"لماذا نُصر على أن القرآن قد تم تدنيسه؟ وما هي مصلحتنا في نفي النفي الذي قدمته المجلة؟ وما هو مصدر إصرارنا وسبب عنادنا في أن القرآن الكريم قد تم تدنيسه؟"، هكذا خلص الدكتور سعد بن طفلة العجمي في مقاله المنشور يوم السبت الماضي، الموافق 28-5-2005، والمعنون بـ"العقل بين الصور والتدنيس"، والذي بدا خلاله وكأنه يشكك في التقرير الذي نشرته مجلة "نيوزويك" قبل أسابيع، والذي كشف عن تدنيس بعض المحققين الأميركيين للمصحف الشريف في معتقل "جوانتانامو". ويبدو أن الكاتب يحاول البحث عن أسباب تجعل من عملية تدنيس المصحف الشريف مثار شك أو جدل. وفي الحقيقة استغربت جداً من موقف الكاتب، الذي حاول تبرئة الأميركيين من عملية لا يرضى عنها أي مسلم. والغريب أيضاً أن المصادر الأميركية تشير بين الفينة والأخرى إلى وقوع انتهاكات في سجن "جوانتانامو" سيئ الصيت، وهو ما دعا أحد الكتاب الأميركيين البارزين وهو "توماس فريدمان" إلى المطالبة بإغلاقه. وأتمنى من الدكتور سعد بن طفلة أن يقرأ مقالات الكاتب الأميركي "بوب هربرت" في صحيفة "نيويورك تايمز" حيث إن هذا الكاتب مهتم جداً برصد الانتهاكات التي ترتكبها الإدارة الأميركية منذ حربها الكونية على الإرهاب.
وربما غاب عن مخيلة الدكتور سعد أن الأميركيين يعترفون دوماً بأخطائهم وهي ميزة تقصّر من عمر أي كذبة أو أي مراوغة إعلامية، فنجد دائما أن وسائل الاعلام الأميركية عادة ما تؤكد أنباء قد نفتها في السابق، وكثيراً ما نجد تقارير رسمية تصدر لتؤكد شكوك ومزاعم حول قضايا معينة، وأقرب مثال على ذلك أسلحة الدمار الشامل العراقية التي ثبت رسميا أنها غير موجودة، وذلك على رغم ضغوط إدارة بوش لإثبات العكس ما يعنى أن الأميركيين لا يتقبلون في إعلامهم الكذب أو الافتراء. وأتمنى من الكاتب ألا يدافع عن انتهاكات ارتكبها الأميركيون، لأن الشعب الأميركي نفسه لا يقبل انتهاك الحقوق والحريات، ولم يطلب هذا الشعب من أحد أن ندافع عنه.
إسماعيل نجيب - دبي