أشارت مؤسسات مالية واقتصادية عالمية عدّة إلى حصول دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2022 على مراكز متقدّمة في تقارير التنافسية العالمية على اختلافها، الأمر الذي يؤكد نجاحَ استراتيجياتها التي أفضت إلى تحقيق نمو نوعي في اقتصادها، رغم التحديات التي واجهها العالَمُ، لاسيّما على الصعيدَين الاقتصادي والسياسي.
ورغم الأزمة الأوكرانية الروسية التي اشتعل فتيلها منذ فبراير 2022، وجائحة كورونا التي عصفت بالعالم منذ عام 2020، وما نجم عن ذلك من تداعيات اقتصادية صعبة، تتعلق بتزايد معدلات الفقر والتضخم والبطالة، وتراجع معدلات النمو العالمي، فإن الإمارات تمكنت من ترسيخ مكانتها التنموية العالمية وتحولت إلى نموذج اقتصادي رائد في القطاعات كافة، وهو أمر ناجم عن نهجها الاستباقي في التخطيط والإدارة، وتوجهاتها الاستشرافية القائمة على التحول لاقتصاد معرفي يستند إلى الابتكار والمرونة والإبداع.
ويلحظ المتتبع لتقارير المؤسسات العالمية المتخصّصة، مقدرة الدولة في الحفاظ على نسقها التصاعدي خلال 2022، إذ جاءت الإمارات بين الدول ال10 الكبار في أكثر من 28 مؤشرًا من مؤشرات التنافسية العالمية، في قطاعات رئيسية عدّة، أبرزها: المالية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وفي مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وفي تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2022، الصادر عن مركز التنافسية العالمي، حافظت الدولة، وللعام السادس على التوالي، على المركز الأول إقليميًّا وال 12 عالميًّا في الترتيب العام.
وفي تأكيدٍ على نجاح استراتيجياتها الاقتصادية، توقّع تقرير أعدّته «أكسفورد إيكونوميكس» نموَّ إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات بنسبة 2.7 في المئة في عام 2023، يرفقه نمو القطاع غير النفطي بنحو 4 في المئة. وفي السياق نفسه، توقع مصرف الإمارات المركزي نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال العام المقبل بنحو 4 في المئة، بدعم من القطاع غير النفطي، لاسيّما في قطاعات النقل والعقار والسياحة والضيافة والتصنيع.
إن دولة الإمارات تودّع العام الجاري، وتستعدّ لعام جديد وقد حققت منجزات تنموية لافتة للنظر، على إثر تبنّيها خططًا ومبادرات ومشروعات طموحة، تستند إلى تأصيل العمل بقوانين اقتصادية مرنة، وتشريعات ضريبية مواتية، تعزز من تنافسية الأعمال، وتجذب إليها المستثمرين وأصحاب المواهب وكل الطامحين إلى العمل والعيش الكريم، بوصفها دولة ينصبّ جلّ تركيزها، خلال الفترة المقبلة، على بناء اقتصاد هو الأفضل والأنشط في العالم، والحفاظ على المكتسبات التي حقّقتها خلال الأعوام الخمسين السابقة، ودخول «الخمسين الجديدة» بمزيد من المنجزات التي ترسّخ سمعتها التنافسية العالمية في الريادة والإبداع.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية