هدى الطنيجي (أبوظبي)
الطفلة مريم الحبسي البالغة من العمر 5 سنوات مصابة بـ«المتلازمة داون»، لكنها تنثر البهجة في مختلف الأرجاء، مريم.. قصة نجاح تغلبت على أصعب الظروف بعد خضوعها إلى عدد من عمليات القلب المفتوح المعقدة منذ ولادتها، لتتمكن اليوم من عيش حياتها بشكل طبيعي بعد أن تماثلت إلى الشفاء في مدينة الشيخ خليفة الطبية أبوظبي.
عمليات معقدة
قالت والدة الطفلة «مريم»: طفلتي «مريم» مصابة بمتلازمة داون، حيث اتجهت بها إلى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي للعلاج في اليوم السابع من ولادتها، وخضعت إلى 4 عمليات قلب مفتوح معقدة، والحمد لله تماثلت إلى الشفاء، وبعد فترة من التعافي بدأنا معها رحلة العلاج والتأهيل، حيث تم تخصيص فريق طبي متكامل لرعاية حالتها من دون توقف بعد أن تم وضع خطة علاج متكاملة ومكثّفة، كانت في السابق لا تستطيع الحركة أو الجلوس لكنها اليوم تستطيع القيام بذلك بكل أريحية، بل تطورت بحيث تستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي، من خلال المشي والجري واللعب ومسك القلم، وكذلك النطق فهي طفلة قوية.
وأضافت: إنه بالعزيمة والإصرار والأمل، تمكنّا من التغلب على هذا الوضع، ونصيحة للجميع ممن لديهم أطفال من «متلازمة داون» وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، الصبر والحرص على البدء بالعلاج المكثّف، للوصول إلى النتائج المرضية.
وأكدت والدة مريم أن المدينة الطبية كانت منزل مريم الثاني، والجميع يحبها ويقدم أفضل أنواع العلاج، فهي كانت تشعر بالراحة التامة منذ دخولها إلى المدينة، متقدمة بالشكر الجزيل إلى الطاقم الطبي كافة، وعلى رعايتهم المتميزة لطفلتها.
مرض قلبي خلقي
قال الدكتور توفيق حن، طبيب استشاري أطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية: «قصتنا اليوم ملهمة لطفلة وُلدت بحالة صحية حرجة، حيث كانت تعاني مرضاً قلبياً خلقياً معقّداً، واضطرت للخضوع لعمليات جراحية عدة في سن مبكرة».
وأضاف: «نعم، كانت حالة صعبة جداً، الطفلة كانت تعاني أيضاً انخفاضاً في توتر العضلات وصعوبة في البلع، وكانت متأخرة في جميع جوانب النمو، لكن بفضل المتابعة الطبية الدقيقة ووضع خطة تأهيل شاملة، تمكنّا من دعمها في كل مرحلة».
وذكر أنه، بفضل الله، تحسنّت بشكل رائع، هي الآن قادرة على التحرك بشكل مستقل، وتتناول طعامها بنفسها، والأهم من ذلك أنها تتواصل مع من حولها وتستمتع بوقتها مع والدتها وأقرانها.. إنها قصة نجاح حقيقية.
علاج مكثف
قال كريم محمود، اختصاصي علاج طبيعي في مدينة الشيخ خليفة الطبية: الطفلة مريم كانت تعاني «متلازمة داون» بعد عمليات قلب معقدة جعلتها في حالة من الرخاوة الشديدة في المفاصل وضعف شديد في العضلات، كانت حينها تبلغ من العمر أقل من عامين، لا تعلم كيفية الجلوس ولا كيف تحرك رأسها وجسمها، ولكن مع العلاج الطبيعي المكثّف والنظام التأهيلي في المدينة بدأت تستعيد جزءاً من العضلات والحجم العضلي، وبدأت التحكم في الرأس والجذع، وبعد سنتين ونصف السنة، بدأت في تلقي الدروس، وبسبب عمليات القلب والوضع الصحي كان هناك تأخر شديد في المدى الحركي والتخاطب واستخدام اليدين، ولكن بفضل الفريق الطبي المتواجد في المدينة الطبية، تمكنت من الوقوف والحركة والسير والكلام وتأدية غيرها من الوظائف الطبيعية، وكذلك تمكنت من النطق بجملة مكونة من 3 كلمات لتتمكن بذلك من التعبير عن مشاعرها وبعض من الأشياء الوظيفية، التي تمكّنها من الاعتماد على نفسها في المنزل ومحيطها، منها مسك القلم والرسم والتلوين، ومع جهود الفريق الطبي والتزام والدتها بإحضارها للعلاج بانتظام، تمكنّا من الوصول إلى نتائج مبهرة ومفرحة. وتوجه بالنصيحة إلى أولياء الأمور ممن لديهم أطفال من أصحاب الهمم أو التأخر الوظيفي والعقلي، التوجه مبكراً لمراكز التأهيل والمستشفيات، وعدم الانتظار للحصول على نتائج أفضل في علاج أطفالهم.
جودة عالية
يذكر أن مركز الطب الطبيعي وإعادة التأهيل في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أحد منشآت «صحة»، حصل مؤخراً على اعتماد مدته ثلاث سنوات من قِبَل لجنة اعتماد مرافق إعادة التأهيل «كارف الدولية»، مقرُّها الولايات المتحدة الأميركية، عن برامجه لإعادة تأهيل المرضى المراجعين في العيادات الخارجية.
ويعدُّ الحصول على اعتماد «كارف» أعلى مستويات التقدير الذي يمكن أن تحصده أيُّ مؤسَّسة، ما يدل على مدى مطابقتها معايير «كارف». وقد خضع فريق مركز الطب الطبيعي وإعادة التأهيل لمراجعة صارمة ودقيقة خلال الزيارة الميدانية التي قام بها عدد من الخبراء، الأمر الذي أظهر مدى التزام الفريق بتقديم خدمات وبرامج قابلة للقياس والمساءلة، وذات جودة عالية، وتماشياً مع رؤية ورسالة «بيور هيلث»، تلتزم شركة «صحة» بتقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة لمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسعى دوماً نحو تحسين خدماتها ومرافقها.