ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها دولة الإمارات العربية المتحدة مع «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، الذي تمثّل أخيرًا بتعاونهما في تنفيذ أهداف حملة «100 مليون وجبة»، بهدف توصيل المعونات الغذائية إلى فلسطين ومخيمات اللاجئين في الأردن وبنغلاديش طوال شهر رمضان، فلطالما كان هذا «البرنامج» مؤمنًا بمبادرات دولتنا التي تعنى بتأمين الشعوب بحاجاتهم الأساسية من الغذاء، وداعمًا لكل برامجها الإنسانية التي تنطلق من أرض الإمارات للعالم أجمع، في أوقات الأزمات والطوارئ.
دولة الإمارات التي أقامت مع «برنامج الأغذية العالمي» جبهة موحدة ضد جائحة كورونا، عبر الجسر الجوي الذي أُطلق خلال العام الماضي، الذي ربط بين الدولة وبين مواقع رئيسية في أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا، لمواجهة كورونا في أكثر من 100 دولة، تؤكد مواصلتها تفعيل الشراكات مع الجهات والمؤسسات الأممية المتخصصة، حتى تحقق مستهدفاتها الإنسانية في تقديم الدعم وتأصيل قيم وممارسات التضامن، من خلال تقديم المعونة إلى محتاجيها في كل مكان، وخصوصاً الأشد حاجة إلى الغذاء والدواء.
لقد أثبتت قيادتنا الرشيدة أنها لا تفكّر في تحسين حياة أفراد مجتمع دولة الإمارات فحسب، وإنما تستمر في الاهتمام بتحقيق ذلك المبتغى لشعوب العالم في كل مكان، من خلال توفير الدعم والمساعدة لها، وتأمينها بشتى الإمدادات الإنسانية، وخصوصًا ما يقع ضمن القطاعات الغذائية والصحية، ليعبِّر تعاونها الأخير مع «برنامج الأغذية العالمي» من أجل توزيع الغذاء على دول عدّة خلال الشهر الكريم على مستحقيه، عن إصرارها على حفظ كرامتهم ومنحهم الطمأنينة بأن لهم إخوة في الإنسانية لا يتركونهم يصارعون ألم العوز والحاجة.
إن حملة «100 مليون وجبة» التي انطلقت بداية الشهر الكريم، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف إطعام الطعام خلال شهر رمضان في 20 دولة في المنطقة، ثم زادتها إلى 30 دولة، حققت في الأيام الأولى من انطلاقتها نسبة كبيرة من أهدافها، فوصلت طرود الغذاء إلى دول عدّة، أهمها الأردن وباكستان ومصر، ووزِّعت على الأسر المتعفّفة والأقل دخلا والأرامل والأيتام واللاجئين، رافقها تدفق في المساهمات بشكل فاق التوقعات، مما يؤكّد أن الخير وأهله كثيرون داخل دولة الإمارات وخارجها، وأن أصحاب الإحسان على تواصل مستمر مع مبادرات دولتنا الإنسانية في مدِّ يد العون للمحتاجين ونشر قيم التضامن والخير، بما يكرّس قيم العطاء ويساعد المستفيدين على الوصول إلى نظام غذائي متنوع ومغذٍّ خلال الشهر الفضيل.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية