أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تستقبل «اليوم العالمي لأصحاب الهمم» الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، وهو يوم عالمي خُصّص من قِبل الأمم المتحدة منذ عام 1992، أنها دولة رائدة في دعم وتمكين أصحاب الهمم، وتوفير الرعاية الشاملة لهم بشكل استثنائي، ويتضح ذلك عبر تبنّي حوكمة السياسة الوطنية الخاصة بتمكين أصحاب الهمم، بما يضمَن لهم ولأُسرهم الحياةَ الكريمة، إضافةً إلى وجود ما يزيد على 80 مركزاً لرعاية وتأهيل هذه الفئة من أبناء المجتمع في أرجاء الدولة كافة، وما يزيد على 2000 فرد من العاملين في تلك المراكز والمنشآت.
وأفضت سياسة الدولة في تمكين «أصحاب الهمم» إلى توفير رعاية صحية شاملة، ومجموعة من الفحوص الطبّية في مراحل ما قبل وأثناء وبعد الولادة، للوقاية من الإعاقة، وتطوير بحوث ودراسات الإعاقات، والمتلازمات الوراثية، والأمراض النادرة التي تسبّب الإعاقة، وإطلاق برنامج وطني للكشف المبكر عنها.
كما أفضت هذه السياسة إلى تطوير نظام تعليمي في مجالات التعليم العام والمهني والعالي، وتوفير معلّمين ومتخصّصين في مختلف الإعاقات والمراحل، وافتتاح تخصّصات فرعية لتعليم «أصحاب الهمم» من قِبل الجامعات والمعاهد.
وفي مجال التأهيل المهني والتشغيل، وفّرت الدولةُ برامجَ تأهيل مهني تناسب مختلف الإعاقات، ومستوياتِ شدّتها، وتتناسب كذلك مع متطلّبات سوق العمل.
ولأن «الرقم واحد» بات علامة مسجّلة لدولة الإمارات، فقد تم تغيير مسمّى هذه الفئة العزيزة على قلوبنا إلى «أصحاب الهمم» بدلًا من ذوي الإعاقة، في أبريل عام 2017، تأكيداً على أن «إعاقة الإنسان هي عدم تقدّمه، وبقاؤه في مكانه، وعجزه عن تحقيق الإنجازات».
وعملت المؤسسات المعنية برعاية أصحاب الهمم، بشكل دائم، على الاهتمام بالمحور التعليمي وتطوير سياساته ومخرجاته، حيث نفّذت 156 مدرسة حكومية في دولة الإمارات مشروع الدمج التعليمي خلال العام الأكاديمي 2014-2015، كما بادرت «جائزة خليفة التربوية» بجعل أصحاب الهمم ضمن فئاتها المتعدّدة، وأشرفت مؤسسة الإمارات على برنامج سنوي لتقديم المنح الخاصة بدعم المؤسسات العاملة في مجال رعاية أصحاب الهمم في الدولة، بحيث يمكن للمؤسسات الوطنية المرخّصة العاملة في مجال رعاية أصحاب الهمم، والمؤسسات الصحية والأكاديميين والمهنيين، الاستفادة من هذه المنح. وقدّم برنامج «كفاءة» الذي أطلقته «مؤسسة زايد العليا» مبادرات تهدف إلى توفير خدمات الرعاية الاجتماعية والتعليمية والتأهيلية لأصحاب هذه الفئة بما يتوافق مع الممارسات العالمية.
إن الجهود كافة التي تكاتفت من أجلها مؤسسات الدولة، ما هي إلا تأكيد على أولوية أصحاب الهمم في أجندة السياسة العامة، ولمكانتهم المتميّزة التي يحظَون فيها بالتقدير والاحترام والاحتواء الكبير في الدولة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية