عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
أكد راشد مطر المناعي، الرئيس التنفيذي لشركة «لودّ» المتخصصة في تكنولوجيا الطيران المتقدمة وتطوير طائرات «الدرون»، ومقرها أبوظبي، أن دولة الإمارات نجحت في غضون سنوات قليلة؛ بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، أن ترسخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار في مجال النقل المستدام، وأن تحتل موقع الريادة في تبني التكنولوجيا المتقدمة، وتطوير الحلول والتقنيات الذكية، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر مرونة واستدامة.
وأوضح المناعي لـ«الاتحاد» أن دولة الإمارات تُعد واحدة من الدول الرائدة عالمياً في تطوير حلول نقل متقدمة وتهيئة بنية تحتية متكاملة للنقل الجوي الذكي، وتوفير حلول خدمات اللوجستيات الجوية المستقلة، منوهاً بالبيئة المواتية التي توفرها الدولة، لاسيما في أبوظبي لتمكين القطاع الخاص والشركات الرائدة لابتكار حلول ذكية تسهم في إعادة رسم ملامح قطاع النقل الذكي.
ركيزة أساسية
وأضاف أن الابتكار يشكل ركيزة أساسية في رؤية الدولة لتطوير مختلف القطاعات الحيوية واستشرافها للمستقبل، مستندةً إلى بنية تحتية معرفية ورقمية متطورة، واستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي، ما جعلها تتصدر دول المنطقة في مؤشر نضج هذا القطاع المهم، مشيراً إلى أن ريادة دولة الإمارات تبرز في الاستفادة من التقنيات الذكية في العديد من المجالات، ومنها خدمات النقل الجوي.
وأوضح أنه في الوقت الذي تسعى فيه أكبر الاقتصاديات لتطوير حلول نقل متقدمة، تستمر الدولة في تطوير بنية تحتية متكاملة للنقل الجوي الذكي، وحلول خدمات اللوجستيات الجوية المستقلة، بإشراف الهيئة العامة للطيران المدني، وبالتعاون مع مؤسسات أبحاث رائدة، ويجري العمل حالياً على تحديد ممرات جوية مخصصة للطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي، مع توقع صدور الأطر التنظيمية الكاملة بحلول عام 2026.
وأكد أن الطائرات، دون طيار أو مركبات الأجرة الجوية، لم تعد مشاريع مستقبلية بعيدة المنال، بل أصبحت واقعاً ملموساً، بفضل تقدم التكنولوجيا في قطاع النقل الجوي المستدام، وأن هذا التطور يفتح آفاقاً جديدة أمام ابتكار حلول لوجستية متقدمة، ويعالج تحديات الازدحام وخفض الانبعاثات، ويساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي عبر توفير حلول نقل لوجستي مستدام ترتكز على الابتكار، ومهارات الكوادر الوطنية، وتميز الصناعات المحلية.
نقل مستدام
قال المناعي، إن «LODD»، التي تسعى لتطوير حلول نقل جوي مستدام عبر الاستفادة من النموذج الرائد لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات في مجال النقل الجوي، ونظمها المتكاملة وبنيتها التحتية المتطورة، تسعى للمساهمة في ترسيخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً للابتكار، إذ تعمل انطلاقاً من مقرها في أبوظبي على ابتكار حلول متميزة تعيد رسم ملامح قطاع النقل، ومواصلة تطوير منظومة النقل الذكي عبر ابتكار طائرات ذاتية الحركة، وإرساء بنية تحتية متقدمة لمهابط الطائرات.
وأشار إلى أن طائرة «هيلي»، التابعة للشركة، والمصممة بالكامل في الإمارات، تُعدّ نموذجاً بارزاً للحلول الوجستية المبتكرة التي تقدمها «لودّ»، وتجمع بين الكفاءة والقدرة على التوسع، حيث يمكنها نقل حمولة تصل إلى 250 كيلوجراماً لمسافة 300 كلم، ما يضع الدولة في طليعة الدول التي تساهم في تطوير حلول اللوجستيات الجوية المستقلة، وتواكب مستقبل عالم النقل الذكي، حيث قفزت قيمة السوق العالمي للطائرات المسيّرة المخصصة للشحن إلى 1.53 مليار دولار أميركي في عام 2024، وسط نمو متسارع في الاعتماد على حلول النقل الجوي الذكي. وتشير التوقعات إلى أن السوق سيواصل توسعه ليصل إلى8.92 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يُقدّر بنحو 34.2%.
