علي عبد الرحمن (القاهرة)
غيب الموت عن عالمنا اليوم الفنان المصري سمير صبري عن عمر يناهز الـ 85 عاماً، داخل أحد فنادق القاهرة. وكان الفنان الراحل قد غادر المستشفى منذ منتصف فبراير الماضي، حيث كان ينتظر إجراء جراحة دقيقة في القلب، ولكن الأطباء يؤجلونها بين الحين والآخر بسبب خطورتها وإصابته بالسرطان وكبر سنه.
وسمير صبري فنان شامل بكل ما تعني الكلمة، إعلامي وممثل ومطرب وراقص، جمع بين كل تلك الفنون وتميز فيها كلها، فقد كان سمير جلال صبري المولود في 27 ديسمبر العام 1936 بالأسكندرية، شغوفاً بالفن منذ نعومه أظفاره، حيث نشأ وسط عائلة ذواقة للفن.
كانت والدته عازفة ماهرة على آلة "البيانو"، وخالته تعزف على "العود"، ويصطحبه والداه إلى السينما والمسرح وشجعاه على تقليد الفنانين والغناء والرقص عندما ظهرت عليه بوادر تلك المهارات، ثم انتقل مع والده إلى القاهرة، بعد انفصاله عن والدته وهو في عمر 9 سنوات، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته.
أقام صبري في بناية "السعوديين"، التي كان يقيم فيها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي تبناه فنيا بعد مزحة معه، وقدمه للنجمة لبنى عبد العزيز فأصبح وعمره 10 سنوات نجم البرنامج الأوروبي.
البداية الفنية
عمل صبري في بداياته مذيعاً في الإذاعة الإنجليزية، ثم اتجه إلى التمثيل والغناء، واستطاع أن يثبت نفسه بين نجوم عصره، ورغم رغم حبه للسينما ونجاحه فيها، كان حب الإذاعة يراوده من حين لآخر، ففي العام 1973 انطلق أول برنامج له وهو "النادي الدولي"، الذي يعد أول برنامج "توك شو" مصري، واستمر عرضه لعدة شهور، استضاف خلاله أكبر النجوم وعلى رأسهم عبدالحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب وحسن الإمام.
نجاح التجربة، شجعه على تكرارها من خلال برنامج "مشوار"، والذي استمر على التلفزيون المصري عدة سنوات متتالية، وكانت فكرته تعتمد على استضافة نجمين خلال شهر رمضان، وكان له العديد من البرامج التي نالت شهرة واسعة، وحقق من خلالها رغبته كإذاعي ناجح، ومنها "هذا المساء"، الذي استضاف فيه كبار النجوم والفنانين، وبدون كلام، و"كان زمان" وأخرها "ليلة في شارع الفن" العام 2017 على راديو 9090، استعرض خلاله أخبار نجوم الزمن الجميل وحياتهم الفنية والشخصية.
الأعمال الفنية
شهدت ستينيات القرن الماضي البداية السينمائية لسمير صيري، من بوابة فيلم "اللص والكلاب" العام 1962، وأتبعه بالعديد من الأعمال ليذخر سجله الفني بـ138 فيلما، منها "حكايتي مع الزمان، "ابي فوق الشجرة"، "المساجين الثلاثة" وغيرها من الأفلام.
وعلى صعيد الأعمال الدرامية، بلغ رصيده 37 مسلسلا، منها "حضرة المتهم أبي"، "حق مشروع"، "أم كلثوم" وغيرها، كما قدم 11 مسلسلاً إذاعياً خلال مسيرته، وبالرغم من تعدد مواهبه الفنية من الغناء والتمثيل والرقص، إلا أن تجربته المسرحية تضم 3 عروض فقط هي "العبيط"، "يا احنا يا هية"، "قطط الشوارع".
الجوائز
رغم أنه من مؤسسي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وقدم أول دورة مع الراحل كمال الملاخ، قرر المهرجان أخيرا تكريمه في دورته الأربعين العام 2018، بمنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية، وهو تكريم تأخر كثيرا، وعبر عن ذلك خلال كلمته في الحفل التي أعرب فيها عن سعادته بالتكريم قبل وفاته، وتوقع أنه لن يرى لحظة تكريمه، وقدم فيلما تسجيليا بصوته في بداية حفل افتتاح تلك الدورة، عن تاريخ السينما في العالم ومصر، كما تم تكريمه من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، في دورته الماضية، تقديرا لتاريخه الكبير.
زيجة وحيدة
تزوج سمير صبري مرة واحدة من سيدة إنجليزية تدعى "مورين"، دون علم أهله، وقد تعرف عليها عندما كان يعمل معلما بالمدرسة الإنجليزية بالأسكندرية، وكان طالباً بالفرقة الثانية بكلية الآداب وانجب منها ابنه الوحيد "جلال"، الذي يعمل طبيباً في لندن.