تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أن صحة وسلامة وأمن الأشقاء اليمنيين باتت أهدافاً ومستحقات لا يمكن التخلي عنها، فبذلت كل ما بإمكانها لأجل تأمين المساعدات والمعونات الإنسانية والتنموية لليمن وأهله، وقدمت أموالها وأرواح أبطالها فداءً لحياة اليمنيين في كل مكان، فكانت التضحية الأكثر حداثة، تتجلى بمقتل موظفين إماراتيين من فريق الهلال الأحمر الإماراتي، على يد مسلحين، في أثناء تأدية مهامهما في منطقة الدرين بالمنصورة في عدن، وهي منطقة تعدّ «معقدة»، في تجاوز كبير للمعاهدات والمعايير الدولية التي توفر حماية خاصة لعمال الإغاثة والعاملين الطبيين وفرق الإنقاذ.
وعلى الرغم من حجم ونوعية ما تبذله في سبيل إغاثة اليمنيين وحماية أرواحهم، وبأي تكلفة كانت، فإن دولة الإمارات تواصل الوقوف بصلابة وإصرار إلى جانب الأشقاء هناك، وخاصة في هذه المرحلة، التي أصبح العالم فيها مهدداً من جرّاء انتشار وباء كورونا المستجد «كوفيد – 19»، حيث تتواصل الإمدادات وشتى صنوف الدعم للأهل في اليمن لمواجهة هذه الجائحة، فقد أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملة توعوية وتثقيفية للوقاية من الفيروس في محافظة حضرموت، كجزء من الجهود الإنسانية التي تبذلها لتعزيز الإجراءات الاحترازية للوقاية من «كورونا»، يشارك فيها كادر طبي ومتطوعون تابعون للهيئة، وعدد من الناشطين والمواطنين، وذلك عبر حملة تتضمن توزيع منشورات التوعية على المواطنين في كل مكان، تماشياً مع جهود الوقاية من كورونا، ودعماً لقيم التكاثف وبذل المزيد من الجهود في التوعية.
ولأن دولة الإمارات ذات موقف واضح وثابت بشأن دعم اليمن، مالياً وسياسياً وإنسانياً، وخاصة أنها تحتل المركز الأول عالمياً كأكبر مانح لليمن، في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني، بحسب تقرير أصدرته «خدمة التتبع المالي»، فإنها تحرص كذلك على مواصلة الدعم والمؤازرة لهم في أوقات الكوارث والأزمات على اختلافها، وتحديداً في هذه المرحلة الحرجة، التي بات اليمنيون خلالها يعانون تحديات متعددة ومركّبة، وهو ما حفّز دولة الإمارات على مواصلة تسيير قوافل مساعداتها الغذائية إلى أهالي العديد من المناطق اليمنية، ضمن برنامج استجابتها الإنسانية المتواصل، لرفع المعاناة وتحسين حياة الأسر، حيث وزعت الهيئة خلال شهر فبراير الماضي 5562 سلة غذائية متكاملة، تعادل 120 طناً من المواد الغذائية، استفاد منها 20 ألف شخص من الأسر المعوزة في الساحل الغربي اليمني، ممن يعاني أهلها أوضاعاً معيشية صعبة. وقبل أيام وزعت الهلال الأحمر مساعدات إيوائية جديدة في حضرموت، شملت توزيع 50 خيمة إيوائية على أهالي البدو الرحل من مناطق وادي حمم ووادي المسنى، بمديرية أرياف المكلا. كما وفرت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، في منتصف مارس الجاري، مطهرات طبية لمستشفى الشيخ خليفة في سقطرى للوقاية من «كورونا»، وسبق أن تم تزويد مطار سقطرى الدولي بأجهزة حرارية للكشف السريع عن الفيروس للقادمين من خارج سقطرى.
إن دولة الإمارات ستستمر بمتابعة جهودها الإنسانية في الساحة اليمنية، ما دامت الحاجة إلى المساعدة مستمرة، ففي هذه الظروف التي تعصف بالعالم صحياً الآن، ستبقى الدولة منارة للتضامن والعطاء والبذل، وستحرص على أن يستفيد من هذه القيم جميع البشر في أي مكان من هذا العالم الشاسع، من دون تفرقة، وخاصة من تجمعها بهم وحدة الجغرافيا والتاريخ والتراث والعادات، وفقاً لما يتطلبه واجبها الوطني ومسؤولياتها الإنسانية تجاه الإخوة والأشقاء والأصدقاء، والتي تجّسدت مؤخراً بإعلان سلامة الرعايا القادمين من الصين، من فيروس كورونا المستجد، بعد مبادرتها في مطلع مارس الجاري، بإجلاء الطلاب اليمنيين من ووهان الصينية، محتضنة إياهم، وغيرهم من الطلبة، في مدينة الإمارات الإنسانية، التي تم تجهيزها وفق أرقى المعايير العالمية.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.