قبل أيام خرج علينا البرلمان الأوروبي عبر تقريره الممتلئ بالتناقضات والادعائات والأخطاء، منتقداً وضع حقوق الإنسان ووضع العمال في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومتجاهلاً بشكل متعمد وسافر الإنجازات النوعية والمهمة للدولة في مجال حقوق الإنسان والحريات بشكل عام، في محاولة بائسة ويائسة منه لتشوية سمعة ومكانة دولة الإمارات وإنجازاتها الإنسانية والأخلاقية العالمية، والتي يعجز عنها البرلمان الأوروبي نفسه ومن يمثله من دول أو تنظيمات أو أحزاب.
لقد سقط تقرير البرلمان الأوروبي، وطاشت سهام من يتغنون بحقوق الإنسان من جماعات وتنظيمات لا تعرف عن حقوق الإنسان إلا اسمه، وارتفعت أصوات أبواقهم يرمون اتهاماتهم الباطلة شمالاً ويميناً، وكان آخرها ما اتحفنا به أحد المرتزقة الحاقدين والذي ينتمي، كما يدعي، لأحد المراكز الأوروبية التي تصف نفسها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، مطالباً بمحاسبة دولة الإمارات، وهو يعلم علم اليقين بأن الإمارات تجعل من احترام حقوق الإنسان أولوية قصوى وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، كما وتلتزم بإجراء تحسينات مستمرة على قوانينها وممارساتها، مستندة في ذلك على ثقافتها وقيمها الدينية والعربية التي تكرس مبادئ العدالة والمساواة والتسامح.
إن «السحر انقلب على الساحر»، فكان إطلاق هذا التقرير وتلك التهم فرصة ليعرف من كتب ذلك التقرير، وليفهم ذاك المأجور ومن هم على شاكلته من هي الإمارات، وما هي مكانتها الإنسانية، وحجم المحبة التي تحظى بها في قلوب جميع شعوب العالم، وحسبنا أن أول من استنكر ذاك التقرير ورفض تلك التصريحات هم زعماء وشعوب ومنظمات ومؤسسات دول أوروبا، والذين فاضت كلماتهم بالمشاعر الجياشة تعبيراً عن حبهم وتقديرهم لدولة الإمارات وما قدمته من أعمال إنسانية صادقة ومخلصة لمختلف دول العالم بما فيها دول أوروبا ومواطنيها، خاصة في أزمة «كورونا» وتداعياتها المختلفة.
لقد استطاعت دولة الإمارات وخلال العقود الخمسة الماضية، بفضل قيادتها الرشيدة، أن تصنع ما عجزت عنه الكثير من الدول المتقدمة، وأن تتبوأ مكانة متميزة ومتفردة على الخريطة العالمية في مجال العمل الإنساني وحقوق الإنسان، حتى أضحت عنواناً بارزاً للخير والعطاء، ونموذجاً يحظى بالاعجاب والتقدير على مختلف المستويات في التضامن والتكاتف واحترام الآخر. فالإمارات صاحبة رسالة إنسانية وأخلاقية لا تعرف الحدود أو الحواجز، ومبادراتها لا تتوقف من أجل مواجهة التحديات الناجمة عن الكوارث والأزمات والأوبئة العابرة للحدود، ولهذا فإن صورتها تترسخ في العالم، باعتبارها عاصمة العالم الإنسانية بامتياز.
ولعل مبادرتها لمساعدة مختلف دول العالم، رغم التباينات السياسية معها، على احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، وتحركها لإجلاء مجموعات كبيرة من مختلف الجنسيات سواء من أفغانستان أو الطلبة والمقيمين العرب من مدينة ووهان الصينية، ونقلهم إلى المدينة الإنسانية في أبوظبي ورعايتهم والتكفل بكافة احياجاتهم في الدولة، هو خير تجسيد لرسالتها الإنسانية والحضارية التي تدفعها دوماً إلى التحرك لاحتواء الأزمات والكوارث الإنسانية التي تواجه البشر في كل مكان، بغض النظر عن أي اعتبارات تتعلق بالعرق أو الثقافة أو الدين أو الخلافات السياسية، لا يحكمها في ذلك سوى إيمانها بقيم التضامن والتعاون الإنساني في كل ما يخدم البشرية.
لقد تجاوز قرار البرلمان الأوروبي بشأن حقوق الإنسان في الإمارات الحقائق، فهو لا يعكس الواقع الحقيقي في الدولة، سواء على صعيد التشريعات أو الممارسات، بل يعكس عدم وعيه مما يجري على أرض الواقع في الدولة، فهو هجوم بغرض الهجوم دون وجه حق ودون الاستناد إلى أي حقائق أو ممارسات على أرض الواقع، ودون الرجوع إلى الجهات الرسمية وغير الرسمية في الدولة.
إننا جميعاً نعلم أن الأشجار اليانعة والمثمرة هي التي يرميها الجاهلون والحاقدون بحجارتهم، ولذا لم تزدنا هذه الأكاذيب وتلك التناقضات إلا حباً وثقة بدولة الإمارات وما تقدمه للإنسانية جمعاء، فلا ينكر فضل الإمارات وقيادتها الرشيدة إلا جاحد أو حاقد، فهي وطن للانسانية والأخوة ورمز للاعتدال والتسامح واحترام حقوق الإنسان، والجميع يعلم ما قدمته لخدمة الإنسانية في شتى بقاع الأرض.
لقد فات أصحاب هذا التقرير الهزيل أن دولة الإمارات متربعه في قلوب كل شعوب العالم، وأن العالم حينما يدافع عن الإمارات فإنهم يدافعون عن القيم والمبادئ والأخلاق والتسامح والإنسانية، عن الدولة التي نذرت نفسها لمساعدة وخدمة الإنسانية، عن السماحة والوطنية والاعتدال؛ لذا لم يكن غريباً بالنسبة لنا أن تهب شخصيات مرموقة ومنظمات عالمية وأفراد وجماعات في جميع أرجاء العالم لاستنكار هذا التقرير بما فيه من أكاذيب وافتراءات.