تُدرك معظمُ دول العالَم الدورَ الحيوي الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة، في دعم عملية التنمية والدفاع عن مصالح الدول، وتوجيه الرأي العام لجهة دعم هذه المصالح، ويتعاظم الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام خلال المرحلة الحالية، بالنظر إلى التطورات التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالَم، والتي تتيح الكثيرَ من فرص تنامي هذا الدور وتفعيله.
وتُولي دولةُ الإمارات قطاعَ الإعلام أهميةً فائقةً منذ تأسيس الاتحاد عام 1971، وقد كان لدى القائد المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إيمانٌ كبيرٌ بضرورة إتاحة المجال لكي تضطلع وسائلُ الإعلام بدورها على الوجه الأكمل. وهنا تجدر الإشارة إلى مقولته الشهيرة: «إن الإعلام والصحف والإذاعة والتلفزيون واجبُها أن تبيّن أيّةَ أخطاء، ليس فقط أن تمدح وتذكر الإيجابيات وهي كثيرة، ولكن مسؤوليتنا أن نبيّن الأخطاءَ، وحين نتحدّث عن الأخطاء لا ننتقص من قيمة أحد ولا نقلّل من إنجازات أي دائرة، إنّما نريد أن ننبّه، فعلى الإعلام أن يستمر في هذا الموضوع». 
والواقع أن الإعلام في دولة الإمارات كان له دورُه الكبير في دعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة وتعزيز الهوية الوطنية للإمارات، وترسيخ الصورة الإيجابية لها على الصعيدَين الإقليمي والدولي، والدفاع عن مصالحنا الوطنية والتصدّي بفاعلية لوسائل الإعلام المشبوهة، وما تبثّه من زيف ومغالطات. 
ويحظى قطاع الإعلام بدعم متواصل من قِبَل قيادتنا الرشيدة ممثّلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتعمل الدولة على تطويره بشكل مستمر ليواكب المتغيّرات. وخلال الفترة الأخيرة شهد قطاع الإعلام في الدولة تطورين مهمّين: أولهما يتمثّل في إصدار سموه، بصفته حاكمًا لإمارة أبوظبي، قانونًا بإنشاء «مكتب أبوظبي الإعلامي»، والذي سيصبح مسؤولًا عن تعزيز المنظومة الإعلامية الموحدة في الإمارة من خلال وضع استراتيجية وسياسة الإعلام والاتصال الحكومي والمصادقة على الخطط الإعلامية للجهات والشركات الحكومية. وثانيهما إصدارُ سموه مرسومًا بقانون اتحادي بإنشاء «المكتب الوطني للإعلام»، الذي يهدف إلى تطوير منظومة الإعلام في الدولة بما يخدم المصلحة الوطنية، وتوحيد الجهود بين مختلف الجهات الإعلامية في الدولة بجانب إعداد قيادات وكوادر إعلامية وطنية.
وممّا لا شك فيه أن إنشاء هاتين المؤسّستين يأتي في ظِلّ مرحلة مهمّة تمرّ بها دولة الإمارات، بعد دخولها نصفَ قرن جديد بأجندةِ طُموحات ضخمة، وتطمح في نهايته إلى أن تصبح الدولة رقم (1) في العالَم، وفقًا لمئوية «الإمارات 2071».. لذا فهي تحتاج إلى تعزيز دور الإعلام ليكون مواكبًا لهذه التطورات، وداعمًا للخطط المستقبلية للدولة. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية