الأحد 16 يونيو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ماكرون «يعترف» بمسؤولية فرنسا في إحدى أكبر مآسي أفريقيا

ماكرون يضع إكليل زهور على نصب الإبادة الجماعية
27 مايو 2021 18:12

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، «بمسؤوليات» فرنسا في أحد أكبر الأحداث المأساوية التي عرفتها أفريقيا خلال القرن الماضي.
وقال ماكرون في العاصمة الرواندية كيغالي: «بوقوفي بجانبكم اليوم بتواضع واحترام، جئت للاعتراف بمسؤولياتنا» في حملة إبادة «التوتسي» في 1994 في رواندا من قبل المتطرفين الهوتو.
بعد هذا الاعتراف، وعد الرئيسان الفرنسي والرواندي، اليوم الخميس، باستئناف العلاقات «القوية وغير القابلة للعكس» بين بلديهما.
 وأكد ماكرون، في الوقت نفسه، أن فرنسا «لم تكن شريكة» في الإبادة التي أوقعت أكثر من 800 ألف قتيل.
ورحب الرئيس الرواندي بول كاغامي بخطاب ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك، معتبراً أنه ينم عن «شجاعة هائلة» و«أهم من اعتذار».
وبرر إيمانويل ماكرون موقفه بالقول إن «الاعتذارات» التي يرغب فيها سياسيون فرنسيون أيضاً «ليست مناسبة» وأنه يفضل «الاعتراف بالوقائع». وأضاف أنه بالنسبة للصفح فـ«لست أنا من أمنحه».
وألقى ماكرون كلمته التي كانت تنتظر بترقب كبير في مستهل زيارته الأولى إلى رواندا، بعدما توجه إلى نصب الإبادة الجماعية على إحدى تلال كيغالي، حيث ترقد رفات 250 ألف شخص من أصل أكثر من 800 ألف قتلوا في الإبادة. وقال إنه يأمل أن يتمكن «الذين عبروا الليل» من أن «يغفروا لنا».

  •  الرئيس الرواندي بول كاغامي يستقبل نظيره الفرنسي ماكرون
    الرئيس الرواندي بول كاغامي يستقبل نظيره الفرنسي ماكرون

وأعرب عن أسفه لأن فرنسا «فضلت لزمن طويل الصمت على النظر إلى الحقيقة».
كان الهدف المعلن لإيمانويل ماكرون «استكمال» تطبيع العلاقات مع رواندا بعد «27 عاماً من المسافة المريرة (...) من عدم الفهم والمحاولات الصادقة ولكن الفاشلة للتقارب».
وسبق أن أقر الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، أول رئيس فرنسي زار كيغالي منذ الإبادة الجماعية، بـ«أخطاء جسيمة» و«نوع من التعامي» من جانب السلطات الفرنسية، كانت لهما «عواقب مأسوية تماماً».
غير أن ماكرون أشار إلى أن فرنسا «لم تكن متواطئة» مع مرتكبي الإبادة، وهو ما أكده تقرير أُعد تحت إشراف المؤرخ فينسان دوكلير وصدر في مارس الماضي.
وقال ماكرون: «القتلة الذين كانوا يسكنون المستنقعات والتلال والكنائس لم يكن لهم وجه فرنسا. الدماء التي أريقت لم تكن عاراً على أسلحة ولا أيدي جنودها الذين شاهدوا هم أيضاً بعيونهم الفظائع التي لا توصف، وضمدوا الجروح وكبتوا دموعهم».
لكنه تابع: «في اليوم التالي، بعدما وجد مسؤولون فرنسيون الوضوح والشجاعة لتوصيف ما جرى بالإبادة، لم تحسن فرنسا استخلاص النتائج المناسبة».
ورأى أن بلاده «إذ أرادت منع وقوع نزاع إقليمي أو حرب أهلية، فهي وقفت فعلياً بجانب نظام ارتكب إبادة. وبتجاهلها الإنذارات الصادرة عن المراقبين ذوي الرؤية الأكثر وضوحاً، إنما تحملت مسؤولية فادحة في تسلسل أحداث قاد إلى الأسوأ، في حين كانت تسعى تحديداً لتداركه».
وكانت مسألة دور فرنسا قبل وخلال الإبادة الجماعية التي أوقعت أكثر من 800 ألف قتيل غالبيتهم الكبرى من التوتسي بين أبريل ويوليو 1994 بحسب الأمم المتحدة، موضع خلاف كبير على مدى سنوات بين البلدين، قادت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما بين 2006 و2009.

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©