عمل المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على بناء الإنسان جنباً إلى جنب مع بناء الدولة. وكان- رحمه الله- يرى أن الإنسان هو أغلى ما نملك، وكانت أخلاق زايد، ولا تزال، نبراساً لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، يقتدون بها، فتشكلت شخصية مميزة لشعب الإمارات تتميز بالطيبة والتسامح والتواضع والعطاء والأدب الجمّ، وهي قيم وصفات أساسية كانت تميز شخصية الشيخ زايد، رحمه الله.
وثمة حرص بالغ من قِبل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، على الحفاظ على الإرث الإنساني للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي مقدمتها أخلاقه، رحمه الله. وفي هذا السياق، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أن على الإماراتي على وسائل «التواصل الاجتماعي» أن يمثل صورة زايد وأخلاقه في تفاعله مع الناس، ويعكس تواضع المواطن وطيبته ومحبته للآخرين، وانفتاحه على بقية الشعوب. وحدد سموه، عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، 10 صفات يجب أن تلتزم بها الشخصية الإماراتية على وسائل «التواصل الاجتماعي»، من بينها: أن تعكس الاطلاع والثقافة والمستوى الذي وصلت إليه الدولة، وتبتعد عن السباب وكل ما يخدش الحياء. وأضاف سموه: الإماراتي «شخصية علمية تستخدم الحجة والمنطق في الحوار وتقدر الكلمة الطيبة والصورة الجميلة والتفاعل الإيجابي مع الأفكار والثقافات والمجتمعات، ونافعة للآخرين بالمعلومة وناشرة للأفكار والمبادرات المجتمعية والإنسانية التي يزخر بها الوطن، ومندمجة مع محيطها العالمي».
وفي الواقع، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، عن ضرورة التزام قيم زايد وميراثه الأخلاقي من قِبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أن هذه القضية هي محل اهتمام كبير من قِبل سموه، حيث إن بعض الناس، للأسف الشديد، لم يحسن استخدامها بشكل إيجابي، وبعضهم الآخر اتخذ منها منصة للإساءة وتشويه السمعة، فقبل نحو شهرين وفي رسائله لموسم العمل الجديد، أكد سموه ضرورة أن يلتزم مغردو الدولة ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بالضوابط الأخلاقية وبالقيم الموروثة عن الشيخ زايد، رحمه الله. وقال سموه إن العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي، يأكلان من منجزات تعبت آلاف فرق العمل من أجل بنائها، وأكد سموه أن سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة عدد المتابعين، مشيراً إلى أن لدينا وزارة للخارجية معنية بإدارة ملفاتنا الخارجية والتحدث باسمنا والتعبير عن مواقفنا في السياسة الخارجية للدولة، وأكد سموه أنه لن نسمح أن يعبث مجموعة من المغردين بإرث زايد الذي بناه لنا من المصداقية وحب الشعوب واحترامها.
وفي الواقع، فإن المواطن الإماراتي يجب أن يسير على نهج القيادة الرشيدة في الأقوال والأفعال، وأن يكون حريصاً على إظهار كل ما هو إيجابي في الشخصية الإماراتية، حتى يعكس صورة مشرفة للإمارات، فمصطلح «عيال زايد» أمانة يجب أن يلتزم بها أبناء الإمارات كافة للحفاظ على الموروث الأخلاقي للوطن، وقيمه وأعرافه وتقاليده، على النحو الذي يرسخ صورته المضيئة لدى الشعوب الأخرى كافة. إن قيادتنا الرشيدة تضرب المثل الحي على التواضع والأخلاق العالية، وسلوكنا الفردي يجب أن يتسق مع رؤيتها الواضحة للتمسك بعاداتنا وقيمنا الأصيلة، وليعلم كل منا أن الفوضى الحاصلة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الأشخاص، يمكن أن تسيء إلى النموذج البراق الذي تجسده دولة الإمارات العربية المتحدة.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.