في كتابه الجديد «الجبل الثاني»، يبحث المؤلف وكاتب العمود «ديفيد بروكس» حقيقة تبدو مؤثرة بشكل خاص؛ أن الأشياء التي نمضي وقتاً طويلاً من حياتنا في السعي وراءها ليست في الغالب هي الأشياء التي تجلب لنا السعادة حقاً، وما مدى سهولة تقدير الإنجاز الفردي وتمييزه وتأثيره كأهداف في حد ذاتها؟ وكم مرة يجد هؤلاء الذين يصلون إلى هذه الأهداف أنها غير مرضية في نهاية المطاف؟ مثل حساب البنك الذي لا يمتلئ أبداً، بغض النظر عن الأموال التي نودعها فيه.
لهذا السبب، فإن قصص التوأم «مات» و«جو بروجر» والسيد «تايلور ووكر» يبدو أنها تحمل شيئاً من الحكمة، فقد تحدث إليهم زميلي الكاتب «لوران بيلسي» ليعد قصة الغلاف لهذا الأسبوع، ويسجل كيف أنهما جزء من اتجاه حديث بين بعض الشباب للعودة إلى أميركا الريفية والحياة في المزرعة.
عند هذه النقطة، ليس من الواضح مدى حجم هذا الاتجاه، لكن هناك شيء ما في طريقة التفكير يهم أكثر من الأرقام، تأمل كيف يصف «لوران» رحلتهم إلى أميركا الريفية، قال أحد الأساتذة للتوأم «بروجر»، اللذين يديران الآن شركة للحوم والزراعة في «ألبيون»، نيبراسكا: «أفضل شيء يمكنكما القيام به لمجتمعكم هو إيجاد ما تحبان القيام به، يمكنكما بدء نشاط تجاري وتوظيف أشخاص... وإثبات أنه بإمكان الشباب القيام بما تحب في مجتمع ريفي». وقرر «ووكر» فتح مطعم في «جوثينبيرج»، بولاية نيبراسكا، عندما فكر «كيف عامل مجتمع جوثينبيرج والدي وشركاءه. إذا استمروا في ذلك معي، فإنني أدين لهم بأن أكون هنا».
وكما سبق أن كتبت قبل شهور، فإنني انتبهت لشيء عندما زرت كلية صغيرة في الغرب الأوسط مؤخراً. رأيت، وسط كل آراء الشباب على الانستجرام، كيف يتعاملون مع سؤال وجودي – وهو نفس السؤال الذي يثيره بروكس. فهم يرون أن علامات سن الرشد –الوظيفة والدرجة والبيت –لا تجعل آباءهم بالضرورة سعداء. فما الذي يجلب فرحة أعمق؟
يرى «بروكس» أن أكبر فرحة تأتي من أن دمج الذات، قلباً وروحاً، بشيء أكبر، مهنة أو أسرة أو فلسفة أو عقيدة أو مجتمع. وكتب «الخبر السار هو أن ما نقدمه لمجتمعنا من بنسات، يرده المجتمع لنا بالدولارات».
هناك حاجة إلى أشياء كثيرة لمساعدة أميركا الريفية على الازدهار، من بينها الوصول إلى الإنترنت فائق السرعة، هذا إلى جانب أهمية الأفكار الجديدة والدعوة للمثابرة.
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع «كريستيان ساينس مونيتور»