عَقدت دولةُ الإمارات العربية المتحدة العزمَ على خوض غمار الثورة الصناعية الرابعة، لا من أجل أن تكون عضوًا فيها، ولكن لكي تكون إحدى رائداتها، من أجل ترسيخ عملية التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة في ظِلّ القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. 
والثورة الصناعية في مفهومها الضيّق تعني الاعتماد على التكنولوجيا في نواحي الحياة كافة، وفتح الباب على مصراعيه أمام الآلات لتكون مشارِكةً للإنسان في هذه الثورة. والاعتماد على التكنولوجيا يعني أنّ هناك كثيرًا من البيانات التي تتطلّب مزيدًا من الحماية.
وفي الواقع، فإنه لا يمكن الاختلاف حول الأهمية الحيوية للأمن السيبراني في وقتنا الحالي، فلا توجد مؤسّسة لا تمتلك معلومات مُخزّنة على أجهزتها، ولعل الأهم في هذا الإطار، هي المواقع الرسمية التي يجب أن توفر لها أعلى درجات الحماية. 
وفي هذا السياق، جاء مؤتمر الأمن السيبراني في الشرق الأوسط خلال يومَي 16 و17 من شهر مايو الجاري في فندق قصر الإمارات بأبوظبي ليؤكد أهمية حماية البيانات من الهجمات الإلكترونية، سواء أكانت على صعيد التصيّد البسيط أو هجمات إلكترونية شرِسة ذات أهداف كبرى، للحيلولة دون وقوعها في قبضة متصيّدي الشبكة العنكبوتية ومُتخصّصي الهجمات السيبرانية، الأمر الذي سيكون له أثرٌ بالغ السوء على صعيد الأفراد والمؤسسات.
وقد شكّل المؤتمرُ منصةً لقادة الفكر والخبراء في منطقة الشرق الأوسط والعالم لتبادل معلوماتهم وخبراتهم بشأن الفرص والتحدّيات المستجَدّة المتعلّقة بالأمن السيبراني، وقد شاركت فيه العديد من الشخصيّات البارزة في مجال التكنولوجيا، كما كان المؤتمر فرصة لمشاركة العديد من الخبراء والتقنيّين في كِلا القطاعين الحكومي والخاص. 
وخلال المؤتمر تبادل الخبراء والمفكرون الآراءَ والمقترحاتِ حول سُبل الحماية من الهجمات السيبرانية وتحييدها، والعمل على القضاء على هذه الهجمات بالشكل الذي يوفر الأمان بشكل كامل كافة للمعلومات والبيانات كافة، سواء كانت خاصة أو حكومية. 
وكان أبرز ما خرج به المؤتمر، هو تأكيده ضرورة إضافة مُسرّعات لعمليات الأمن السيبراني لتواكب التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم خلال هذه الأيام، بهدف تعزيز إجراءات الأمن السيبراني. 
وفي الواقع، فإن انعقاد المؤتمر، جاء ليؤكد أهمية أبوظبي بصفتها مركزًا لمناقشة أهم التحديات التي يواجهها العالم المعاصر في مجال التطور التكنولوجي، والأهمية التي تعطيها دولة الإمارات للتعاون على الصعيدَين الإقليمي والدولي فيما يخصّ قضايا الأمن السيبراني. 
إن التنامي المُتسارع في التطور التكنولوجي يضع العالم أمام تحدّيات كبيرة من أجل حماية قواعد بياناته، حيث إن المعلومات تحولت إلى ثروة، وباتت تُشكل اقتصادًا كاملًا، وبالتالي صارت حمايتها ضرورة حتمية، وهو ما كان أحد أهداف المؤتمر الذي عُقد بالتعاون بين مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات وشركة مايكروسوفت. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية