يُقدِّم بيان دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن الدولي الداعم لمبادرة «إسكات البنادق» في أفريقيا، والذي ألقاه معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، نموذجاً للأولوية التي تحظى بها قضية احتواء الصراعات والنزاعات لدى دولة الإمارات، وتعزيز الجهود الدولية من أجل إقرار السِّلم في العالم، لاسيّما في المناطق التي قادت فيها النزاعات والحروب إلى تعطيل مسيرة التنمية، وتركت مئات الملايين من البشر نهباً للفقر والبؤس والحرمان من المتطلّبات الأساسية للحياة.

وتعود مبادرة «إسكات البنادق» إلى عشر سنوات مضَت، إذ أقرّها «الاتحاد الأفريقي» عام 2013، وكان من بين أهدافها آنذاك «تسوية جميع النزاعات الأفريقية على المستوي الوطني والإقليمي والقارّي بحلول 2020»، وهو الهدف الذي لم يُتَح له أن يتحقق، ما أدّى إلى تمديد الفترة المحددة لهذا الهدف إلى عام 2030.

ومما يُكسب دعوة دولة الإمارات إلى دعم المبادرة الأفريقية ثِقَلاً وقوة، أنها قد نجحت في إنهاء صراعات مريرة في القارة السمراء، إذ استطاعت أن تعقد اتفاقَ سلامٍ تاريخيّاً بين إثيوبيا وأريتريا عام 2018، بعد حروب ضارية استمرت أكثر من عقدين. وكان نجاح الإمارات في حلّ هذا الصراع المعقَّد، الذي فشلت في حلّه الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ثمرة الثقة التي تحظى بها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وإرادتها الصادقة في حلّ النزاع، ودبلوماسيتها الحكيمة التي جعلت المستحيل ممكناً.

وأوضح بيان دولة الإمارات، أن «التصور بأنّ الاضطرابات الناشبة في منطقة بعينها لن تطال مناطق أخرى من العالم، تصوّرٌ غير صحيح، فنجاح هذه المبادرة لا يصبّ فقط في مصلحتنا المشتركة، بل هو واجب أخلاقي لإحلال السلام بأي طريقة ممكنة وفقاً للقانون الدولي»، ويحمل هذا التنبيه تحذيراً من أن التّبِعات السلبية للنزاعات لا تقتصر على المكان الذي تنشب فيه، وأن شراراتها المحرقة قابلة للتوسع والامتداد في كل مكان من العالم، وهو ما يمكن أن نلمسه جليّاً في الحرب الروسية-الأوكرانية، التي امتدّت تَبِعاتها إلى عشرات الدول التي واجهت أزمات سياسية واقتصادية طاحنة.

كما يعكس تركيز دولة الإمارات، في بيانها، على الأولوية التي تحتلها جهود مكافحة الإرهاب في إنجاح مبادرة «إسكات البنادق»، إدراكاً واعياً لخطورة دور الإرهاب الذي يتمدد ويستشري في مناطق عدة من القارة الأفريقية، ويغذّي الصراعات القائمة، ويخلق صراعات جديدة، وهو ما يؤكد صواب رؤية الدولة التي حذّرت في وقت مبكِّر من الآثار المدمرة للتساهل مع الإرهاب وجماعاته وأفكاره، وعملت من أجل حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهته والقضاء عليه.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.