تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالم الاحتفاءَ بـ«اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل»، الذي يصادف الـ28 من أبريل من كل عام، إيماناً منها بضرورة حماية العاملين في المنشآت كافة، وتأمين كل الظروف التي تضمن لهم الصحة والسلامة، بوصفهما حقاً أساسيّاً من حقوقهم الإنسانية، وركناً مهمّاً من أركان تعزيز الصورة الناصعة للدولة ومكانتها الجاذبة لكل من يرغب في العيش والعمل والإقامة فيها، وخصوصاً ذوي المهارات والخبرات والموهوبين.
ويصادف الاحتفاء بـ«اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل»، هذا العام، مرور العالم بأزمة صحية كبيرة، تتمثل في انتشار جائحة «كورونا»، ولذلك يركز الاحتفاء بهذه المناسبة هذا العام على معالجة تفشي الأمراض المعدية في مكان العمل، لاسيما جائحة «كوفيد–19». ولضمان سلامة العاملين، بذلت دولة الإمارات جهوداً كبيرة في مجال حماية العاملين، منذ بدء الجائحة، فكثّفت من فحوص الكشف على الفيروس، وأقرّت تعليمات وتدابير احترازية، كاعتماد العمل عن بعد، كليًّاً أو جزئيّاً، والتباعد الجسدي، وتوفير الكمامات وأجهزة قياس الحرارة، وتعقيم المنشآت، والعديد من الإجراءات التي توفر الحماية للعاملين.
وقبل انتشار وباء «كورونا، أقرت دولة الإمارات تشريعات وأنظمة وفّرت الحماية للعاملين وضمنت لهم السلامة في مكان العمل، إذ تتحدث المواد من 91 إلى101 من قانون العمل الإماراتي عن الأحكام الخاصة بسلامة العمال ووقايتهم ورعايتهم الصحية. ووفقاً لوزارة الموارد البشرية والتوطين، فإن ساعات العمل للأعمال التي تُؤدَّى تحت الشمس، وفي الأماكن المكشوفة، تم تحديدها، إضافة إلى مسؤولية مَن يقوم بتشغيل العمال عن توفير مكان مظلل للراحة، خلال فترة توقفهم عن العمل.
وإضافة لذلك، فإن الدولة تفرِض تغطية إجبارية لموظفي القطاعين العام والخاص كافة، مواطنين كانوا أم مقيمين، وإلزام أصحاب العمل بتكليف طبيب أو أكثر لفحص عمّاله المعرّضين لخطر الإصابة بأحد الأمراض المهنية التي حددتها الوزارة، دوريّاً، من دون إغفال توفير وسائل الوقاية التي تحمي العمال من الأمراض المهنية، أو أخطار الإصابات الناجمة مثلاً عن الحريق أو استخدام الآلات، التي قد يتعرضون لها، في أثناء تأديتهم أعمالهم، فضلاً عن إلزام المؤسسات بتوفير صناديق للإسعافات الطبية مزودة بالأدوية والأربطة والمطهرات.
إن اهتمام دولة الإمارات والتزامها بتوفير تدابير الصحة والسلامة للعاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة، وتطوير آليّات مستدامة لضمان تحسين السلامة والصحة المهنية، كل ذلك يأتي في إطار توفير بيئة عمل آمنة وصحيّة للعاملين، وتقديم كل المحفّزات التي تشجعهم على القيام بأعمالهم بإخلاص وكفاءة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية