ألقى الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء الماضي خطاباً في الأمم المتحدة أعلن فيه أننا «نرفض إيديولوجيا العولمة». وتعزيزاً لهذه الفكرة، قام بدعاية لسياساته في مجالين سعى فيهما إلى توجيه أقوى الضربات إلى تلك «الإيديولوجيا»، ألا وهما: التجارة والهجرة. وهو ما يتيح لنا فرصة للإشارة إلى سمة تسم عهد ترامب وتستحق مزيداً من النقاش: إلى أي درجة أخذت الأغلبية العريضة من الشعب الأميركي ترفض أبرز خصائص قومية ترامب المعادية للأجانب. استطلاع للرأي من قبل قناة «إن بي سي نيوز» وصحيفة «وول ستريت جورنال» وجد هذا الأسبوع أن نسبة مذهلة من الأميركيين تبلغ 61 في المئة ترى أن الهجرة تساعد الولايات المتحدة، بدلاً من أن تضرها، في حين يقول 28 في المئة فقط إنها تضرها، بدلاً من أن تساعدها.
وعلى سبيل المقارنة، فإن الرقمين المسجلين في سبتمبر 2016 – أي قبيل الانتخابات الرئاسية – كانا 54 في المئة مقابل 35 في المئة، ما يعني أننا شهدنا تحولاً بـ14 نقطة حول هذه المسألة منذ وصول ترامب إلى الرئاسة.
وبالمثل، وجدت مؤسسة جالوب لاستطلاعات الرأي في الربيع الماضي أن نسبة الأميركيين الذين يقولون إن الهجرة جيدة للبلاد، مقابل سيئة، قد ارتفعت إلى مستوى قياسي هو 75 في المئة.
شيء مماثل يحدث بخصوص التجارة. ففي أغسطس الماضي، وجد استطلاع للرأي أجرته قناة «إن بي سي» أن الناخبين يقولون بأغلبية 50 في المئة مقابل 23 في المئة إن التجارة الحرة ساعدت، بدلاً من أضرت، الولايات المتحدة – وهو تحول كبير مقارنة مع 2016.
كما وجد استطلاع للرأي أجراه «مركز بيو» هذا الصيف، في الوقت الذي أخذت تحتدم فيه حروب ترامب التجارية، أن أغلبية من الأميركيين، 49 في المئة مقابل 40 في المئة، ترى أن فرض رسوم جمركية على شركائنا التجاريين سيكون شيئاً سيئاً بالنسبة للبلاد. وعلاوة على ذلك، وجد استطلاع لصحيفة «واشنطن بوست» وقناة «إي بي سي» مؤخراً أن الناخبين الأميركيين يعارضون رسوم ترامب الجمركية بـ50 في المئة مقابل 41 في المئة، وبالتالي، يمكن القول إن ترامب فشل في إقناع الشعب الأميركي بدعم حروبه التجارية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»