوية، تشمل توزيع منشورات إرشادية، وتنظيم ورش عمل وفعاليات مجتمعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©