لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ليست الحرف التراثية ضمن «مهرجان الشيخ زايد 2023» في منطقة الوثبة بأبوظبي، مجرد عرض للصناعات التقليدية، وإنما إطلالة على جهود الأجداد وكفاحهم وإبداعهم وإظهار قدرتهم على إيجاد أدوات تعينهم على العيش والعمل على الاستدامة، عبر فتح باب التعلم لمختلف أفراد المجتمع، وذلك بمشاركة عدة جهات أدركت مبكراً قيمة هذه الحرف في المجتمع، وعملت على تطويرها من أجل أجيال المستقبل.
ومن هذه الجهات «الاتحاد النسائي العام» الذي دأب على المشاركة سنوياً في «مهرجان الشيخ زايد» الذي يجذب الزوار بفعالياته التثقيفية والترفيهية المتنوعة ضمن أجواء استثنائية.
ورش مفتوحة
تعمل الحرفيات ضمن ورش مفتوحة في قسم «الاتحاد النسائي العام» الذي يستعرض ما جادت به يد الصانعة الإماراتية من أشكال وألوان وعادات وتقاليد وطقوس، بينما يتيح الفرصة للزوار لتعلم بعض الحرف، موفراً مختلف المواد للسياح والأطفال وطلبة الجامعات الذين يوثقون إنجازاتهم عن التراث، والمصورين الذين يستثمرون هذه الفعاليات لالتقاط أجمل اللحظات.
عرض حي
ينبض قسم «الاتحاد النسائي العام» بالحياة، ويشكل لوحة بصرية بألوانه وأشكاله وحركة الحرفيات التي لا تتوقف، ممن يعملن بجد على غزل الصوف و«قرض البراقع» ودق أوراق الحناء وحرق البخور، حيث يستقبلن مختلف الجنسيات ضمن ورش مفتوحة للتعرف إلى تشكيلة كبيرة من مفردات التراث المحلي، والتي برعت فيها المرأة الإماراتية قديماً. واستطاعت الحفاظ عليها ونقلها للعالمية من خلال جهود إدارة الصناعات التراثية في «الاتحاد النسائي العام».
الحياة الاجتماعية
ضمن أجواء تفاعلية، تقدم الحرفيات الحرف التراثية المرتبطة بالبيئات الإماراتية الغنية، حيث تعمل كل سيدة على حرفة، متألقة بزيها التراثي وبحليها التقليدية، ما يقدم صورة متكاملة عن الحياة الاجتماعية التي ارتبطت بالمهن. كما تعكس دور المرأة الإماراتية في البناء والتنمية، حيث أسهمت في التعامل مع البيئة والمواد الطبيعية، وأنتجت رصيداً ثقافياً وحضارياً وإنسانياً للمجتمع. كما أن دعم وإحياء هذه الحرف يعتبر دعماً للخصوصية الثقافية التي تميز المجتمع الإماراتي.
55 حرفية
وقالت شامية حسين المشرفة على قسم «الاتحاد النسائي العام» في «مهرجان الشيخ زايد» إن أكثر من 55 حرفية من مركز الصناعات، يشاركن في الحدث ويتناوبن على الحضور، كما يستعرضن مهاراتهن في صناعة مجموعة واسعة من الحرف التراثية الإماراتية المتنوعة، بما فيها التلي والبادلة وقرض البراقع والسدو وسف الخوص وغزل الصوف، وسواها من الحرف التي برعت فيها المرأة الإماراتية، لإظهار جانب من العادات والتقاليد، عبر عرض «زهبة العروس» و«دق الحناء» و«صناعة الدخون والبخور»، وما ارتبط بها من طقوس، كالعمل عليها في جماعات والمشاركة في إحياء المناسبات السعيدة والتعاون والتكافل السائد في المجتمع.
مخزون من الحرف
وأشارت شامية إلى أن القسم يقدم ورشاً وعروضاً حية أمام الجمهور للاطلاع على المخزون الإماراتي من الحرف التي تقدم لمحة عن فن العيش الإماراتي قديماً، وارتباطها بالحياة الاجتماعية. وعن الهدف من المشاركة قالت إنها تعمل على للتعريف بالحرف التراثية والتوعية بأهمية الحفاظ عليها ونقلها للأجيال، من سنع وتراث وتواصل، وتبادل المعارف مع الحرفيين من الدول المشاركة.
وأضافت: يمنحنا «مهرجان الشيخ زايد» فرصة عرض نماذج من موروثنا المحلي، ويفتح لنا باب التواصل المباشر بين ثقافات وحضارات العالم على أرض أبوظبي.
تصاميم بديعة
يستعرض قسم «الاتحاد النسائي» الغني بالمنتجات، العديد من الحرف التراثية، من غزل الصوف وقرض البراقع. وفي الوقت نفسه تعمل الحرفيات على صناعة العديد من المنتجات الجديدة ضمن ورش عصرية تقليدية بتصاميم بديعة، في إطار إيجاد صيغة مناسبة لتعليم الحرف للجيل الحالي ونقلها في قالب إبداعي، حيث تتزين الحقائب بالسدو والخوص والتلي.