عندما توقف تطبيق «واتس آب» والتطبيقات الأخرى المملوكة لشركة فيسبوك في حوالي الساعة 11:40 صباحا بالتوقيت الشرقي يوم الاثنين، تلقى المتتبع عبر الإنترنت «داونديتكتور» (نظام أساسي عبر الإنترنت يوفر للمستخدمين معلومات في الوقت الفعلي حول حالة مواقع الويب والخدمات المختلفة) حوالي 14 مليون تقرير عن انقطاع الخدمة. عادت الخدمة تدريجياً إلى العمل في المساء. ولكن بالنسبة لعشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، الذين تعتمد حياتهم الشخصية والمهنية على«واتس آب»، كان توقف تطبيق المراسلة الفورية أكثر من مجرد إزعاج. برز تطبيق «واتس آب» كبديل شائع للرسائل النصية، لا سيما في الدول النامية حيث يمكن أن تكون خدمات الاتصالات باهظة التكلفة. غير أنه أكثر من مجرد منصة للمراسلة: في لبنان، على سبيل المثال، يمكن طلب إجراء اختبارات فيروس كورونا، وتلقي النتائج عبر تطبيق واتس آب.

وتقوم بعثة دبلوماسية فلبينية في الإمارات العربية المتحدة بتشغيل خط واتس آب الساخن للتواصل مع مواطنيها في ذلك البلد. ويمكن للمستخدمين في البرازيل استخدام دليل الأعمال التجارية داخل التطبيق للبحث عن الآلاف من مزودي المواد الغذائية وتجارة التجزئة. وفقا لتقرير اتجاهات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2020، الصادر عن مؤشر «جلوبال ويب»، فإنه في سبع دول، من بينها كينيا وماليزيا وكولومبيا، أكثر من 90% ممن تتراوح أعمارهم بين 16و64 عاما يستخدمون خدمة واتس آب شهريا. وقالت «ماريتزا فيليكس»، مؤسسة خدمة «كونيكتا أريزونا» ومقرها فينيكس، وهي مزود إخباري باللغة الإسبانية على تطبيق«واتس آب»، تقرؤه العائلات المهاجرة من أصل إسباني، إن العديد من جمهورها شعروا أن انقطاع خدمة «واتس آب» كان أقرب إلى انقطاع الحبل السري. بعد عودة الخدمة، كتب بعض المشتركين في مجموعة فيليكس أنهم «شعروا بالخوف والوحدة» أثناء سفرهم عبر الحدود الأميركية- المكسيكية أثناء انقطاع الخدمة، حيث تقدم لهم خدمة «كونيكتا أريزونا» معلومات مثل جداول عبور الحدود وتقارير حركة المرور.

وزادت أهمية التطبيق بشكل مؤكد أثناء جائحة كورونا. تدير مدينة بوينس آيرس، الأرجنتين، برنامجَ دردشةٍ آلياً عبر «واتس آب» يساعدُ على ربط الأشخاص بالمهنيين الطبيين للإبلاغ عن أعراض مرض كوفيد-19. وفي أبريل 2020، أطلقت وزارة الصحة العامة اللبنانية خدمة روبوتات الدردشة على واتس آب لتقديم آخر المستجدات حول حالة فيروس كورونا في البلاد. وأظهر مسح أجراه مركز بيو للأبحاث أن أكثر من أربعة من كل خمسة بالغين في لبنان يستخدمون تطبيق واتس آب، مما يجعل التطبيق أكثر المنصات استخداما في بلد يواجه صعوبات اقتصادية شديدة.

وعندما حاولت بيروت فرض رسوم على المكالمات التي يتم اجراؤها عبر تطبيق واتس آب في عام 2019، نزل المتظاهرون إلى الشوارع واشتبكوا مع قوات الأمن. وتم التراجع عن هذه السياسة بعد ساعات من المظاهرات. ونشر المتحدث باسم الحكومة التنزانية مقطع فيديو على تويتر حث فيه المواطنين على «التزام الهدوء» أثناء انقطاع خدمة واتس آب، وأضاف أن «جميع الخدمات الحكومية الأخرى المقدمة عبر الإنترنت لا تزال متاحة».

وفي الهند، أكبر سوق لتطبيق «واتس آب» من حيث عدد المستخدمين، تحول العديد من الأشخاص إلى خدمات أخرى بعد عدم تمكنهم من الوصول إلى المنصة في وقت متأخر من يوم الاثنين. خدمة «سيجنال» أشارت إلى أنها سجلت دخول «ملايين» المستخدمين الجدد أثناء انقطاع خدمة «واتس آب»، مشيرة إلى بعض المشاكل الخاصة بها التي كانت تحاول إصلاحها.

*آمي تشينج

  • كاتبة متخصصة في قضايا التقنية
  • ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»