مرة أخرى تتفوق دولة الإمارات بإنجاز جديد غير مسبوق على مستوى المنطقة.. وذلك بالإعلان عن أول خط إنتاج للقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم العربي، حيث أطلق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي وانغ يي مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، المشروع المشترك «علوم الحياة وتصنيع اللقاحات» في دولة الإمارات العربية المتحدة بين مجموعة «جي 42» الإماراتية ومجموعة سينوفارم CNBG الصينية.
ويعبّر هذا المشروع الرائع والضخم عن رؤية إماراتية طالما كانت سبّاقة إلى تحقيق الإنجازات، دون انتظار للآخرين لكي يوافقوا على حجز اللقاح وتوريده، وما إلى ذلك من إجراءات طويلة يضر انتظارها بالأرواح والاقتصاد. والإمارات من خلال هذه الخطوة الجبارة، اختصرت الكثير من الإجراءات وخطت خطوات عملاقة على صعيد الصحة وصناعة اللقاحات التي أصبحت موضوع الساعة بالنسبة للعالم كله. وقد بنت دولة الإمارات رؤيتها في هذا المشروع على ما يجري في الساحة العالمية، وحللت الموقف برمته ونظرت إلى الأمر من مختلف الزوايا ولم تقف عند نقطة محددة تنتظر فيها انجلاء الوباء الذي دخل عامه الثاني.. وهو أمر لم تتقبله ضمن رؤيتها الصائبة إلى المستقبل، حيث توصلت إلى نتيجة مفادها ضرورة التحرك لمواجهة الأوضاع الحالية في العالم، ولم تأْل جهداً في هذا الصدد، فكانت خطوتها الأخيرة خطوة نوعية بحق على الصعيد الطبي في المنطقة، إذ حجزت لها مكاناً مرموقاً بين الدول المتقدمة، ووضعت بذلك نفسها على خريطة العالم المتقدم في مجال البحث العلمي والصناعات الدوائية والتقنيات الطبية المتطورة. 
ومن ناحية أخرى، نقول بأن مجرد وضع هذا المشروع ضمن أولويات الدولة في المرحلة الحالية، لهو مؤشر مطمئن إلى أنها تسير على خطى واثقة وتعمل لصالح شعبها والإنسانية بما تحققه من نجاحات كبيرة ومتواصلة بإذن الله. وفي نفس الوقت فإن هذا المشروع يشكل تجربة جديدة ستؤسس لخطوات أخرى متقدمة لها أهميتها في المستقبل القريب.. وذلك لأن المرحلة القادمة تتطلب إنشاء وإطلاق مشاريع مثل هذه. 
لذا لابد أن نشعر بالفخر ونحن نرى تدشين أول خط إنتاج للقاح المضاد لكورونا المستجد، الأمر الذي ستكون له آثار إيجابية كبيرة للغاية على دولة الإمارات والمنطقة والعالم. 

*كاتب كويتي