الجمعة 1 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هاميلتون.. «طريق الأشواك» إلى «الثامن القياسي»

هاميلتون.. «طريق الأشواك» إلى «الثامن القياسي»
25 مارس 2021 13:37

لندن (أ ف ب) 

يضع بطل العالم لـ «الفورمولا-1» البريطاني لويس هاميلتون رهانه على لقب ثامن قياسي، مع إدراكه التام للتحديات التي تنتظره على مسار إزاحته عن قمته، مع انطلاق المنافسات وسط تداعيات فيروس كورونا وحقبة تقليص النفقات وتنظيم 23 جائزة كبرى، وهو رقم قياسي لم تشهده البطولة العالمية منذ أن أبصرت النور رسمياً في عام 1950. 
عانى سائق مرسيدس الذي احتفل بعيد ميلاده السادس والثلاثين في يناير الماضي، خلال التجارب الشتوية التي أقيمت في البحرين استعداداً للموسم الجديد، مقابل هيمنة الهولندي ماكس فيرستابن وسيارته ريد بول المتجددة على لائحة أسرع السائقين.
وافق بطل العالم سبع مرات وحامل اللقب في الأعوام الأربعة الأخيرة، بعد أمد طويل، على تجديد عقده مع «الأسهم الفضيّة» لمدة عام واحد فقط، وتحديداً حتى نهاية العام الحالي.
وبعد إصابته بفيروس كورونا وغيابه عن جائزة البحرين الكبرى على حلبة صخير العام الماضي، عاد هاميلتون إلى الحلبات ليعاني من ألم الخسارة أمام منافسه «ماد ماكس» لقب فيرستابن، في السباق الأخير الذي استضافته حلبة مرسى ياس في أبوظبي، وهي خسارة اعتبرها البعض بمثابة «إنذار مسبق» لخفوت وهج «السير» البريطاني.
لم تحفز، هذه السقطة فقط الشاب الهولندي، بل أيضاً جميع «الذئاب» المتعطشة لإنهاء هيمنة الثنائي هاميلتون ومرسيدس على مقدرات البطولة.
وتجد الحظيرة البريطانية نفسها تحت تهديد حقيقي، وهو واقع يدركه جيداً هاميلتون وزميله الفنلندي فالتيري بوتاس بعد سيطرة مطلقة على «الفئة الأولى» منذ عام 2014 مع بدء حقبة المحركات الهجينة «هايبريد»، تخللتها تحقيق ثنائية الفوز بلقبي الصانعين والسائقين 7 أعوام توالياً.
وقال هاميلتون بعد هيمنة ريد بول على التجارب الشتوية على حلبة صخير الدولية التي ستستضيف أيضاً باكورة الجولات في 28 الشهر الحالي، في ظل بروتوكول كورونا «سيكونون وحشاً مختلفاً هذا العام».
وتابع: «حققوا لفات جيدة مع ثنائي سائقين رائع وسيارة رائعة، بعد رؤيتهم يفوزون في السباق الأخير، لا يمكن أن تتوقع إلا أن يكونوا في هذا المستوى، في المقدمة، في السباق الأول، ستكون معركة رائعة وطويلة معهم هذا العام».
وتلوح في الأفق صورة «معركة ملكية» بين أبرز السائقين، تضاف إليها عودة بطل العالم السابق مرتين الإسباني فرناندو ألونسو «ألبين رينو»، كترياق للسم الذي تجرعته بقية الفرق من سيطرة هاميلتون وبوتاس، بفوزهما العام الماضي بـ 11 جائزة كبرى من أصل 17 سباقاً.
وفي وقت أنهى فريق ريد بول تجاربه من دون أي مشكلة تُذكر، ومع 369 لفة تقاسمها فيرستابن وزميله الجديد المكسيكي سيرخيو بيريس، تألم مرسيدس لرؤية سيارته خارج المسار التسابقي مرتين ومعاناته من مشكلات مع علبة التروس.
واعترف البريطاني جيمس وولفز مدير الاستراتيجية في مرسيدس بتفوّق ريد بول، قائلاً: «لا أحد في «البادوك» بإمكانه أن يحدّد بشكل دقيق موقعهم في الوقت الحالي، ولكن بإمكاني القول إن ريد بول هو في المقدمة من ناحية الأداء، وتابع: «هم أصحاب الأداء الأفضل في هذا الاختبار، لكنها مجرد تجارب. هي ليست سباقاً».
وألمح وولفز إلى أن المنافسة في عام 2021 ستكون محتدمة جداً، بخلاف الأعوام الماضية، حين كان مرسيدس يغرّد بمفرده خارج السرب، في حين يتوجب على هاميلتون أن يحفر أكثر في أعماقه لاستخراج الأفضل في عامه الخامس عشر توالياً على الحلبات، وفي حقبة يتنافس فيها مع سائقين يصغرونه بـ 13 عاماً.
أبدى فيرستابن سعادته من التطوّر الحاصل على المجموعة الدافعة «المحرك» لسيارته، وإلى رغبة ريد بول في الخروج من «جلباب» مرسيدس بالتعاقد مع سائق سريع هو بيريس، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن لا شيء بإمكانه أن يوحي عن قدرة الفريق على المنافسة حتى انطلاق التجارب للسباق الافتتاحي، واللفة التسابقية الأولى تحت مظلة «القوانين المالية» الجديدة التي تحدّ من تطوير السيارات بسبب الضائقة المالية جراء جائحة «كوفيد-19».
وعلى خلفية الضائقة، ظهرت العلامات الأولى لتقشف «الفورمولا واحد» مع تقليص عدد أيام التجارب الشتوية إلى 3 أيام فقط، كما حدّدت ميزانية الفرق هذا العام بـ 145 مليون دولار «122 مليون يورو»، مع التخطيط لتقليص إضافي في عام 2022 يصل إلى 140 مليوناً، بالتزامن مع وضع القوانين التقنية الجديدة حيز التنفيذ.
ما تقدّم، يعني أن السيارات هذا الموسم ستشهد القليل من التغييرات مقارنة مع سيارة العام الماضي، في ظل القوانين التي لم تتبدّل بدورها، غير أن الجمع بين تقليص النفقات والتغييرات الأخرى من المرجح أن يولد تحديات صعبة للصانعين الكبار مثل مرسيدس وفيراري، أكثر من الصانعين الصغار الذين اعتادوا على العمل في ظل الشح المالي.
ويعرف فريق ريد بول أسرار الفوز بالألقاب ويملك الصيغة السحرية لتحقيق ذلك، فهو سبق له أن أحرز لقبي الصانعين والسائقين أربعة أعوام متتالية مع الألماني سيباستيان فيتل «2010- 2013»، كما يضم في صفوفه المصمّم البريطاني أدريان نيوي الذي يجيد تصميم أكثر سيارات المقعد الأحادي نجاحاً.
عكست سرعة فيرستابن خلال التجارب على حلبة صخير، ما رسمه نيوي على الورق واعتبر البعض أن الحظيرة النمساوية نجحت أخيراً في وضع بين يدي الهولندي سيارة على قدر طموحاته هذا العام.
وفي حال ثبوت صحة ذلك، من الممكن أن يجد هاميلتون الساعي للفوز بلقبه الثامن والانفراد بالرقم القياسي الذي يتقاسمه مع الأسطورة الألماني ميكايل شوماخر، نفسه خارج السباق، في عام يشهد وصول فريقين «جديدين - قديمين» هما أستون مارتن على انقاض رايسينج بوينت، وألبين من قاعدة رينو سابقاً. إلى تنظيم سباقين جديدين في زاندفورت الهولندية، للمرة الأولى منذ عام 1955، وجدة في السعودية مع حلبة في الشوارع يتوافق الجميع على أنها من بين الأسرع في العالم.
ومع عودة «الماتادور» ألونسو بعد عامين من الغياب، يعود أيضاً اسم شوماخر إلى «الفئة الأولى» بعد تسعة أعوام من آخر سباق لشوماخر الأب، إثر ترفيع نجله ميك الفائز العام الماضي بلقب بطولة سباقات «فورمولا-2»إلى فريق هاس، ليزامل الروسي نيكيتا مازيبين، فيما حلّ الياباني يوكي تسونودا بدلاً من الروسي دانييل كفيات مع فريق ألفا تاوري.
وفي لعبة الكراسي المتحركة بين السائقين، انتقل بيريس إلى ريد بول للانضمام إلى فيرستابن، ما شرّع باب رحيل فيتل من فيراري إلى أستون مارتن، ومغادرة الإسباني كارلوس ساينس الابن لماكلارين للحلول بدلاً من الألماني في مقعد فيراري.
وبالاتجاه المعاكس، انضم الأسترالي دانيال ريكياردو إلى ماكلارين قادماً من رينو «ألبين حالياً» بدلاً من ساينس الابن، فيما جاءت عودة ألونسو إلى ألبين على حساب رحيل الأسترالي.
يأمل فيراري، بعد عام هو الأسوأ في تاريخ «الحصان الجامح» منذ 40 عاماً، أن يقود السباق خلف الثنائي مرسيدس - ريد بول وبمواجهة الفرق الصاعدة أمثال ماكلارين والطامح ألبين وأستون مارتن، حيث يسعى فيتل بدوره لاستعادة سحره.
وأمام كل هذه التحديات، يأمل هاميلتون المشتت الأفكار خارج الحلبات بالتزاماته ووقوفه إلى جانب أبناء بشرته السوداء، أن يتعافى فريقه سريعاً للبقاء بعيداً عن متناول يد الطامحين لإزاحته عن قمته.
 
 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©