خولة علي (أبوظبي)
ميثا مبارك رحّالة تهوى المغامرات، حيث اتخذت منها وسيلة لنشر ثقافة التسامح والتعايش بين شعوب العالم، والقيام بأعمال إنسانية وتطوعية في عدة دول آسيوية وأفريقية. هي مدربة للباحثين عن التوازن والطمأنينة، إلى جانب تأسيسها فريق «ون دبي ون» النسائي للدراجات النارية والمغامرات، وهي عضوة في اتحاد الإمارات للسيارات والدراجات النارية، وفريق ملاك دراجات، بالإضافة إلى مشاركاتها كمتسابقة في سباق دبي الدولي للسيدات والشارقة للسيدات، مما أكسبها القوة والثبات والصبر والقدرة على مواصلة نهجها في تقديم يد العون للمحتاجين من المجتمعات الفقيرة.

رحلات إنسانية
رحلاتها الإنسانية إلى عدة دول آسيوية هي بمثابة قراءة دقيقة في واقع حياة المجتمعات واحتياجاتها. وعن تجربتها تقول: قمنا بزيارة بعض المراكز الخيرية ودور الأيتام، التي ترعاها وتشرف عليها بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية في الدولة، كما قمنا بزيارة بعض المعالم الأثرية ودور الرعاية الاجتماعية، والقيادة على الطرق الداخلية والدولية بعد أخذ نصائح سفارات الدولة في هذه الدول حول أكثر الطرق سلامة وأماناً. وتتابع: تمت هذه الرحلات بالتنسيق مع فريق رحالة الإمارات برحلة خيرية على «الركشة» ذات الـ3 عجلات، وهي وسيلة للتنقل في بعض الدول مثل الهند ومصر وتايلاند، وقد انطلقنا بخط سير بدأ من تايلاند إلى ماليزيا فسنغافورة وبعدها الهند، ثم قمنا بشحن «الركشة» بحراً إلى الدولة، وذلك استعداداً للتوجه إلى سلطنة عمان والمشاركة في مهرجان مسقط. وتسرد أنه بعد حصولها على رخصة قيادة الدراجة النارية في عام 2015، انتابها شعور بالحرية والانطلاق، وكان الأمر أشبه بالتحليق من دون قيود، بخفة وثبات.
سلامة الدراجة
وعن استعدادها لأي رحلة، تتحقق ميثا مبارك من سلامة الدراجة من خلال فحص الزيوت والإطارات والمكابح والأضواء والسلسلة، والتخطيط للمسار باستخدام التطبيقات وخرائط GPS، والتحقق من حالة الطرق والطقس على طول المسار، مع تحديد مواقع محطات الوقود والمطاعم والفنادق على الطريق. وتقول: أتأكد من التجهيزات الشخصية، كالملابس المناسبة والواقية للقيادة مثل الخوذة والقفازات، وحمل أدوات الإسعافات الأولية، والهاتف الذي يعمل بالأقمار الصناعية، وبطاريات إضافية، كما أتحقق من صلاحية الوثائق مثل جواز السفر ورخصة القيادة ورخصة الدراجة النارية، حيث إن التحضير الجيد هو مفتاح المغامرات الناجحة والآمنة.
فوائد نفسية
وتذكر ميثا أن قيادة الدراجة النارية تجلب شعوراً بالمغامرة، مما يفيد الصحة النفسية، كما أن الأمر يتطلب توازناً جسدياً يسهم في تحسين اللياقة البدنية للفرد، وكذلك المشاركة المجتمعية في الفعاليات والمناسبات المختلفة لقائدي الدراجات النارية، وهي فرصة للاستمتاع بالطبيعة خلال القيادة بين المناطق المختلفة بالدولة وخارجها، مما يضيف الكثير من القيمة لحياة الفرد اليومية. وتقول: قيادة الدراجات النارية يمكن أن تكون للنساء، طالما أننا نلتزم باللباس المحتشم، حيث إنها هواية مشتركة، وعن نفسي لم أواجه أي تحدٍّ في قيادتي، فالكثير من الفتيات يقدن الدراجات النارية كهواية فردية أو ضمن مجموعات نسائية.

التعامل مع الأعطال
عن تعاملها مع أي عطل في الدراجة أثناء رحلاتها تقول: أقوم أولاً بإيقاف الدراجة بأمان على جانب الطريق بعيداً عن حركة المرور، مع الحفاظ على الهدوء حتى أتمكن من اتخاذ القرار الصحيح، ثم أقوم بفحص سريع للدراجة لتحديد مصدر المشكلة، مثل الإطارات والمحرك أو الأنظمة الكهربائية.
وإذا عجزت عن حل المشكلة، أتصل بخدمة الطوارئ أو بورشة إصلاح متخصّصة للمساعدة.
كما أن الصيانة الدورية مهمة لقائدي الدراجات النارية للمحافظة على سلامتهم، والتعامل مع المشكلات التقنية أثناء القيادة يتطلب مزيجاً من المعرفة والأدوات المناسبة والهدوء لضمان سلامة القائد وسلامة الآخرين على الطريق.
طموح
خاضت ميثا مبارك عدة رحلات بالدراجة النارية إلى دول الخليج العربي مثل عُمان والبحرين والكويت، وكذلك إلى دول آسيوية مثل الهند وماليزيا وسنغافورة وتايلاند، مع الالتزام بقوانين وأنظمة كل بلد، وأخذ الحيطة والحذر والتقيد بالإرشادات التي تحصل عليها من الجهات الرسمية للدولة المتواجدة فيها، وتطمح مستقبلاً للقيام بجولة في إيطاليا، وتحديداً عند جبل «ستيليفيو»، وهو عبارة عن ممر مرتفع في جبال الألب الشرقية الإيطالية، معروف بمنعطفاته الحادة ومناظره الرائعة.
مشاركات
شاركت ميثا مبارك في مهرجانات ومسابقات محلية وخليجية للدراجات النارية، في الكويت والبحرين وسلطنة عُمان. وتسعى إلى الترويج لثقافة الصحة النفسية من خلال الترحال وركوب الدراجات النارية، وهي مدربة رحّالة، حاصلة على شهادة «كوتش» من CTA للتدريب الشخصي والتحويلي بمعايير ICF من «الاتحاد الدولي للكوتش».