في مقاله المعنون بـ"هل تتبدد سحب العداء الأميركي- الإيراني؟" والمنشور في "وجهات نظر" يوم الاثنين 6-6-2005، حلل الكاتب البريطاني باتريك سيل العلاقات الإيرانية - الأميركية خاصة وأن الانتخابات الرئاسية في إيران على الأبواب. وبعد مطالعتي لهذا المقال اقتنعت جداً برؤية الكاتب التي تميل نحو ترجيح اتجاه طهران وواشنطن إلى إبرام صفقة ما لتخفيف حدة العداء القائم بينهما منذ 25عاماً. وفي حقيقة الأمر ستكون الغلبة للغة المصالح، بمعنى أن الولايات المتحدة غير مستعدة الآن لخوض مواجهة عسكرية ضد إيران، لا سيما وأن القوات الأميركية لا تزال غارقة في المستنقع العراقي، كما أن الجمهورية الإسلامية لا تميل أيضاً إلى الدخول في مواجهة عسكرية أو سياسية مباشرة مع الإدارة الأميركية، كي تحقق طهران ما تصبو إليه في العراق الخاضع الآن للاحتلال الأميركي. إذن العراق ورقة مفصلية بين أميركا وإيران، وهي ورقة أشبه بسلاح ذي حدين، فتارة يكون العراق أداة تضغط بها إيران على الولايات المتحدة، وتارة تكون هذه الورقة أداة تستخدمها واشنطن ضد المصالح الإيرانية في المنطقة.
واشنطن لا تفكر الآن في خوض حرب ضد إيران، خاصة وأن محور التوتر الأميركي- الإيراني يكمن في برامج طهران النووية، وكيفية احتواء الطموحات النووية الإيرانية، وضمن هذا الإطار تركت واشنطن حلفاءها الأوروبيين ليقوموا بدورهم في التفاوض مع الجمهورية الإسلامية. لكن من الواضح أن إدارة بوش تسعى إلى تهدئة التوتر مع طهران، بموافقتها على دخول إيران عضواً في منظمة التجارة العالمية، في خطوة اعتبرها كثيرون بداية لسياسة أميركية جديدة تجاه الإيرانيين. وبغض النظر عن الشعارات المعادية لأميركا، التي يتشدق بها الشارع الإيراني، فإن هناك مناطق التقاء إيرانية- أميركية، يمكن لأي محلل رصدها بدءاً بارتياح الإيرانيين من سقوط نظام "طالبان" في أفغانستان وهو نظام سني سلفي معادٍ للشيعة، ثم الحرب الأميركية على العراق وسقوط نظام صدام وبروز الشيعة كقوة سياسية فاعلة في المشهد العراقي الراهن، ما يعني أن المصالح الأميركية لا تتعارض دائما مع المصالح الإيرانية.
محمد عبدالحكيم حمزة- الشارقة