الخميس 18 ديسمبر 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. نموذج عالمي في التضامن الإنساني

الإمارات.. نموذج عالمي في التضامن الإنساني
20 يونيو 2025 01:04

هالة الخياط (أبوظبي)

بينما يحتفي العالم بـ«اليوم العالمي للاجئين» الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها ركيزةً إنسانيةً عالميةً، ونموذج يحتذى به في دعم اللاجئين والنازحين، من خلال سجل حافل بالمبادرات الإغاثية والبرامج التنموية التي غطّت قارات عدة، مستندة إلى رؤية قيادية تستند إلى التضامن الإنساني، واحترام كرامة الإنسان.
ولطالما آمنت الإمارات بضرورة الوقوف إلى جانب الشعوب المتضررة من الأزمات والنزاعات، ولم تتعامل مع قضية اللاجئين باعتبارها أزمة طارئة، بل التزمت بنهج استراتيجي طويل الأمد، يستند إلى الاستجابة السريعة، والدعم المستدام، والشراكات الدولية المؤسسية.
وقدّمت الإمارات منذ عام 2010 حتى 2022 ما يفوق 300 مليون درهم لبرامج المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتواصل هذا الدعم في السنوات اللاحقة، حيث أعلنت في 2023، مساهمة بقيمة 20 مليون دولار لدعم وكالة «الأونروا» التي تُعنى بتقديم التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين.
كما ساهمت الإمارات بمبلغ 200 ألف دولار ضمن مؤتمر التعهدات لدعم برامج المفوضية لعام 2025، في تأكيد على التزامها المستمر رغم التحديات العالمية.
وفي الميدان، لم تتأخر الإمارات عن تقديم الدعم للاجئين المتضررين من الأزمات، خصوصاً في مناطق النزاع. ففي إطار عملية «الفارس الشهم 2»، وُجّهت عشرات الطائرات والسفن إلى سوريا وتركيا بعد زلزال فبراير 2023، محمّلة بآلاف الأطنان من المساعدات، إلى جانب إنشاء مستشفيات ميدانية ومراكز إيواء.
وفي السودان، خصصت الإمارات 70% من تعهدها البالغ 100 مليون دولار لدعم جهود الأمم المتحدة الإنسانية، وسيرت 148 طائرة وسفينة مساعدات لتصل إلى أكثر من 9500 طن من الإمدادات، شملت اللاجئين داخل السودان وفي دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان.
ومنذ تصاعد الأحداث في قطاع غزة في أكتوبر 2023، أطلقت الإمارات عملية «الفارس الشهم 3»، التي ضمنت استمرار تدفّق المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان القطاع، إلى جانب إنشاء مستشفى ميداني، واستضافة مئات الجرحى والمصابين في مستشفيات الدولة، في خطوة تعكس روح القيادة الإنسانية المتجذرة.
ومنذ بداية أزمة اللاجئين السوريين، قدمت الإمارات أكثر من 2.1 مليار دولار في صورة مساعدات إنسانية شملت الغذاء، والمأوى، والتعليم، والرعاية الصحية. وشكّلت المخيمات الإماراتية في الأردن والعراق واليونان بيئة آمنة لآلاف الأسر السورية، بجهود يقودها الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع المنظمات الأممية.
وتضم الإمارات أكبر مستودع للمواد الإغاثية في العالم تابع للمفوضية، مقره دبي الإنسانية. وقد جُهز المستودع لتلبية احتياجات 400 ألف لاجئ خلال ساعات، ما يعكس البنية التحتية الفريدة التي توظفها الدولة في خدمة العمل الإنساني الدولي.
كما تحتضن الإمارات أكبر عدد من المتبرعين الأفراد في المنطقة، حيث تستحوذ على 50% من إجمالي التبرعات الفردية لمشاريع المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بوجود أكثر من 20 ألف متبرع دائم.
ولم تكتفِ الإمارات بتقديم الدعم الخارجي للاجئين، وإنما قدمت الدعم للعديد من اللاجئين من خلال مدينة الإمارات الإنسانية التي تم إنشاؤها في 2017. وفي عام 2018، منحت الإمارات تصاريح إقامة لمدة عام للمتضررين من الحروب والكوارث، ما مكّن آلاف اللاجئين من العيش بأمان.
وتُولي الإمارات أهمية كبرى للتعليم كوسيلة لاستعادة كرامة اللاجئين، ودعمت مبادرة «التعليم لا ينتظر» التي توفر فرص التعليم للأطفال والشباب النازحين. كما موّلت برامج التدريب المهني وتوظيف اللاجئين، بما يعزّز اندماجهم في المجتمعات المحلية، ويبني اقتصادات أكثر استقراراً.
وتمتدّ جهود الإمارات لمساعدة اللاجئين إلى ما هو أبعد من المساعدات المالية، والمساعدة المباشرة، إذ تشارك بفاعلية في الدعوة العالمية لرفع مستوى الوعي بشأن أزمة اللاجئين، وتعزيز التعاون الدولي.
وعبر الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الدولية، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تعمل دولة الإمارات على تعزيز فاعلية جهودها الإنسانية، وتضمن عمليات التعاون هذه تقديم المساعدات بكفاءة، وحصول اللاجئين على دعم شامل مصمَّم خصيصاً لتلبية احتياجاتهم.
وتُثبت الإمارات في كل أزمة أنها ليست فقط دولة مانحة للمساعدات، بل دولة تبادر وتبني وتؤسس لشراكات استراتيجية تضع الإنسان في مركز الاهتمام. ومع كل عام يمر، تترسخ مكانتها العالمية كأحد أبرز حماة الكرامة الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©