جاء يوم الثلاثاء، أول من أمس، السادس من أبريل، حاملًا بين طياته ملمحًا مبهجًا وإنجازًا غاية في الأهمية والتأثير في حاضر دولة الإمارات العربية المتحدة ومستقبلها. ففي ذلك اليوم كانت انطلاقة «عام الخمسين»، وفيه كذلك أُعلِن بدء التشغيل التجاري لـ«براكة»، أولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي؛ إذ كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، تدوينة على صفحته في «تويتر» قائلًا: «بفضل الله، تتواصل إنجازاتنا في الوقت الذي نحتفي فيه بالعام الخمسين.. اليوم يبدأ التشغيل التجاري لأولى محطات (براكة) للطاقة النووية السلمية.. إنجاز عربي تاريخي، نثمّن دور شباب الوطن الذين يقودون مستقبل الإمارات في القطاعات الحيوية». لقد كان إنشاء محطات براكة الأربع، وبدء أولى محطاتها التشغيل التجاري، محصلة جهود حثيثة استمرت نحو 12 عامًا، وشارك فيها أبناء دولة الإمارات وبناتها بعدد وصل إلى 2000، إلى جانب خبراء وعلماء، عملوا على مساعٍ مبتغاها توفير احتياجات المواطنين والمقيمين من الكهرباء، وحققوا إنجازًا تنمويًّا كبيرًا، جسّد قدرة الدولة وأبناءها على مواجهة التحديات، بإمكانيات عدة سرّعت الانتقال إلى المستقبل، باقتصاد معرفي وظّف التكنولوجيا، وحقق التحول إلى بيئة رقمية أوجدت بدائل مبتكرة أسهمت في توفير بيئة مستقرة وتنافسية. وببدء التشغيل التجاري لأولى محطات «براكة» للطاقة النووية السلمية، فإن دولة الإمارات تدشّن بذلك مرحلة جديدة من عمرها، تتمثّل في إنتاج طاقة كهربائية صديقة للبيئة، وتسهم بفاعلية في مواجهة تداعيات التغير المناخي عالميًّا، وتعزز في الوقت نفسه مسيرتها في التنمية المستدامة، في تأمين إمدادات موثوق بها من الطاقة النظيفة، الأمر الذي يؤكد عمق رؤية القيادة الرشيدة التي حرصت على توفير كل الإمكانات اللازمة لاحتضان أول محطة طاقة نووية سلمية على المستوى العربي، يعوّل عليها في إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة. كما يؤكد بدء التشغيل التجاري لأولى محطات «براكة»، والذي يتزامن مع النمو المتوقع في الحركة التجارية والصناعية، وإطلاق الدولة استراتيجيات ومشروعات تنموية ضخمة تدعم مسيرة التطور، وتحقق المزيد من الازدهار والرفاه للمجتمع، نجاح المساعي الحثيثة نحو صياغة مسيرة مستقبلية، تقوم على التناغم والتكامل مع مستهدفات التنمية المستدامة، عبْر الحفاظ على الموارد، وضمان استدامتها للأجيال القادمة، وجعل الطاقة النظيفة أحد أبرز القطاعات التي تعزز نمو الاقتصاد الوطني وتنميته، ونجاح استراتيجيات الدولة في التنوع الاقتصادي القائم على الابتكار والإبداع، والهادف إلى ترسيخ صورة الدولة في التميز والريادة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.