عدد اليوم
أحمد مراد (غزة، القاهرة)
أوضح مسؤول الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، سليم عويس، أن غزة تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعيش الأطفال في ظروف لا تُحتمل نتيجة الحرب المستمرة، مشيراً إلى أن أكثر من 71 ألف طفل و17 ألف امرأة بحاجة عاجلة إلى علاج من سوء التغذية الحاد، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية، وصعوبة إيصال المساعدات.
وبيّن عويس، في تصريح لـ «الاتحاد» أن الحرب خلفت آثاراً مدمرة على الأطفال، حيث قُتل وأُصيب أكثر من 50 ألف طفل منذ اندلاع الحرب، في أكتوبر 2023، بمعدل 83 طفلاً يومياً، لافتاً إلى أن الآلاف من الأطفال تعرضوا لصدمات نفسية حادة، نتيجة فقدان الأهل أو المنزل أو التهجير القسري، وأصبحوا محرومين من حقهم الأساسي في التعليم واللعب.
وأوضح عويس أنه في ظل هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة، تواصل منظمة «اليونيسف» تقديم الدعم المنقذ للحياة في غزة، بما يشمل المياه النظيفة لآلاف الأسر، والعلاج العاجل لحالات سوء التغذية، إضافة إلى دعم وحدات العناية المركزة الخاصة بالأطفال الخدج من خلال تزويدها بأجهزة التنفس الصناعي اللازمة لإنقاذ حياتهم.
ونوه بأن المنظمة توفر دعماً نفسياً واجتماعياً لآلاف الأطفال المتضررين من الصدمات النفسية العنيفة، جراء ما يشهدونه من دمار وفقدان، إلى جانب توفير مساحات تعليمية مؤقتة بهدف حماية حق الأطفال في التعليم، ولو في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
وقال المسؤول الأممي، إنه رغم هذه الجهود الإنسانية المتواصلة، فإن ما يُقدم لا يمثل إلا نقطة في بحر هائل من الاحتياجات المتزايدة، لافتاً إلى أنه مع استمرار حظر إدخال المساعدات لفترة طويلة، باتت الاستجابة الإنسانية مهددة بشكل خطير.
وأضاف أن أطفال غزة، الذين يمثلون الوجه الأشد هشاشة في هذه المأساة، بحاجة ماسة إلى الحماية الفورية، وإلى السماح العاجل بدخول المساعدات الأساسية من غذاء وماء ودواء ومستلزمات حياتية أخرى، إضافة إلى حاجتهم إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وشدد عويس على أن الواجب الأخلاقي والإنساني يفرض على الجميع أن يتحركوا فوراً، من أجل وقف هذه الكارثة ورفع المعاناة عن سكان غزة، وخاصة أطفالها الذين يدفعون ثمناً باهظاً.
