هناء الحمادي (أبوظبي)
لم تمنعه إعاقته البصرية من أن يحلم، بـ «ركوب الخيل»، فعاش حلمه الصعب، وحوله بالعزيمة والإصرار إلى حقيقة، قاهراً «الظلام»، على صهوة جواده، وكاشفاً ببصيرته «نور» الإرادة.
الفارس الكفيف راشد عبدالله، يدرس الإعلام في جامعة زايد فارساً، دفعه إصراره على الحياة وطموحه الكبير وروحه المرحة إلى التغلب على إعاقته البصرية التي صاحبته بعد إجراء عملية جراحية نتيجة وجود ورم كبير في المخ ما أثر على عينيه وأفقده البصر، ورغم المعاناة لم يكن فقدان البصر عائقاً أمام إظهار إمكانات راشد المتميزة، ليتفوق ويقدم نفسه كأحد المكفوفين الذين يحملون في حياتهم «عنوان التميز» المستمد من إرادة وتصميم على الحياة رغم صعوباتها، مؤكداً أن الإعاقة ليست عيباً، بل العيب أن يقف الإنسان عاجزاً أمامها.
لم تقف إعاقة البصر حجر عثرة في طريقه، حيث تحدى إعاقته وأصبح يتدرب على ركوب الخيل متى شاء، بمعدل 3 مرات في الأسبوع حتى أتقن مهارات الفروسية ليسجل نفسه كأول فارس لا يبصر.
ويقول راشد: «منذ 2007، أعشق ركوب الخيل، ومنذ ذلك الوقت من فترة لأخرى كنت أوزع وقتي بين التدريب وبين سفري لاستكمال العلاج والمراجعة وكلي أمل أن أكون مبصراً في يومٍ ما، لكن نتيجة الورم الكبير تحت المخ كانت أحد الأسباب التي أثرت على بصري وسببت لي العمى، وأصبحت غير قادر على الرؤية».
يعترف راشد أنه «خلال مرحلة تعليم ركوب الخيل لم يكن يخشى السقوط ولا الفشل، ولكنه كان يخشى عدم وجود من يهيئ له الفرصة المناسبة». وقال: إنه يعتمد على حاسة اللمس كثيراً بدلاً من حاسة البصر المعطلة، واستطاع أن يبني علاقة مع فرسه، التي يقول: إنه يشعر أنها تدرك أنه كفيف.
وأضاف: «لا أركب سوى هذه الفرس (صابرينة) منذ 3 سنوات، وهي تساعدني كثيراً وكأنها تدرك أنني كفيف. ومنذ بدأت هوايتي اكتسبت الكثير من الخبرة في تنظيف الخيل وركوبه وتوطيد علاقة بيني وبينه».
لم يقف فقدان البصر عائقاً أمام تميز راشد عبدالله، دراسياً حيث انتهى من «الثانوية العامة»، وواصل تعليمه بالالتحاق بجامعة زايد في أبوظبي تخصص «إعلام»، وعن ذلك، يقول «لديّ عزيمة وإصرار في التخرج من الجامعة بتفوق، وطموحاتي تعانق السماء، وكلي أمل بالحصول على تقدير امتياز مع المشاركة في بطولات القدرة للخيول أو سباقات أخرى للخيول».