تولي دولةُ الإمارات العربية المتحدة قطاعَ التعليم اهتماماً كبيراً، حيث أطلقت العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى تخريج جيل واعد يستشرف المستقبلَ ويتسلح بالإمكانات والمهارات التي تؤهله ليكون إحدى الركائز الأساسية في مسيرة الدولة في الازدهار والتنمية، وبرعاية من القيادة الرشيدة التي تؤكد ضرورةَ دعم المنظومة التعليمية وجعلها في مقدمة الأولويات، ليس على الصعيد المحلي فقط، بل امتدت لتصل إلى أنحاء العالم كافة، إيماناً منها بتأثيرها المهم في المسيرة التنموية والحضارية لأي دولة.

وانطلاقاً من هذه الرؤية دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أخيراً المرحلة التشغيلية الأولى لـ«المدرسة الرقمية» التي تعدّ أول مدرسة رقمية متكاملة، توفّر التعليم عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة، ويستطيع الطلاب الانضمام إليها أينما كانوا، مستهدفةً بالدرجة الأولى الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظّاً، واللاجئين في خمس دول، هي: مصر والأردن والعراق وموريتانيا وكولومبيا، ليستفيد منها في السنة الأولى أكثر من 20 ألف طالب، والمتوقع أن يصل عدد منتسبيها إلى مليون طالب خلال السنوات الخمس المقبلة. ولطالما اهتمت دولة الإمارات بالاقتصاد المعرفي والرقمي، فقد كانت من أوائل الدول العربية التي توجهت إلى هذا المجال منذ سنوات عدة، واستطاعت خلال فترة وجيزة تحقيق إنجازات متفردة، لتصبح النموذج الأبرز في المنطقة بتبنّي التكنولوجيا والأتمتة والتحول الرقمي على المستويين الحكومي والخاص، وهو ما أوصلها إلى تبوؤ المركز الأول عربيّاً والحادي عشر عالميّاً في مؤشر المعرفة العالمي 2021، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في ديسمبر الماضي.

كما حلّت الدولة ضمن مجموعة أفضل الدول على مستوى العالم في التحول الرقمي الحكومي، لتكون بذلك الدولة العربية الوحيدة في هذه المجموعة، وذلك وفقاً لتقرير النضج الرقمي الحكومي «GovTech» الصادر عن البنك الدولي لعام 2021، الذي يقيس مستويات نضج التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في تسيير العمل في القطاع الحكومي في 198 دولة.

ويُشار إلى أن اهتمام دولة الإمارات بتعزيز إمكاناتها في الاقتصاد الرقمي والمعرفي، توسّع ليشمل الدول العربية، سعياً منها إلى تأسيس جيل عربي واعد يؤمن بدور التكنولوجيا المتقدمة في رسم المستقبل، وهو ما تمثّل بمبادرة «مليون مبرمج عربي» إحدى أبرز مبادرات الدولة الرائدة في تعزيز قدرات الشباب بالأدوات والمهارات اللازمة لتعلّم لغة البرمجة واستخدامها في دعم جهود التنمية وبناء اقتصاد عربي يقوم على التنوع والمرونة، ويحقق المستهدفات التنموية بجدارة وكفاءة عاليتين.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.