عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
تعد الفتاة التونسية أسماء القماطي البالغة 27 عاماً، نموذجاً خاصاً للمزارعين، ومشهود لها في منطقتها بمدينة قربة، وفي كل محافظة نابل، بعملها الدؤوب وطموحها ومثابرتها، خاصة أنها تقضي أكثر الوقت في أرضها الزراعية المنتجة للفراولة، وبين يديها أوان بلاستيكية تضع فيها ما تقطفه من الثمار، دون كلل أو ملل، بل وبكل اعتزاز وفخر بما تقوم به، في حياتها الريفية، كما أنها لا تتردد في الليل من إنزال صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتشغل ببساطتها رواد «السوشيال ميديا».
وتؤكد أسماء أنها بإنزال نشاطها اليومي، توجه رسالة بعينها، تشير من خلالها إلى أن الفتاة التونسية الريفية قادرة على تحقيق النجاح مثلها مثل الشاب، وتنتهز فرص تنزيلها لنشاطها لتشجيع الفتيات أكثر فأكثر، على اعتمادهن على أنفسهن، مشيرة إلى أنها تستعين ببعض الفتيات والنساء العاملات اللاتي تقبلن خلال كل موسم الجني على الاشتغال بكل كدّ وجدّ، خلافاً للشبان الذين يفضلون الأشغال المريحة والمكاتب المكيفة، أو البقاء في المقاهي.
استثمار
والمزارعة أسماء القماطي متخرجة من الجامعة ومختصة في هندسة «الإلكتروميكانيك» إلا أنها أثناء انتظارها لإيجاد عمل، اختارت المجال الزراعي، بعد أن سبق لها العمل في أحد المصانع، ومن ثم اختارت أن تستثمره في مشروع تربية الدجاج قبل أن تحصل على قطعة أرض انخرطت بعدها في زراعة الفراولة مستعملة في ذلك تقنيات وأنواع جديدة.
وانطلق منذ أيام قليلة، موسم جني الفراولة في محافظة نابل التونسية، التي تستأثر بنسبة 90 بالمائة من مجموع الإنتاج المحلي، وسط تقديرات بأن تبلغ الصابة خلال هذه السنة مستويات الموسم الماضي نفسها، التي تقدر بـ 17 ألف طن على مساحة 550 هكتاراً، لهذا النوع من الغلال الذي يتوفر أيضاً في جهات أخرى من البلاد، وبنسب قليلة ومتفاوتة، ومنها محافظات بنزرت، باجة، جندوبة، بن عروس، زغوان وسوسة وفق تصريحات معز الشاوش رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري، مشيراً إلى تزامن شهر رمضان لهذه السنة مع ذروة إنتاج الفراولة، ويتراوح سعر الكيلو جرام بين دولار ودولارين حسب النوعية.
ويعول قطاع الفواكه الحمراء في تونس هذه السنة، كما في السنوات الأخرى، على اليد العاملة النسائية، في أغلبها، وقالت لطيفة محمد الأربعينية: «النساء يقبلن العمل بالمزارع فلهن طاقة كبيرة على هذا العمل، الذي يتطلب الكثير من الصبر، مشيرة إلى أن مزارع الفراولة تشتغلن النساء بها بنسبة تتجاوز الـ70 بالمائة.
أصناف
وعدد المزارع محمود الجربي، بتعداد أصناف الفراولة الأكثر اعتمادا في تونس، ومنها «كاماروزا» و«تودلا» بالإضافة إلى أصناف «كرملا» و«صابرينا» و«فرتونا» و«أميغا» و«كريستال» و«مكرينا» التي تتوفر بكميات محدودة.
وتحدث المزارع محمد حسونة، الخمسيني، عن الصعوبات التى تعترض منتجى الفراولة انطلاقا من مرحلة الزراعة وصولاً إلى الجنى، لافتاً إلى غلاء الأسمدة وارتفاع أسعار المشاتل.وتعتبر الفراولة من محاصيل الخضر والغلال ذات العائد الاقتصادي الكبير في تونس، ويمكن زيادة هذا العائد بالعمل على إنتاج المحصول في الوقت المناسب للتصدير، فضلاً عن الحركية الاقتصادية والاجتماعية التي تنشط بشكل كبير، وتساهم في تشغيل حوالي 200 ألف عامل، أغلبهم من النساء، وذلك لفترة تتراوح بين أربعة وستة أشهر.
