نيويورك (د ب أ)
تخلصت البيلاروسية أرينا سابالينكا المصنفة الأولى على العالم من حزنها ومخاوفها، وفازت على الأميركية أماندا أنيسيموفا في نهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس (فلاشينج ميدوز) آخر بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى للموسم الحالي.
وبعد تسديدة خاطئة من أنيسيموفا في نهاية المباراة، جثت سابالينكا على ركبتيها وانفجرت بالبكاء فرحاً، بعد أن حققت لقبها الرابع في البطولات الكبرى، بعد محاولتين فاشلتين.
وعادت أنيسيموفا إلى نهائي الجراند سلام بعد 56 يوماً من خسارتها في ويمبلدون، بينما عانت سابالينكا من هزيمتين مؤلمتين في نهائي بطولتي أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة، عندما اضطرت للاعتذار بعد تصريحات غير لائقة في المؤتمر الصحفي تجاه الأميركية كوكو جوف.
كما خسرت سابالينكا أيضاً أمام أنيسيموفا في نصف نهائي ويمبلدون، قبل أن تثأر منها في فلاشينج ميدوز وتحسم المباراة النهائية بمجموعتين متتاليتين بنتيجة 6 -3 و7-6، لتصبح أول لاعبة تدافع بنجاح عن لقبها في نيويورك منذ الأسطورة الأميركية سيرينا ويليامز عام 2014.
وقالت سابالينكا أثناء الصعود إلى منصة التتويج: «إنه أمر لا يصدق، كل الدروس التي تعلمتها كانت تستحق العناء في هذه المباراة، لا أستطيع التعبير عن مدى امتناني». وتوجهت اللاعبة البيلاروسية لاحقاً إلى قاعة المؤتمرات الصحفية، وابتسامة مشرقة تعلو وجهها.
وأشارت المصنفة الأولى على العالم: «بسبب المباريات النهائية التي خضتها في وقت سابق من هذا الموسم، شعرت بأن هذه المباراة مختلفة، شعرت بأنني اضطررت للتغلب على الكثير من الأمور».
وأوضحت: «كنت أعلم أن العمل الجاد الذي بذلناه جعلني أستحق لقباً في إحدى بطولات الجراند سلام هذا الموسم، لذلك عندما جلست على ركبتي كان شعوراً حقيقياً، لأن الدفاع عن هذا اللقب وتقديم أداء تنس رائع على أرض الملعب يعني الكثير».
وتابعت: «أن أتمكّن من خوض المعركة والتعامل مع مشاعري كما فعلت في هذه المباراة النهائية، فهذا يعني لي الكثير، فخورة جداً بنفسي الآن».
وقال مدرب الأداء جيسون ستايسي: «أحياناً تخوض صراعاً داخلياً حول كيفية السيطرة على ذلك النمر وإطلاق العنان له في الوقت نفسه».
وفي بطولتي أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة لم تتمكن سابالينكا من إيجاد التوازن الصحيح، لكنّ بحثها في أعماق نفسها خلال عطلتها في اليونان منحها الإجابات التي كانت تبحث عنها.
وأوضحت النجمة البيلاروسية: «اعتقدت أن الطريقة الصحيحة هي نسيان الأمر والمضي قدماً، ولكن حدث الشيء نفسه في بطولة فرنسا المفتوحة، لذا فكرت بعدها أنه ربما حان الوقت لأسترخي وأتأمل تلك النهائيات وأتعلم شيئاً ما، لأنني لم أرغب في تكرار ذلك مراراً وتكراراً».
وأضافت: «كنت في ميكونوس، أقرأ كتابي وأستمتع بالمناظر، وفكرت لماذا تركت مشاعري تسيطر عليّ في هاتين المباراتين النهائيتين؟».
وتعرضت سابالينكا لاختبار صعب في فلاشينج ميدوز، وفازت بصعوبة شديدة على الأميركية جيسيكا بيجولا في المربع الذهبي، كما شهدت المباراة النهائية أمام أنيسيموفا العديد من التقلبات والمنعطفات.
وكانت الفرصة سانحة أمام سابالينكا للتقدم 3-صفر في المجموعة الأولى، لكنها وجدت نفسها متأخرة 2- 3، قبل أن تتقدم 3-1 ثم 5- 3 في المجموعة الثانية.
عندما قلصت أنيسيموفا النتيجة إلى 5-5، نهض جمهور نيويورك من مكانه، لكن سابالينكا أثبتت لنفسها ولعالم التنس أنها تستطيع الحفاظ على هدوئها في اللحظات الحاسمة.
أدت أنيسيموفا بشكل أفضل بكثير مما قدمته في ويمبلدون، وسيكون العزاء الحقيقي بالنسبة لها هو التقدم للمراكز الأربعة الأولى في التصنيف العالمي للسيدات الاثنين. وانهمرت دموع أنيسيموفا أثناء الجلوس على كرسيها داخل الملعب، وقالت بابتسامة حزينة: «بعد أن استمعت إلى أخبار ويمبلدون كل يوم خلال الأسبوعين الماضيين، كنت بارعة جداً في ذلك».
وأضافت: «حاولت تغيير كل شيء لصالحي، من الواضح أن اليوم كان أفضل من آخر نهائي خضته، لكنها كانت مباراة صعبة للغاية، لقد صعبت عليّ سابالينكا الأمور». وأشارت: «كان صيفاً رائعاً، الخسارة في مباراتين نهائيتين أمر رائع، لكنها أيضاً صعبة للغاية، لم أقاتل بما يكفي لتحقيق أحلامي اليوم».
وكشفت اللاعبة الأميركية عن أن السقف الذي كان مغلقاً بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت كوينز، سبّب لها صعوبات في تسديد الكرة.