بحساب وتخطيط دقيق، ووفقاً لرؤى واضحة وأهداف محددة سلفاً، تسير المبادرات والمشاريع التي تُطلقها دولة الإمارات في القطاعات المختلفة والمتنوعة، وهو ما يمثل واحدة من عناصر عدة تقوم عليها وصفة النجاح والتميّز الذي وصلت إليه حتى غدَت تتصدّر المؤشرات العالمية وتحتل المراكز الأولى وتنافس على الريادة.
ولأنها تُولي الإنسان أولوية قصوى، وتجعل منه الركيزة الأساسية والغاية النهائية لمشاريع النهضة والتنمية كافة، فهي تسعى إلى أن يأخذ دوره في المجالات كلّها، وأن يكون المسهم الأول والعامل الفاعل والمؤثر، واللاعب الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، في قطاعات الاقتصاد والإنتاج، ومن ثمّ القائد القادر على توجيه الدفّة نحو الوِجهة الصحيحة التي تصبّ في صالح الوطن وتعود عليه وعلى شعبه بالنفع والفائدة، وتسهم في تحقيق مصالحه.
من هذا المنظور، وحتى لا يظل القطاع العامّ هو الجاذب الأول للمواطن، وليأخذ الإنسان الإماراتي رجل وامرأة، زمام المبادرة في القطاع الخاصّ أيضاً، معتمداً في ذلك على كفاءاته وقدراته ومعارفه، ينطلق اهتمام القيادة الرشيدة بتمكينه وتأهيله للمنافسة باقتدار، بل والتفوق والتميّز والإبداع، ليتولى قيادة هذا القطاع المهمّ الذي يعدّ دعامة من دعائم اقتصاد الدولة ومصدراً مهماً لتوليد فرص العمل، وعاملاً وازناً في تطوير الخدمات والسلع والارتقاء بجودتها ونوعيتها نحو الأفضل على الدوام.
تريد القيادة الحكيمة للإمارات أن تصِل إلى مرحلة يتوازى فيها إقبال المواطنين على العمل في القطاعَين الحكومي والخاص، وتتساوى رغبتهم في الفرص المتاحة في كل منهما، وهو الأمر الذي تمّ الإعداد له بشكل يضمن بالفعل عدم عزوفه واستنكافه عن العمل في القطاع الخاص، من خلال مبادرات متفردة ضمِنت تكافؤ الامتيازات والمكتسبات ما بين القطاعين، سواء من حيث الرواتب والأجور أو الإجازات أو الحقوق الأخرى على تنوّعها، بل إن القطاع الخاص بات يقدّم، بفضل توجيهات القيادة وسياسات الحكومة، فرصاً ثمينة وجاذبة تحقق الطموح والتطلّعات المادية والمعنوية للإنسان.
برنامج «نافس» واحد من المبادرات المتنوعة والكثيرة التي أطلقتها حكومة الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية وتمكينها من إثبات حضورها الفاعل في كل الجوانب، وخوض التحدي وكسب الرهان في إدارة عجلة الإنتاج في القطاع الخاص، لينبثق عنه «برنامج نافس لإعداد القادة» الذي ستناط به مهمة إعداد كوادر وطنية متميزة في القطاع الخاص، وإعداد جيل جديد من القيادات القادرة على رفع مستوى الأداء؛ بما يسهم في تحقيق التوجهات الاستراتيجية المستقبلية للدولة، ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتحقيق أهداف مئوية الإمارات في بناء اقتصاد ينافس أفضل اقتصادات العالم؛ عبر رفع مستوى الإنتاجية، وتحسين المستوى المهني لدى الإماراتيين، وإكسابهم ثقافة عمل جديدة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية