يعدّ الأمن الغذائي الركيزة الأساسية للأمن القومي، ولذلك تعمل كل دول العالم على تعزيز أمنها الغذائي بشتى الطرق، ومن أبرزها تعظيم قدرتها على إنتاج المحاصيل الغذائية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتعاون مع الدول الأخرى لتأمين وارداتها الغذائية بكل سلاسة ويسر. 
ولقد طرحت قضية الأمن الغذائي نفسها بقوة مع جائحة «كوفيد- 19»، التي كان من ضمن تأثيراتها السلبية تضرر سلاسل التمويل والإمدادات، وحينها أدركت كل دول العالم الأهمية الحيوية لضرورة أن يكون لديها إنتاجها المحلي الكافي من الغذاء، وكذلك الدواء، حتى لا تكون فريسة لمثل هذه الظروف. 
وتدرك دولة الإمارات الأهمية الفائقة لتعزيز أمنها الغذائي، ولذلك اتخذت العديد من الخطوات المهمة في هذا السياق، لعل من أبرزها الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، التي تهدف إلى تعزيز منظومة الغذاء في الدولة، وضمان حصول الجميع على ما يكفي من الغذاء الصحي، والحفاظ على صحة المجتمع من خلال التغذية السليمة، ما يعدُّ وسيلة أساسية لوقاية المجتمع من مختلف الأمراض التي تظهر نتيجة أنماط التغذية غير الصحية. 
كما تبذل المؤسسات المعنية بالدولة جهودًا متواصلة لتعزيز تبنّي نظم غذائية صحية مستدامة لمصلحة أفراد المجتمع، ولترسيخ جهود الحفاظ على البيئة ودعم الاقتصاد الوطني، من خلال الاهتمام بأنماط إنتاج غذاء مستدامة وصحية. 
وقد حققت الإمارات نجاحات مهمة في هذا المجال، وهي تواصل مسيرتها في هذا الطريق معتمدةً على ما حققته من إنجازات على صعيد توظيف التكنولوجيا وفي مجال الابتكار. 
وفي إطار مساعيها المستمرة لدعم أمنها الغذائي، وقّعت دولة الإمارات خطاب نوايا مشتركًا ضم كلًّا من: وزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وجمعية الإمارات للطبيعة، ومنظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، ضمن فعاليات الاحتفال بيوم الأغذية العالمي، الذي أقيم أمس الأول السبت في «إكسبو 2020 دبي» بحضور معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وعبدالحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
ويمثل خطاب النوايا، الذي يتضمن فهم العوائق الحالية التي تحول دون اعتماد النظم الغذائية الصحية والمستدامة، وضمان فهم الجمهور المستهدف لأهمية النظم الغذائية الصحية والمستدامة، خطوةً مهمة للغاية نحو التعاون، من أجل الوصول إلى نموذج متكامل للتغذية، وهو ما تعمل دولة الإمارات على تعزيزه بالشراكة مع مختلف الأطراف المعنية، كما أكدت معالي مريم المهيري، في ظل إيمانها الكبير بأهمية هذه القضية.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية