دبي (وام)
برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، نظم نادي دبي للصحافة، أمس، «دبي بودفست»، التجمع الأول من نوعه والأكبر على مستوى المنطقة العربية لصُناع المحتوى الصوتي «البودكاست»، بحضور أكثر من 1200 مشارك من أهم وأبرز صُناع المحتوى الصوتي والمعنيين بقطاع «البودكاست» ومسؤولي المنصات الرقمية والمؤسسات الإعلامية في المنطقة وجمع من الإعلاميين وطلبة الإعلام.
وبمناسبة انعقاد النسخة الخامسة من الحدث، أعرب سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم عن ترحيبه بالمشاركين في «دبي بودفست 2025»، منوهاً سموه بالحوار الذي يتضمنه هذا الحدث الرائد، ويأتي استلهاماً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، للمستقبل، وذلك من خلال نقاش غايته بناء إعلام عربي متطور ومنافس وجدير باهتمام وثقة المتلقي، تأكيداً لالتزام دبي بمواصلة توفير الفرص الكفيلة بالدفع بالإعلام العربي، بمختلف قطاعاته، سواء التقليدي منها أو الجديد، إلى آفاق أرقى من التميز، بما يلبي ما يصبو إليه المتلقي العربي من جودة المحتوى وتميز أسلوب الطرح والتناول وفق أسس مهنية رفيعة.
وقال سموه: استقطاب «دبي بودفست» لنخبة صناع المحتوى الصوتي يعكس مكانة دبي في صدارة المشهد الإعلامي العربي ودورها في تعزيز مقومات ازدهاره.. فالمحتوى اليوم لم يعد مجرد وسيلة ترفيه أو تواصل، بل أصبح من الأدوات الفعالة الداعمة للتنمية بما فيه من تأثير إيجابي في المجتمعات، وفي رسم ملامح المستقبل وبناء جسور الحوار بين الثقافات.
وناقش «دبي بودفست» جملة من الموضوعات المهمة التي تحيط بصناعة «البودكاست» من جوانبها كافة، عبر جلسات نقاشية وورش عمل متخصصة، تستعرض العديد من الموضوعات الرئيسة، بما في ذلك دور «البودكاست» في توعية المجتمع، ومقومات ازدهار صناعة المحتوى الصوتي وركائز «البودكاست» الناجح، والربحية وكيفية تنمية العائد المادي وسبل توظيفه بشكل صحيح لضمان الاستمرارية، وعلاقة «البودكاست» بالشبكات، وغيرها من الموضوعات.
وفي هذه المناسبة، قالت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة: في عالم سريع التغير، يبرز «البودكاست» كأداة إعلامية قادرة على الجمع بين المصداقية والتأثير والوصول المباشر إلى الناس.. ونحن في نادي دبي للصحافة نواصل العمل على تعزيز دور دبي كمركز رائد للإعلام الجديد، وملتقى لصناع المحتوى والمبدعين في هذا المجال الإعلامي.. واليوم، من خلال «دبي بودفست»، نفتح آفاقاً أرحب أمام الشباب ورواد الأعمال والمبدعين العرب، ليشاركوا بأفكارهم وتجاربهم في صياغة مستقبل قطاع إعلامي آخذ في النمو والتطور.
وأضافت: يأتي انعقاد هذا الحوار في وقت يزداد إقبال المتابع العربي على «البودكاست»؛ كونه يتمتع بميزة فريدة في سهولة إيصال الأفكار.. وفي العالم الرقمي سريع التغير، يبرز هذا الشكل كأداة إعلامية قادرة على الجمع بين المصداقية والتأثير والوصول المباشر إلى الناس، مستمداً مقومات نموه من التطور الهائل في البيئة الرقمية التي تسعى دبي لتكون في صدارتها.. فقد أدركت دبي مبكراً أهمية الاستثمار في الإعلام الجديد، وعملت على توفير البيئة الحاضنة للمبدعين، وتبني السبل التي تعزز من قدراتهم، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة لاقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
وكرمت منى غانم المرّي الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى لأفضل المشاريع المقدمة من خلال النسخة الثانية من «برنامج البودكاست العربي»، وهو أحد من المبادرات الرائدة التي أطلقها نادي دبي للصحافة من دبي إلى العالم العربي للمساهمة في دعم صناعة «البودكاست» في المنطقة، وتمكين الشباب من إنتاج محتوى صوتي تنافسي، بمشاركة نخبة من الكفاءات وصناع المحتوى العرب وشخصيات إعلامية بارزة، حيث شملت هذه النسخة من البرنامج 24 مشاركاً من مختلف الدول العربية ضمن فئات متنوعة.
فقد كرمت منى المري الكاتبة والتربوية الإماراتية أماني عبدالله الطنيجي، الفائزة بالمركز الأول لتميزها في مشروع «مريخ» بودكاست، والإعلامية السعودية رغد بنت شيبان العريشي، الفائزة بالمركز الثاني، عن بودكاست «قدام»، ومن سوريا تهاني محمد زحيمان، الفائزة بالمركز الثالث عن بودكاست «اسمعها مني»، معربةً لهن عن صادق أمنياتها بمزيد من التميز والنجاح.
قوة حقيقية
كانت مريم الملا، مدير نادي دبي للصحافة، ألقت كلمة في مستهل جلسات «دبي بودفست» قالت فيها: دبي تؤمن بأن الإعلام قوة حقيقية ومؤثرة في صناعة المستقبل، وهدفنا أن نستكمل النقاش ونشارك المعرفة ونقدم وصفة ملهمة للنجاح.. فـ«دبي بودفست» لم يعد مجرد لقاء تقليدي، بل أصبح منصة لها حضورها الملموس وأثرها الواضح في تبادل الأفكار وتحديد اتجاهات هذا الشكل الإعلامي الآخذ في التنامي عربياً وعالمياً، وكيف يمكن توظيف الفرص الكبيرة الواعدة التي يتمتع بها.
وأضافت: يمكن القول: إن «البودكاست» أصبح جزءاً من الحياة اليومية، فكثير من الناس يستمعون له أثناء المشي أو القيادة أو حتى خلال فترات التواجد في المنزل، منوهة بالجوانب العديدة المرتبطة بهذه الصناعة، ومن أهمها الجانب الاقتصادي، حيث يواكب «البودكاست» نمو الاقتصاد الإبداعي، ويمثل رافداً واعداً من روافده، في حين تسعى دبي لتكون عاصمة للاقتصاد الرقمي والإبداعي، وأحد محاوره الرئيسة على مستوى المنطقة والعالم.
وأكدت أن نادي دبي للصحافة مستمر في التزامه ورسالته التي بدأها منذ سنوات طويلة بدعم الإعلام العربي، وتَمكين أَصواته المبدعة للوصول إلى العالم بمحتوى مُميز وأفكار مبتكرة.
واستضاف «دبي بودفست 2025» في جلسته الرئيسية الأولى بعنوان «أرباح خارج الصندوق»، برايان بارليتا، رئيس «بودكاست موفمنت»، في حوار أداره ستيفانو فلاحة، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة «بوديو».
وركزت الجلسة على مناقشة السبل التي يمكن من خلالها تكييف نماذج «البودكاست» لتحقيق الدخل، كما ألقى المتحدث الضوء على أهمية ربط «البودكاست» بالواقع المحلي، حيث إن تقديم محتوى لا يرتبط بحياة المتلقي لا يمثل عنصر جذب له لمواصلة المتابعة.
إطلاق منصة مجتمع الأعضاء
أعلن نادي دبي للصحافة، بالتعاون مع «بوديو» -المنصة الأكبر للبودكاست في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- عن إطلاق «منصة مجتمع الأعضاء» الجديدة، والتي تشكّل خطوة نوعية نحو بناء فضاء تفاعلي حصري يجمع الإعلاميين وصنّاع المحتوى والباحثين والطلبة، ويمنحهم وصولاً استثنائياً إلى أبرز الفعاليات والمصادر المعرفية.
وتتيح المنصة لأعضائها الاستفادة من محتوى مميز يدمج بين خبرات النادي المتراكمة وأرشيف فعالياته الكبرى مثل «دبي بودفست»، وتحويلها إلى مواد معرفية وبحثية متاحة على مدار الساعة، بما يعزز من قدراتهم على مواكبة المستجدات وصناعة محتوى أكثر تأثيراً وانتشاراً.
وتوفر المنصة الجديدة باقة من المزايا لأعضائها، أبرزها: الوصول إلى محتوى الفعاليات، والاستفادة من تسجيلات ومواد نادي دبي للصحافة لأهم الجلسات والحوارات والفعاليات الكبرى، وكذلك التقارير والدراسات والأوراق البحثية الحصرية التي ستكون متاحة فقط للأعضاء.
وقالت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة: يمثل إطلاق «منصة مجتمع الأعضاء» تجسيداً لالتزام نادي دبي للصحافة بدعم مسيرة التميز الإعلامي في العالم العربي، ومن خلال هذه المبادرة النوعية بالشراكة مع «بوديو»، نضع خبرات النادي ومنصاته البحثية في متناول الإعلاميين وصنّاع المحتوى بصيغة جديدة وأكثر تفاعلية، بما يسهم في تكوين أكبر مجتمع مهني متخصص في الإعلام على مستوى المنطقة، مؤكدة أن هذه المنصة ستوفر للمواهب الشابة والمهنيين أدوات معرفية وفرصاً استثنائية تعزز من قدراتهم وترتقي بمردود محتواهم، كما ترسّخ مكانة دبي كحاضنة للإعلاميين والمبدعين العرب.
وقال ستيفانو فلاحة، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«بوديو»: سعداء بالتعاون مع نادي دبي للصحافة لإطلاق «منصة مجتمع الأعضاء» التابعة لنادي دبي للصحافة، والتي تمثل فضاءً يلتقي فيه المحتوى الحصري والرؤى البحثية مع فرص الانضمام إلى النخبة الإعلامية، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تجسد رسالة «بوديو» في تمكين المؤسسات الإعلامية من تحويل جمهورها إلى مجتمعات فاعلة تتمتع بموارد متميزة.