تراجع الرئيس ترامب عن مطالبه بتخصيص 5 مليارات دولار لإنشاء جدار حدودي، في مواجهته المستمرة بشأن الإنفاق مع «الديمقراطيين». وهذا أمر مفهوم، حيث إن الجدار ربما لا يكون أفضل مكان للقتال بشأن سياسة الهجرة. فترامب والحزب الجمهوري بأمس الحاجة إلى الشعبية. فقد أظهرت استطلاعات الرأي بعد انتخابات التجديد النصفي أن معدلات تأييده فيما يتعلق بالوظائف بلغت 45%، بينما حصل الجمهوريون على نحو 45% من الأصوات. وكانت معدلات تأييد ترامب متدنية للغاية في ثلاث ولايات حاسمة في الغرب الأوسط.
وكانت استطلاعات الرأي تظهر دائماً أن الناخبين لا يحبذون الجدار، ومع ذلك فهذه الاستطلاعات تظهر أن ترامب يحظى بتقدير جيد عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على حدودنا. وتظهر استطلاعات أخرى للرأي أن أغلبيات ضخمة تعارض مدن الملاذ، وأغلبية واضحة تعارض إلغاء وكالة إنفاذ الهجرة والجمارك.
إذن، ينبغي لترامب أن يهتم بتحويل النقاش إلى أمر أكثر شعبية يمكن أن يحمي بشكل فعال الحدود ويحد من الهجرة غير الشرعية.
وتظهر بيانات مركز «بيو» للأبحاث أن عدد الذين يقيمون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة يتناقص منذ 2007. والأهم أن نحو ثلثي هؤلاء ظلوا في البلاد لأكثر من عشر سنوات. يمكنك بناء جدار فعال، لكن سيظل عندك 10 ملايين شخص يعملون ويقيمون من دون تصريح قانوني. والعاملون من هؤلاء هم الأكثر أهمية، وهم 8 ملايين شخص. ومنذ فترة طويلة ومؤيدو ترامب الأساسيين، من ذوي الياقات الزرقاء، يعارضون التجارة الخارجية والهجرة غير الشرعية.
على ترامب أن يحارب من أجل جداره، لكن عليه أن يكون منفتحاً على الطرق الإبداعية والإنسانية لتقليل الطلب على العمال غير القانونيين. وإحدى الطرق لذلك هي دعم اعتماد ضريبي قدره 2000 دولار مثلاً لكل شخص يتم تعيينه مقابل أجر يقل عن 40 ألف دولار سنوياً. وهذا من شأنه أن يخلق حافزاً اقتصادياً لأصحاب العمل الذين ينتهكون اللوائح للتحقق من الوضع القانوني للعاملين لديهم.

* زميل في مركز الأخلاق والسياسة العامة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»