الأحد 16 يونيو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ربيّع بن ياقوت.. صفحة زاهية في كتاب الإبداع الشعري الإماراتي

ربيّع بن ياقوت.. صفحة زاهية في كتاب الإبداع الشعري الإماراتي
24 مايو 2024 01:35

محمد عبدالسميع (الشارقة)

غيّب الموت الشاعر الإماراتي ربيّع بن ياقوت، أحد أبرز شعراء القصيدة النبطيّة، بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع الشعري، جمع فيها التصوير العذب للطبيعة والمشاعر الجميلة ورسالة الشعر بأسلوب ظريف.
وانتقل الشاعر ابن ياقوت، المولود في إمارة عجمان عام 1928م والذي عاصر أكثر من جيل، إلى رحمة الله إثر معاناة مع المرض، عن 96 عاماً، ترك خلالها بصمته كشاعر قدير اشتهر بوفائه وإخلاصه للشعر وقُربه من قلوب الناس.
والراحل ربيّع بن ياقوت من الشعراء الذين حافظوا على مستواهم الناضج في القصيدة النبطيّة، حيث ظلّ ملتزماً بالقصيدة الاجتماعيّة الناقدة لبعض السلوكيات والاتجاهات، داعياً إلى الأصالة والتمسّك بالقيم والعادات والتقاليد، وكشاعر فكاهي أبدع في معالجة ظواهر سلبية في المجتمع، مثل الغزو الفكري للشباب، وغير ذلك، لتحمل قصيدته روائع الأبيات الموشّاة بالتصوير اللافت ولطائف النقد والتوجيه، لشاعر تنقّل في أكثر من مكان طلباً للرزق، وتعلّم مبكّراً في الكتاتيب، وسافر إلى الكويت أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وعمل في إحدى شركات النفط مدّة اثنتي عشرة سنة، ثم عمل في مجالات أخرى حتى عاد إلى الإمارات قبل إعلان قيام دولة الاتحاد بسنوات قليلة.
اشتهر الشاعر ربيّع بن ياقوت بصحبته للشاعر الإماراتي والممثل سلطان الشاعر، فقد عمل معه في المسرح والتمثيل، فضلاً عن مساجلاته العذبة معه حول مواضيع عديدة، منها الزمن الماضي والحاضر.
الشاعر ابن ياقوت أبدع في المشهد الشعري لشدو البلابل وواحة الذيد، والحمام الراعبي، بما امتلك من مخزون عاطفي تجاه مفردات البادية والطبيعة، وقد وصف الشوق بالقصيدة العاطفيّة الوجدانيّة عبر مفردات متنوّعة بأسلوب سلس وعذب.
ووصف النقّاد أسلوبه الشعري بأنّه كان وسيلة اتصال جاذبة بينه وبين الناس الذين أحبّوا فيه الجانب الكوميدي في أداء رسالة الشعر، ونقده ظواهر مجتمعيّة.
كما وصفوا شعره بالسهل الممتنع غير المعقّد أو المتكلّف، من خلال القوافي والأوزان المؤثّرة والألفاظ الدّالة والمواضيع المطروقة في قصائده.
نُشرت قصائد الشاعر ربيّع بن ياقوت في صفحات الأدب الشعبي في أكثر من جريدة في الإمارات، كما زامل الشاعر الراحل حمد خليفة بوشهاب الذي اهتمّ وجمع أشعار العديد من الشعراء القدامى، ومن ضمنهم ديوان الشاعر ابن ياقوت الذي صدرت فيما بعد أعماله الشعريّة الكاملة، وكان صدر له ديوان «حصاد العمر» الذي أشرف عليه الشاعر الإماراتي راشد شرار.
اهتمّ ربيع بن ياقوت بالعمل التطوعي عبر جمعية الفنون الشعبيّة بعجمان التي ترأسها، انطلاقاً من أهميّة تكريس هذه الفنون لدى الأجيال. وهكذا، تطوى صفحة زاهية من صفحات الإبداع الشعري النبطي الإماراتي، لشاعرٍ قدير ترك أبياته العذبة تذكّر به بعد مماته، رحمه الله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©