ينطلق اليوم الجمعة «ماراثون زايد الخيري» في مدينة الإسماعيلية بجمهورية مصر العربية، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، للعام الخامس على التوالي، وبمشاركة 15 ألف متسابق. وإذا كان هذا الماراثون يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فإن الدورة الحالية من الماراثون تكتسي أهمية مضاعفة، كونها تأتي في إطار احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بـ«عام زايد»، بمناسبة مرور 100 عام على مولد الأب المؤسس، وإحياء إرثه الطيب من المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة التي تمثل نبع الخير والعطاء. فلا يخفى على أحد المكانة الاستثنائية التي يحظى بها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في قلوب المصريين والعرب جميعاً، لإسهاماته العظيمة في مجال العمل الخيري والإنساني والإنمائي. ولهذا، فإن هذا الماراثون يمثل مناسبة مهمة لتسليط الضوء على مبادراته الإنسانية النبيلة التي لا تزال تفيض عطاءً، وتشع خيراً تستفيد منها البشرية في جميع بقاع العالم.
«ماراثون زايد الخيري» في دورته الخامسة بمدنية الإسماعيلية تتوافر له كل مقومات النجاح، سواء لجهة التنسيق والتعاون المستمر بين المؤسسات المعنية بهذا الماراثون، أو لجهة التسهيلات التي توفرها وزارة الشباب والرياضة بجمهورية مصر العربية لنقل المتسابقين من القاهرة إلى الإسماعيلية، أو لجهة استخدام التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في ألعاب القوى لمتابعة الفائزين والمشاركين لأول مرة في الماراثون، أو لجهة الاهتمام الإعلامي الكبير بتغطية فعاليات الماراثون، وإظهاره بالصورة التي تعبر عن مكانة المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله. هذا وقد أقيمت النسخة الرابعة من الماراثون في محافظة الأقصر خلال يناير من العام الجاري 2018، بينما أقيمت النسخ الثلاث الأولى في القاهرة بمشاركة واسعة من كل قطاعات الشعب المصري.
إن مشاركة عدد كبير من الشخصيات المصرية، السياسية، ورجال الثقافة، ونجوم الرياضة والفن والمجتمع، في «ماراثون زايد الخيري» اليوم إنما تعكس في دلالاتها التقدير الكبير من جانب الأوساط المصرية لدولة الإمارات، وحرصها على إنجاح هذا الماراثون باعتباره يجسد قوة العلاقات بين الدولتين، التي ترتكز على أسس قوية من التضامن والمحبة والاحترام المتبادل، وهذا ما يفسر الصورة الناصعة لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة في وجدان الشعب المصري، وهي الصورة التي ترسخت عبر السنوات الماضية، منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، رحمه الله، الذي كان يكن لمصر كل تقدير، ويعمل على تعزيز مسار العلاقات معها، وتزداد رسوخاً في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث تحرص الإمارات على دعم كل ما من شأنه أن يرتقي بالعلاقات الثنائية بين الدولتين.
لقد استطاع «ماراثون زايد الخيري» أن يعزز من مكانته على خريطة الفعاليات المماثلة عربياً وإقليمياً ودولياً، لأنه يتعدى كونه حدثاً رياضياً إلى مناسبة تنطوي على العديد من الرسائل الإيجابية والإنسانية النبيلة، لعل أبرزها الإيمان بأهمية العمل الخيري والإنساني في التقارب بين الشعوب والثقافات، حيث سيتم تخصيص حصيلة التبرعات الخاصة بالماراثون، لصالح مستشفى شفاء الأورمان بصعيد مصر، ومرضى الجذام، مع توقعات بارتفاع العائد المالي من حصيلة التبرعات في ماراثون هذا العام، عما كانت عليه خلال الدورات الأربع السابقة.
إن «ماراثون زايد الخيري» اليوم يبعث برسالة خير وسلام إماراتية إلى العالم أجمع، رسالة تعلي من قيمة التضامن الإنساني بين الشعوب، وخاصة في ظل هذه المرحلة التي تتصاعد فيها الأزمات والتحديات الإنسانية التي تلقي بظلالها السلبية على حياة البشر في العديد من دول المنطقة والعالم، وتحتاج إلى التكاتف والتضامن والتعاون بين الدول لمواجهتها، رسالة حضارية تؤكد أن الإمارات قادرة دوماً، من خلال هذه النوعية من المبادرات التي تمتزج فيها الرياضة بالثقافة وفعل الخير، على أن تكون مصدر إلهام للآخرين، لاتباع النهج ذاته من أجل تعزيز أواصر التقارب بين الشعوب.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية