تشارك دولة الإمارات المملكة العربية السعودية الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الـ92 الذي يصادف اليوم الموافق 23 سبتمبر، وسط احتفاء رسمي وشعبي كبير. وتحمل احتفالات الإمارات بالمناسبة شعار «معاً أبداً - السعودية - الإمارات» في تجسيد لعمق العلاقات الأخوية التي تربط بين القيادتين والشعبين الشقيقين، والتي تتعمق يوماً بعد يوم في ظل الحرص المتبادل من قِبل القيادة الرشيدة في كلتا الدولتين على تعزيزها وترسيخها.

وتشمل هذه الاحتفالات التي تقيمها دولة الإمارات قيام المعالم الرئيسة في الدولة والعديد من المؤسسات الرسمية والخاصة بتزيين مبانيها بألوان العَلم السعودي، فيما خصصت الجهات المعنية في مطارات الدولة ومنافذها البرية أختاماً خاصة بالمناسبة لاستقبال الأشقاء السعوديين القادمين إلى الدولة.

وفي الواقع، فإن العلاقات الإماراتية-السعودية تعدُّ نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء العرب، وقد شهدت هذه العلاقات خلال السنوات الأخيرة، على وجه الخصوص، نقلة مهمة بهدف تمتين التعاون القائم بين الطرفين ونقله إلى آفاق أرحب، وفي هذا السياق أعلنت الدولتان في عام 2016 تأسيس مجلس التنسيق السعودي-الإماراتي الذي يعمل على وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات المشتركة وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين.

وتواصل قيادتا البلدين برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، تعزيز تلك العلاقات وضمان الارتقاء بها إلى أعلى المستويات، الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في إحداث المزيد من دعم التعاون الثنائي في المجالات كافة، ومنها على سبيل المثال، المجال الاقتصادي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بلغ خلال النصف الأول من العام 2022 نحو 17.9مليار دولار، مقابل 16.8مليار دولار للفترة ذاتها من عام 2021، فيما بلغت نسبة نمو حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال النصف الأول من العام الجاري 6.6 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021.

وتستند العلاقات المتميزة بين الإمارات والسعودية إلى العديد من الركائز الراسخة التي تدعم تناميها وتطورها بشكل مستمر إلى آفاق جديدة، حيث تتطابق رؤية الدولتين في القضايا الإقليمية والدولية، ولكل منهما دور بارز في تعميق التعاون العربي المشترك تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتعدّ كلّ من أبوظبي والرياض ركيزتين أساسيتين للنظام الإقليمي الخليجي الذي يجسده مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسوف تواصل الدولتان تعزيز علاقاتهما الثنائية في ظل العديد من المصالح والروابط التاريخية والثقافية التي تجمعهما.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.