تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة، وضمن استراتيجياتها الرامية إلى تحقيق المستهدفات التنموية، على تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، بوصفه شريكاً استراتيجيّاً في مسيرة النهضة التي تشهدها، وصاحب دور فاعل في تحفيز النمو في القطاعات الاقتصادية الحيوية كافة.
ولأن الدولةَ تَعُدُّ مواطنيها شركاءَ أصيلين في عملية التنمية والتطوير، فقد أقرّت مجموعةً من الإجراءات والتشريعات والقرارات النوعية التي أسهمت في إدماجهم في القطاع الخاص، سواء كان الأمر من خلال التوجّه نحو تفعيل سياسات التوطين في هذا القطاع، أو منحهم مزايا لتحفيزهم على تأسيس أعمالهم، بما يمكّنهم اقتصاديّاً ويجعلهم على قدر عالٍ من الإبداع والابتكار.
وفي هذا السياق، يأتي قرار حكومة الإمارات العمل بعد أيام، وتحديداً في 2 يناير المقبل، على بدء تطبيق «إجازة التفرغ للعمل الحر» للمواطنين من موظفي الحكومة الاتحادية، بوصفه إحدى أهم الأدوات التي تندرج ضمن تمكين الكوادر والمواهب الوطنية، وتشجيعها على دخول عالم ريادة الأعمال، بما ينعكس إيجابيّاً على الاقتصاد الوطني، ويفتح البابَ على مصراعيه أمام منحهم أدواراً أكثرَ حيويةً خلال المرحلة المقبلة، التي تخطّط فيها الدولة لأن تكون الأفضلَ عالميّاً في المجالات كافة.
وجاء قرار «إجازة التفرغ للعمل الحر»، الذي اعتمده مجلسُ الوزراء، في يوليو الماضي، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ضمن مشاريع الخمسين، ليكون المبادرةَ الأولى من نوعها عالميّاً، التي تتفرّد الإمارات من خلالها باتخاذ قرار يحفّز العاملين في قطاعها العام على خوض تجربة تأسيس أعمالهم الخاصة، ومنحهم إجازة سنة واحدة مدفوعة الأجر في الوقت نفسه.
لقد أدركت دولة الإمارات أن أصحاب المواهب من المواطنين قادرون على صناعة اقتصاد قوي يوفر فرصَ عمل كثيرة، ويدرّ على أصحاب المشروعات منهم، دخلًا ماليّاً وفيراً، يعزز متانةَ الاقتصاد، من خلال تأسيس أعمال ومشروعات تتسق مع الرؤية الطموحة الخاصة بتنمية القطاعات غير النفطية، وجعلها مُسهِماً بارزاً في الناتج المحلي للدولة، وتدعم جهود تمكين الكفاءات الوطنية وتعزيز مهاراتها وقدراتها في مختلف المجالات.
إن اهتمام الدولة بتعزيز قطاع ريادة الأعمال يمثّل إحدى أهم الخطط الخاصة بـ«اقتصاد الخمسين المقبلة»، الذي يركّز بشكل رئيسي على تحفيز تنافسية القطاع، وتشجيع رواد الأعمال الطموحين على تأسيس مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة، عبر إطلاق مبادرات تفتح أمامهم خيارات أوسع لبناء مسيرتهم المهنية، التي تؤثر بالمحصلة في ترسيخ مكانة الإمارات وجهةً عالمية للاستثمار وريادة الأعمال.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية