معتز الشامي (أبوظبي)
نال نجم باريس سان جيرمان عثمان ديمبلي جائزة الكرة الذهبية 2025 بعد موسم استثنائي بالأرقام، ليؤكد أن عودته إلى فرنسا كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرته الكروية.
الجائزة التي تمنحها لجنة من صحفيي أبرز 100 دولة في تصنيف الفيفا، جاءت بناء على الأداء خلال الفترة من 1 أغسطس 2024 وحتى 13 يوليو 2025، وهي فترة شملت أيضاً كأس العالم للأندية، وكشف تقرير حصري لشبكة أوبتا العالمية للإحصائيات عن أرقام مثيرة، تجيب عن السؤال الأهم، وهو لماذا استحق ديمبلي «البالون دور».
وفي موسم استثنائي قاد فيه باريس للتاريخ، حقق مع سان جيرمان ثلاثية تاريخية بالفوز بالدوري الفرنسي وكأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، بعد سحق إنتر ميلان 5-0 في النهائي.
كما وصل الفريق إلى نهائي كأس العالم للأندية، ووسط هذه الإنجازات، برز ديمبلي كلاعب محوري في نجاحات الفريق، وخلال الموسم، سجل الفرنسي 33 هدفاً، وصنع 13 تمريرة حاسمة في جميع البطولات، ومن بين لاعبي الدوريات الخمسة الكبرى، لم يتفوق عليه سوى كيليان مبابي (36 هدفاً) وروبرت ليفاندوفسكي (35 هدفاً) في عدد الأهداف غير المسجلة من ركلات جزاء (32).
بداية ديمبلي للموسم كانت متواضعة، إذ سجل 5 أهداف في أول 18 مباراة حتى منتصف ديسمبر 2024، لكنه أنهى العام بثمانية أهداف وخمس تمريرات حاسمة، وهو رقم تفوق به على جميع زملائه في باريس.
مع بداية 2025، تحول أداؤه إلى مستوى خارق، بداية من يناير وحتى نهائي دوري الأبطال سجل 25 هدفاً وصنع 8 في 29 مباراة، وهو أعلى معدل مساهمات هجومية (33) لأي لاعب في أوروبا بتلك الفترة، بينما تفوق عليه مبابي فقط في الأهداف (29).
وهز ديمبلي الشباك في أول 6 مباريات من 2025، بينها ثنائيتان «هاتريك» في أسبوع واحد ضد شتوتجارت (الأبطال) وبريست (الدوري). وفي أول 20 مباراة من العام، سجل 24 هدفاً، ورغم تراجع المعدل لاحقاً بهدف وحيد في آخر 10 مباريات، إلا أنه صنع خلالها 6 تمريرات حاسمة، بينها اثنتان في نهائي دوري الأبطال، ليصبح أول لاعب يصنع هدفين في نهائي المسابقة منذ مارسيلو مع ريال مدريد في 2018.
وفي دوري الأبطال، ساهم ديمبلي في 14 هدفاً (8 أهداف + 6 تمريرات)، وهو رقم قياسي لأي لاعب مع نادٍ فرنسي في نسخة واحدة من البطولة. كما صنع 38 فرصة، الأكثر بالاشتراك مع رافينيا.
وشملت أهداف ديمبلي هدفين حاسمين خارج الأرض أمام ليفربول وأرسنال، وفي الدوري الفرنسي، تصدر المساهمات الهجومية ب28 (21 هدفاً + 7 تمريرات)، بينما سجل 20 هدفاً غير محتسب من ركلات جزاء، بفارق 6 أهداف على الأقل عن أقرب منافسيه.
مثلت كذلك أرقام ديمبلي في الموسم الماضي قفزة هائلة مقارنة بمواسمه السابقة، فقد سجل 46 مساهمة هجومية في 2024-25، أي أكثر من ضعف أفضل مواسمه السابقة (22 مع برشلونة موسم 2018-19). كما أن حصيلة 33 هدفاً تفوقت ب19 هدفاً عن أعلى معدل تهديفي له من قبل (14 هدفاً في 2018-19).
ورغم لعبه 56% من الدقائق كمهاجم صريح، جاءت أرقامه لتضعه في القمة، ففي جميع البطولات (مع حد أدنى 1000 دقيقة)، تصدر لاعبي الدوريات الخمسة الكبرى في الأهداف غير المسجلة من ركلات جزاء بمعدل 1.07 هدفا لكل 90 دقيقة، والتسديدات بمعدل 5.3 لكل 90، وجاء في المركز 14 في المراوغات التقدمية (10.3 لكل 90)، و15 في عدد اللمسات (65.5)، و7 في اللمسات داخل منطقة الخصم (8.8).
وفي الدوري الفرنسي، تصدر معدل المشاركة في التسلسلات الهجومية بـ9.6 لكل 90 دقيقة، وهو الأعلى بين جميع لاعبي الدوريات الكبرى، وفي دوري الأبطال، تصدر المعدل نفسه بـ10.4 لكل 90 دقيقة (حد أدنى 500 دقيقة).
ورغم كل ذلك، يرى بعضهم أن لاعبين مثل أشرف حكيمي وفيتينيا وفابيان رويز، وحتى الموهبة ديري دويه، كانوا أيضاً من نجوم الموسم، خاصة الأخير الذي سجل هدفين في نهائي الأبطال، لكن الفوز بالكرة الذهبية غالباً ما يُحسم لصالح اللاعب الأبرز في الفريق الأفضل، وهذه كانت حال ديمبيلي.
هكذا، تحوّل اللاعب الذي سجل فقط 6 أهداف في 42 مباراة موسم 2023-24 إلى أيقونة لباريس سان جيرمان، ونجح في تحويل مسيرته إلى أسطورة تُتوّج بأهم جائزة فردية في كرة القدم العالمية.